Confusion

17 3 1
                                    

-أُدعى جونغكوك.
شعرت وكأن دلو من الماء البارد قد انسكب فوق رأسها بهذه اللحظة.
لم تفارق عينيها خاصته إلَّا عندما وعت أنه قد مرّت حوالي دقيقتين وهي فقط تنظر إليه ولا تزال تصافحه.
-جوليا...أُدعى جوليا.
نبست قبل أن تترك يدها خاصته.
همهم وهو لا يزال ينظر إليها، ليكسر جيمين هذا الجو المشحون بالتوتر بقوله:
-ما رأيكم جميعاً أن نتناول شيئاً معاً بالمطعم المجاور للجامعة!، وستكون فرصة جيدة لتخبرني عمَّا حدث لك طوال هذه السنوات يا صاح.
قهقه جونغكوك ثم نبس:
-لا بأس بهذا.
-وماذا ننتظر!،هيا بنا!
نبس جيمين حاملاً حقيبته، لتردف جوليا:
-اوه، أنا لا أستطيع المجئ الآن، لقد كُلفت بعمل مشروع وعلي تسليمه الآن.
-لا بأس، يمكننا انتظارك!
نبس جيمين، لتنفي:
-كلا، سيستغرق هذا وقتاً طويلاً، حالما أنتهي سأنضم أنا إليكم.
تنهد جيمين، ليردف جونغكوك بهدوء:
-إذاً، دعيني أرافقك، فأنا أيضاً علي التأكد من صحة أوراقي بالجامعة.
-ا..بالطبع، لا بأس.
رسمت ابتسامة وديعة على شفتيها؛ لتخفي بها البركان الذي اشتعل بقلبها.
عبست جيني:
-هكذا سننتظر كثيراً.
غمز لها جيمين متمتماً في دهاء:
-لا تقلقي عزيزتي، سنستمتع بوقتنا معاً.
اتسعت حدقتا عينيها من جرأته، ولم يُسمع سوى صوت تأوه جيمين ألماً عندما لكمته في كتفه بقوة.
نبس جونغكوك لها بإبتسامة:
-دعينا نذهب لننتهي من هذا سريعاً؛ فهما على وشك الشجار.
ابتسمت بخفة ثم اتجها لوجهتهما.
....
خُيم عليهما الوجوم أثناء سيرهما بالممرات التي وُجد بها عدد لا يُذكر من الطلاب.
قاطع هذه الحالة من السكون بقوله:
-امم، عن ماذا يدور مشروعك حول؟
-اوه.....
حاولت تنظيم أحرف كلماتها إلى أن نجحت:
-إنه مجسم صغير من إنسان آلي.
رفع حاجبيه بإعجاب:
-اوه، هذا شيِّق!، وهل هو قابل للحراك؟
اومأت بإبتسامة طفيفة، ليردف بصوته الرخيم:
-إذاً أنتِ عبقرية.
قهقهت بخفة قائلةً:
-بالواقع أنا لم أقم بصناعته، بل والدي..
توقفا أمام مكتب تسليم المشروعات، لتردف بخفوت:
-دع هذا سراً بيننا!
نظر لها بأعين مبتسمة، لتدير مقبض الباب ثم دلفا إلى المكتب.
.....
ابتسم البروفيسير بإعجاب وهو يرى الإنسان الآلي الصغير يتحرك بل ويصدر أصواتاً أيضاً.
-أنا حقاً مندهش من هذا التطور، أنتِ حقاً بارعة!
ابتسمت بخفة على إطرائه لها، ليضيف:
-لكن...كيف توصلتِ إلى صناعته؟
-اوه، لقد بحثت على الانترنت وتعلمت بعض الأساسيات والقطع اللازمة لصنعه، واستعنت ببعض الكتب.
لم يزد هذا سوى إعجاب البروفيسير بما صنعت، ليهمهم برضا ثم أعطاها العلامة الكاملة قائلاً:
-أحسنتِ ابنتي.
.....
-واه، تصلحين مؤلفة قصص.
نبس جونغكوك فور خروجهما، لتبتسم بخفة قائلةً:
-إن أخبرته أن والدي ساعدني فقط سيثور كالثور.
-أظن أنني سأحتاج مساعدتك بهذه الجامعة.
عقدت حاجبيها بتعجب:
-أنا؟، لمَ؟
ابتسم بخفة:
-يبدو أن علاقاتك بالبروفيسيرات جيدة، لذا سأحتاج مساعدتك.
قهقهت قائلةً:
-جيدة!، لقد سبق وأن أبرحت أحدهم ضرباً.
اتسعت حدقتا عينيه بذهول:
-ماذا!!، وماذا فعل ليستحق هذا!
-حاول لمسي.
-اوه، ومن أين تعلمتِ الدفاع عن نفسك هكذا؟
ابتسمت ابتسامة رقيقة قائلةً:
-لقد كان لي صديق، علمني بعض الحركات التي أتقنتها.
-اوه، وأين هو هذا البارع؟
ابتسمت بخفة وهي تنظر بعينيه، لتتمتم بهدوء:
-لقد توفي بحادث.
صمت لبرهة ثم أردف:
-أعتذر، لا بد...أنكِ عانيتِ كثيراً.
استطردت قائلةً:
-علينا التوجه إلى مكتب العميد الآن للتأكد من صحة أوراقك ومن ثم ننضم إلى جيمين وجيني.
همهم ثم سارا نحو وجهتهما.
.....
خطا خارج الجامعة بعد انتهاءهما، لتهاتف جوليا جيني لكنها لم تجب.

The RobotWhere stories live. Discover now