الخَمسون.

37 12 9
                                    


الخمسُون، جميل كَقُبلة.

أيقظتَني حوالي مُنتصف الظهر، عنقي كان متحجّراً بالكامِل، تذمّرتَ كيفَ لم أوقظْكَ إذ تأخرنا الآن، على ماذا أصلاً تأخّرنا؟ ألم تقل أنكَ ستنقُلنا؟
بأيِّ حالٍ أخبرتَني أن أبدِّل ثيابِي بسرعة، وأنت ستأخذ الحقائب.
تجهزْتُ أنا بأسرع ما يمكنني، مع ذلك تذمّرْتَ من تأخّري، أيّ تأخر؟

"لم الاستعجال؟"
"الحقائب صارت في الغرف ونحن مازلنا هنا، هيا!"
"سأسلّم أنا المفاتيح"
أومأتَ وأخبرتَني بأنَّك ستنتظرني على باب الفندق، ارتديتُ حذاءً أحمراً لأنهي بذلتي بصوتِ طرقات كعبِ حذائي على الأرض. سلّمْتُ المفاتيح وعلى طريق خروجي رأيتُ شخصاً لم أتوقع رؤيته أبداً، وبالأخص رؤيته يمشي على عكّاز!

"جون! ماذا حدث لرِجْلكَ؟" التي ضربها لوكي وأسقطكَ عليها لأنّكَ أخبرتني بعض النكات، آه منكَ يا لوكي!

"وقعتُ من على الدرج" بالطبع صدّقته! بالطبع، مئة في المئة بدون أي شك.

"آسفة لهذا! أتمنى أن يتحسّن وضعكَ"
"سأكون بأتمّ حال! ويبدو أنه أنتِ أيضاً بحال جيّدة، تبدين كوردة جوريّة!"
علَّق جون على فستاني الأحمر أسفل البالطو الأسود.
"شكراً لكَ على المدح" تكلّمتُ بابتسامة.

"أين أخوكِ؟ الرجل الذي كان برفقتكَ المرة السابقة كان أخوكِ صحيح؟" سألني بخبث قاصداً إيّاكَ.
"لا، صديقي، ينتظرني في الخارج"
"حقاً؟ غريب، بأيّ حال، أراكِ في الجوار."
يريد التأكّد إن كان بيننا علاقة، لكن أعجبتني الطريقة، سأحفظها قد أحتاجها معكَ.

بمجرّد أن قابلْتُ وجهكَ رأيتُ فيه الامتعَاض لأسألكَ عن السبب.
"حين أنظر إليكِ أشعر أنني أنظر في المرآة من كثرة الشَّبه" تحدّثت بانزعاج ماشياً أمامي، تاركين الفندق خلفنا.

"سمعْتَ حديثنا إذاً! أرأيتَ ما فعلْت لرجْلِه!"
"ليتني بترتُها أيضاً، ياله من بغيضْ"
التزمْت الصمت أمشي خلفكَ، المكان مزدحم ولا فكرة لي عن الوجهة التي تأخذني إليها.
"لا تضيعي! أبقَي بقربي" نبّهتني، أخيراً دخلنا في أحد الأبنية، كان ممرّها فارغاً.
مدَدْتَ يدكَ لي، وسألتني:"جاهزة؟" أومأتُ، أغمضْتُ عيني لتصعد روحي من جسدي لأجزاء من الثانية ثم تعود إليه، أصوات مختلفة أحاطت بي، الهواء ضرب وجهي وجعل شعري يتطاير في السماء.

"أهلاً بكِ في روما"
كنّا في زقاقٍ ضيّق معتم، السماء أصلاً أعتمَت من الغيوم الملبّدة السوداء.
الفندق الذي اخترته توضّع على بعد بضعة دقائق، كلّ شيء حولنا اتّسم بالجمال والدقة في التصميم، مرّة أخرى سنمكث مع الأغنياء، ألم تخف من الأحداث الماضية؟ فهذا أول ما خطر لي حين رأيت الناس ذوي اللباس الغالي والأماكن الفخمة جدّاً التي تشعركَ أنه حتّى النظر إليها غير مجّاني!

نور الإلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن