-كانغ داي!
تسارعت نبضات قلبها وكأنها بسباقٍ مع الخيل، وشعرت وكأن كل شيء حولها بات مشوشاً لوهلة، إذا كان هذا والده...فهذا يفسر الكثير.
تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها عندما هتف لها كوك قائلاً:
-جوليا!
نظرت له، ليشير إليها بالمجيء، ولم تجد مفر سوى مواجهة الأمر الواقع.
تنهدت ثم خطت بضعة خطوات للأمام إلى أن وقفت بجوار جونغكوك وأمام السيد كانغ داي الذي تمكنت من الشعور بإرتباكه لوهلة.
ابتسم السيد كانغ داي ببرود ثم مد يده لمصافحتها:
-إذاً أنتِ جوليا.
نظرت ليده لبرهة قبل أن تصافحه لبضعة ثوانٍ مجيبةً:
-أجل، هي أنا.
همهم ثم أردف:
-سعدت بلقاءك عزيزتي...
أضاف:
-هيا بُني، فلتذهبا للإحتفال.
اومأ كوك ثم أردف بلطف قبل أن يسحبها من يدها:
-هيا بنا.
....
جلسا وسط جموع من أصدقاؤه، وكان وقت افتتاح الهدايا.
كانت بعالم آخر بهذه اللحظة، عينيها لا تفارقه وهو منشغل بفتح الهدايا وإبداء إعجابه بكل واحدة، عينيها تجيل من أعلى إلى أخمص قدميه، وكأنها تتفحص أنه هو....عينيه، وجنتيه، أنفه، شفتيه، شعره، يديه، أكتافه العريضة، ابتسامته الأرنبية.
شعرت برغبة جامحة بالبكاء بهذه اللحظة، فكيف أنَّ جميع الأدلة تخبرها أنه هو لكنها لا يسعها الإستيعاب، وهل سيصدقها إن أخبرته؟، بالطبع لا.
وقعت يده على هديتها، لتشق الإبتسامة وجهه عندما فتحها ورأى ما بها قبل أن ينظر لها بأعين مبتسمة.
بادلته الإبتسامة وهي تشعر بغصة بحلقها، أما هو فقد أثنى على هديتها أكثر من أي أخرى سبقتها.
.....
وقفت بمكان بعيد عن أجواء الإحتفال بعدما طلبت من جيني الذهاب لكنها ترجتها أن يبقيا لبعض الوقت، ولم تستطع أن ترفض لها طلبها خاصةً بعدما شعرت بمدى إنسجامها بالحديث مع جيمين لدرجة أنها بالكاد نسيت أن هناك إحتفال.
حاولت تنظيم أنفاسها المضطربة ومنع نفسها من البكاء، فماذا إن رآها وسألها عن سبب بكاءها؟، هل ستخبره أنه صديق طفولتها الذي أرهقتها حقيقة اختفاؤه دون معرفة إن كان على قيد الحياة أم لا؟، أم ستخبره أنها صديقته التي لطالما اعتاد على حمايتها وردع أي شر عنها بسنين حياتهم الأولى، وهل سيصدقها؟، وماذا لو صدقها، هل سيتذكرها؟...أم ستصبح جزءًا من رماد الماضي الذي لم يعد محفورًا بذاكرته.
شعرت بيد على كتفها، لتمسح عينيها التي كانت قد أوشكت دموعها على الهروب منهما.
استدارت لتقابل وجهه الذي قد اعتلاه ملامح القلق فور رؤيته لعينيها.
-ماذا حدث؟، هل أزعجك أحدهم؟
نفت بإبتسامة وديعة قائلةً:
-كلا، أنا فقط...بإنتظار جيني كي نذهب.
نظر إلى مكان جيني التي كانت بعالم آخر مع جيمين، ليعيد النظر إليها ثم أردف:
-هيا، سأقوم بإيصالك، ولا تقلقي، سيفعل جيمين المثل مع جيني.
-كلا، لا يمكن...اليوم عيد مولدك وأنت صاحب الحفل، يجب أن تبقى.
نبس بجدية:
-كفى هراء، سأقوم بإيصالك، هيا.
لم يعطها فرصة للرد وأخذها من يدها إلى أن فتح لها باب السيارة واضطررت للركوب.
لاح شبح ابتسامة طفيف فوق شفتيه ثم عبر للجهة الأخرى وفعل المثل ثم شرع بالقيادة وقد خُيم الوجوم لبضعة ثوانٍ قبل أن يقطعه بقوله:
-جوليا...
أدارت مقلتيها نحوه، ثم أكمل:
-أولًا شكراً كثيراً على هديتك الرائعة، لقد كانت الأجمل..
ابتسمت ابتسامة رقيقة، ليضيف:
-لكن...لماذا بدوتِ حزينة؟...وكأنكِ كنتِ بعالم آخر.
برر سريعاً:
-أنا لا أقصد التطفل، لكنني فقط أرغب بالتخفيف عنكِ، إن سمحتِ بالطبع.
أطالت النظر بعينيه وهي لم تنبس ببنت شفة، إلى أن انفرجت شفتيها متمتمةً:
-فقط...تذكرت أحدهم.
تساءل بهدوء:
-هل هو صديق طفولتك الذي سبق وأخبرتني عنه؟
اومأت بهدوء ثم تنهدت ورسمت ابتسامة وديعة على شفتيها:
-دعك من هذا الآن، وأخبرني عن موعد حصص اليوغا الخاصة بوالدتك.
ابتسم بلطف:
-بكل سرور.
......
سكنت السيارة أمام منزلها، ثم ترجلت منها واستدارت ملوحةً له قبل أن تدلف إلى الداخل.
تنهد بعمق وهو يراقب جسدها وهو يبتعد عنه تدريجيًا إلى أن اختفت لداخل منزلها.
كاد أن يدير عجلة القيادة لكن لفت انتباهه وجود شئ لامع بمكان جلوسها.
التقطه بأنامله ولم تكن سوى قلادة قد نُقر عليها حرف "J"
.......
ألقت جسدها على الفراش في إرهاق بعدما أخذت حمامًا باردًا.
شردت بالسقف وهي لا يسعها التوقف عن التفكير به، أصبح بالنسبة لها لغز يجب حله.
تلمست بأناملها عنقها قبل أن تتسع حدقتا عينيها بصدمة مستقيمةً بجزأها العلوي عندما لم تجد قلادتها.
هرعت نحو المرحاض لعلها تجدها قد سقطت بحوض الإستحمام، لكن خاب أملها عندما لم تجد شيء.
-تباً...لا يمكن أن أكون قد أضعتها!!، كيف..كيف سقطت!
....
سكنت بمحلها عندما بحثت عنها بكل إنش بالمنزل ولم تجدها، ولم تشعر بنفسها سوى وهي جاهشةً بالبكاء، غير مصدقةً أنها أضاعت أخر شيء يربطها به.
-غبية، لم يكن يفترض بي إرتداؤها واللعنة!
تمتمت وهي تبكي بحرقة إلى أن سمعت صوت إشعار رسالة من هاتفها.
كفكفت دموعها بأناملها ثم التقطته، لتجد محتوى الرسالة:
"جوليا، لقد سقطت قلادتك بالسيارة، متى يمكنكِ مقابلتي لأخذها؟"
تنهدت بإرتياح وهي تشكر الله أنها لم تخسرها، ثم أجابت:
-"شكرًا لإخباري، لقد جننت عندما لم أجدها...غدًا الساعة 3 مساءً جيد؟"
-"بكل تأكيد..، عمتِ مساءً جوليا"
ابتسمت بخفة ثم أجابت:
-"وأنت أيضاً جونغكوك".
.....
أرجع رأسه للخلف مسنداً إياها على وسادته وهو يحملق بالقلادة التي يمسكها بين أنامله، بدت مألوفة له كثيراً، وبدت نقوشها مميزة بالنسبة له.
تنهد بعمق ثم سافر تفكيره لوهلة لإحدى خبايا ذكرياته.
أغلق عينيه بألم عندما شعر بتشوش فجأة، وكأن هناك جزء من ذكرياته يأبى الخروج من قمعه، ثم جال بخياله مشهد يد طفل تمد القلادة لأخرى التقطتها بمرح.
استقام بجزأه العلوي مرجعًا شعره نحو الخلف، ثم نظر إلى تلك القلادة مجدداً هامساً:
-تلك الفتاة...حتماً تخفي شيئاً ما.
.....
-Second day at 3 PM-
ودَّعت جيني بعدما اتفقتا على السهر سوياً الليلة، ثم جالت عينيها في المكان قبل أن تستقر عليه وهو يترجل من سيارته متخذًا مساره إليها.
..
صافحها قائلًا بإبتسامته الأرنبية:
-هل تأخرت؟
نفت بلطف:
-أبدًا.
أخرج القلادة ثم مدها إليها متمتمًا:
-أنا آسف، لكنني لم أنتبه إليها إلَّا بعد ذهابك.
التقطتها من أنامله نافيةً:
-لا بأس....
تنهدت ثم أضافت وهي تتفحص قلادتها:
-شكرًا لك حقًا، لا تدري كم حزنت عندما اكتشفت غيابها؛ فهي...ليست بالشيء الهين.
اومأ بتفهم ثم حكَّ مؤخرة رأسه قائلًا:
-إذًا، ألا بأس بإحتساء بعض القهوة؟
ابتسمت بلطف قائلةً:
-لا أعدك بهذا، فأنا على موعد بحصة اليوغا الآن.
-بهذه السرعة؟، يا فتاة...هل تنوين سرقة أمي مني؟
ضحكت بلطف ثم نبست:
-ربما، والآن، دعني أذهب لسرقة والدتك منك.
قهقه قائلًا:
-إذًا، اسمحي لي بإيصالك.
نفت بلطف:
-كلا، لا أريد تعطيلك، كما أنني أريد الذهاب سيرًا، فالمسافة ليست بالبعيدة.
وضع كلتا يديه بجيوبه متمتمًا:
-حسنًا، أنا أيضًا أريد السير.
ابتسمت بلطف ثم سارت بضعة خطوات نحو الأمام وكذلك هو فعل المثل.
...
خُيم الوجوم عليهما وقد بدى الجو هادئًا وكسى السماء اللون الرمادي.
رفعت بصرها نحو السماء، لتنفرج شفتيها متمتمةً:
-يبدو أنها ستمطر بغزارة الليلة.
-أظن هذا...
أضاف بعد برهة:
-هل ستفعلين شيء بعد انتهاء تدريبك؟
تنهدت قائلةً:
-لا أعلم؛ فأبي ليس بالمنزل هذه الأيام لإنشغاله ببعض الأعمال، ولكنني أظن أنني سأشتري بعض الأشياء ومن ثم أعود للمنزل لأستعد للخروج مع جيني.
-حقًا؟، أين تنويان الذهاب؟
-بالواقع، ليس لدي أدنى فكرة؛ فجيني هي رئيسة السهرات، وبالعادة هي من تأخذني لأماكن لم تلمسها قدماي من قبل.
همهم بتفهم ثم أضاف بعد وهلة:
-لكنكِ لا تبدين كشخص محب للحفلات وتلك الأجواء الصاخبة.
اومأت قائلةً:
-أجل، لكنني لا أستطيع تركها تذهب بمفردها، لم تعتد إحدانا على ترك الأخرى.
نظر لها بأعين مبتسمة ثم أردف:
-لمَ لا تقترحين عليها الذهاب لأماكن أخرى؟
-لقد حاولت، لكنها دائمًا تخبرني أنها لا تنتمي سوى للأجواء الصاخبة؛ فمن خلالها...لا تتمكن منها أفكارها.
انفرجت شفتيه بنية الإستفهام لكنها استطردت بلطف:
-دعنا نركز بالطريق الآن وإلَّا سنصطدم بالجدار.
