مقيدة ...كنت مقيدة تماما بين ذراعيه..بين جداريين جداريين من فولاذ من حديد من صنديد.حيث لا تمر جزيئة هواء،لم اشعر بالاشمئزاز او بالقرف او بالغضب ،شعرت بالراحة و الاطمئنان ومليون شعور جميل اخر ...لم ارد التحرر ..لم اريد الابتعاد ،التنحي ،المغادرة وددت لو ابقى ،استمر واتمركز .
لا تشدني هكذا ...انني اختنق
"اتختنقين ام لا تستطيعين التنفس من قربي "
"بالتأكيد لا استطيع ،انا احتاج الاكسجين ليس ثنائي الاكسيد "
صوت صفير سايمون كيم كسر الجو المشحون بيننا لتليها كلماته العابثة
نقطة للجامحة ..صفر للكربون
اوه ..تشبهينني بغازٍ سام اذا ،ليكن في علمك انني اسوء ،اكثر سما واكثر فتكا وتأثيرا ،لا اسبب الاختناق فقط ،الاختناق مع اثار جانبية يا حبي "
"لا تقلق ،سأشتري قناع يحمني من جميع انواع الغازات والسموم"
كانت كالثعالب ،كالأفاعي ،كالقطط ،ماكرة ،سليطة اللسان وسامة وهي بين احضاني ،تمتلك ردا لكل شيء ،لكل كلمة وجملة وحرف لعين،كالأحجية ،كالغز ،غامضة كالزجاج الاسود لا ترى ما تفكر فيه و لا تعلم مايدور داخل عقلها ،روحها و قلبها .
استمر فيليكس بالقيادة الا ان وصل الى اعمق نقطة داخل كانساس ،كانت كالجحيم ،غابة فاسدة تخفي بين اوراقها و شجيراتها الشاهقة مخلفات المجرمين و صاحبي اقنعة البراءة من سياسين و رؤساء ومختلف العاملين في اطار الدولة .
ترجلنا من السيارة ،لنتمركز في منطقة مفتوحة خالية من الاشجار والسكون و الليل والظلام و هؤلاء الثلاثة يحيطون بي من كل جهة ،يشعرونني بالضعف ،بالهشاشة ،بالخوف و الانصياع .ما اللعنة ..هل انا ورقة يناصيب او ماذا ؟
"انتي قمر الليلة يا حبي ونحن نجومك "
انزلت نظري للأسفل ،للأسفل ،للأسفل ،اتمنى الاختفاء ان تخترقني الارض من تحتي و تدخلني بين التراب و الديدان ارحم لي من الوقوف هنا ليروا احمرار وجنتي ،اعلم ان الظلام الشديد لكن اقسم اني اكاد ارى ضوءا احمر يلمع تحت مقلتي من جملته هذه ،ما الذي يقصده او بالأحرى مالذي سيفعله هو وحوشه بي .
مهلا مهلا مهلا ،هناك رائحة غريبة في الجو ،غاز ما ،شيء لاذع ومخترق للحواس ،تبا انه بنزين ،هل يريدون حرقي حية او تقديمي كقربان لشيء ما ؟
اقترب مني دريك بخفة ،تقدم وتقدم حتى اصبح امامي يمد يده اليمنى ليمسك يدي يفتحها ويضع عود ثقاب بغلاف احمر فيها ،ينزل جذعه لتقابل شفتاه اذني اليسرى ليهمس بخفوت بصوت عميق عميق كحفرة فارغة في اسفل المحيط الهادئ وتأثير كبركان خامد انفجر فجأة ليذيب كل شيء في طريقه ،مشاعر ،افكار وقلوب ..احترقي واحرقي ما حولك يا حبي "
كلماته لامست شيئا باردا داخلي ،طيفا مقيدا في كياني ،معزولا ومهجورا ،يريد التحرر ،العنف ،عدم الانصياع والمقاومة ،الانتقام
الاحتراق والانشعال .كلامه كان الضوء الاخضر للانطلاق اختفاء الاعلام الحمراء ،تمزيق الاعلام البيضاء والانطلاق بسرعة ،بقوة ،غير ابهة للاشارات والقوانين اللعينة ،
"لقد اردت الشغب "
سئمت من حياة الاختباء و الخجل مما اكون والتعرض للمضايقات واالاهانات و نظرة المجتمع لي ولأمي ،لم اشعر بنفسي وانا اتقدم خطوة للأمام وارمي عود الثقاب المشتعل في الغابة الكثيفة امامي ليحترق ويشعل باحتراقه كل شيء امامه ،ينهش ويأكل الاوراق،الاشجار،الزهورو يظهر كل ما كان مخفيا بين ثنايا كانساس ،جثث ،بقايا ،خطوط غريبة تشكل نجمة سداسية ما و الكثير الكثير من ملابس الاطفال .المساكين لابد انهم كانوا ضحية ما لمختلين مرضى نفسيا و عقليا والاسوء من هذا انهم يخرجون امام الناس ليدلوا بتصريحاتهم عن امكانيتهم في توفير احتياجات اطفالهم والسهر الى راحتهم ولعنة كهذه بينما ينهمون ارواحهم خلف الكواليس بين الاشجار .رفعت رأسي احدق في وجوه الثلاثة امامي ارى بريقا ناريا يلمع في اعينهم وابتسامة نصر غير نصر السعادة بالفوز ومما ذلك بل ابتسامة منتقمين و اشخاص سيئين ،ملاعين و سوداويين بطريقة مميزة و شريرة ولابد انني صرت جزءا منهم من هذه اللعنة التي حلت على مدينة مانهاتن .
تركنا الغابة تحترق و الدخان ينتشر في الاجواء متجها الى السماء ليختفي بين النجوم واتجهنا الى السيارة لنعود بأدراجنا من حيث اتينا ،لم اعلم ما الخطوة القادمة ،ماذا سأفعل معهم ،مادوري في اللعبة ،لذا اردت ان اسأل ،ابتغيت الحصول على اجابات وهذا ما سأفعله .
لازلت لن ارقص بتنورة العاهرات .مادوري في لعبتكم اللعينة؟
لازال الوقت مبكرا ايتها الجامحة تشبتي بالصبر انه صفة جميلة
اجابني سايمون كيم يناظرني بابتسامته الماكرة ،الغريبة انه لا يمكن قراءته يثير اعصابي ويستفزني بطريقة كلامه و نظرته الخبيثة ،حسنا اللعنة على الاجابات لا اريدها ،سأنتظر و ارى ماالذي يريدونه فالاجابة ليست معهم انها بجعبة الوقت .والاخران كانا صامتان تماما .فيليكس الوحش الهادئ والصامت يقود السيارة امامه و االعين الذي اقحمني معهم يضع يده اليمنى على كلتا عينيه ،يريد النوم ربما او الهروب من الاجابة واختار الخيار الاول فهو حتما يظن انني مجرد قطعة اضافية فقط على لوحة الشطرنج .
اخيرا بعد ساعتين من الصمت و الجلوس بدون حركة وصلت الى البيت او بالاحرى بيت عمي واللعين الذي يخرج من السيارة ورائي ،غدا سيكون السبت اي يوم العطلة و هو عادة ما يقضيه في احدى الحانات الخاصة بكبار الشخصيات فلما واللعنة لا يعود معهم !
لايهم لايهم لايهم اريد النوم و الغوص في بين ثنايا سريري بعد ان اخد حماما ساخنا مملوءا بالشامبو المستخلص من الفراولة ..
درجة بدرجة خطوة بخطوة اصعد الدرج لأصل الى غرفتي ،لكن شيء ما ،شخص ما ،كيان ما سحبني من ياقة قميصه يديرني نحوه،لتتمركز كلتا ذراعي على مقدمة صدره الصلب ليقترب مني بشكل خطير خطير خطير ويردف"سكينتك الصغيرة التي خبأتها بين اطراف قميصك معي ياحبي خديها من جيبي الان "
يتبع ♧♧
الفصل القادم رح يكون دريك pov
وانغماس كريس اخ دريك وصديق طفولة ماكسيمليان في القصة

أنت تقرأ
𝙈𝙖𝙭
Romanceللوهلة الاولى ستظنون ان اسم ماكس اسم ذكوري ويخص فتى لكن في روايتي هذه ماكس هي تلك الفتاة المسترجلة صاحبة الخلفية السيئة التي ستتغير حياتها كليا عندما يقرر عمها ان يأخدها لتقيم في منزله،اين ستلتقي به "اكليبس دريك" صاحب قناع الجمجمة ابن عمها الذي لم...