ابتسم بخفة ثم نبس:
-إذًا، ما رأيك بإحتساء بعض حليب الموز بعد انتهاءك؟
قهقهت على لطافته ثم همهمت قائلةً:
-ليس قبل أن أشتري احتياجات المنزل.
تأفأف بضجر:
-حسنًا حسنًا!!
.....
شرعت تُملي موظفة الاستقبال بياناتها للاشتراك في صف اليوغا.
-إذًا، المبلغ المطلوب دفعه سيكون....10000 وون.
أخبرتها موظفة الاستقبال وكادت هي أن تخرج المال من محفظتها لكن منعتها تلك اليد التي وُضعت على خاصتها مانعةً إياها من أخذ المال.
-صوفيا!، ألا تعرفين أن جوليا صديقتي؟
ارتبكت صوفيا قائلةً:
-لم أكن أعلم، لقد....
قاطعها قائلًا بجدية مصطنعة:
-شش، سيخصم هذا من راتبك.
اتسعت حدقتا عيني جوليا بدهشة:
-يااا!، هي لم تخطئ بشيء!، كما ماذا يعني كوني صديقتك هاا؟
-يعني أنكِ لن تدفعي شيء.
كتفت جوليا يدها قائلةً بنفاذ صبر:
-كلا، أنا لا أقبل هذا.
عقد حاجبيه بإنزعاج:
-لا تجادليني أرجوكِ؛ لأن هذا الأمر منتهي بالفعل.
-أنا أقدر هذا حقًا، لكنني لا أقبله أيضًا.
نبست وهي تخرج المال من محفظتها لكنه سحبها من يدها إلى غرفة التدريب.
-ي..ياا!، توقف.
حاولت الفرار من قبضته لكنه لم يتركها سوى أمام باب غرفة التدريب.
انفرجت شفتيها بنية التحدث لكنه قاطعها بقوله:
-لا تجادليني أرجوكِ، فأنا إن صممت على شيء، لا رجعة فيه....
أضاف بإبتسامة جانبية واضعًا كلتا يديه بجيوبه:
-ويمكنكِ جلب حليب الموز لي بالمقابل، لن أرفض.
ابتسمت بخفة:
-أنت غير معقول.
جذب انتباههما خروج والدته من غرفة التدريب والتي بدى الإنشراح على أسارير قلبها عند رؤيتها لجوليا.
عانقتها والدته برحابة صدر متمتمةً:
-كم أنا مسرورة بوجودك هنا عزيزتي.
بادلتها جوليا العناق بلطف:
-شكرًا لكِ سيدة جيون، يشرفني التدرب معكِ.
ابتعدت السيدة جيون قائلةً بعفوية:
-هيا، حان وقت التدريب.
اومأت جوليا ثم سبقتها السيدة جيون إلى الداخل، لتنظر جوليا إلى الذي يقف في ذهول من تجاهل والدته له.
تحمحمت قائلةً:
-حسنًا، أظن أن علي الذهاب الآن، لكنني مدينة لك هكذا!
رمقها بغضب لطيف:
-ها قد نجحتِ بسرقة والدتي مني!
-اا...وداعًا!
نبست بإرتباك ثم سارعت إلى الداخل، بينما هو قد لاح شبح ابتسامة فوق شفتيه ثم أرجع شعره للخلف قبل أن يستدير متجهًا نحو الخارج.
.......
خرجت من مكان تدريبها بعدما ودعتها السيدة جيون وأخذت تسير وهي تتأمل منظر الشوارع المبللة بماء المطر، والسماء التي أصبحت ملبدة بالغيوم، مع نسمات الهواء الباردة التي تعبق برائحة قطرات الندى التي جعلت جسدها يباغته شعور جميل، مريح للنفس قبل الجسد.
عكَّر صفوها صوت مزمار السيارة الذي جاء على بُعد حوالي متر منها.
التفتت تجاه مصدر الصوت، ولم تتمكن من كتم تلك الضحكة التي فارقت ثغرها لوهلة عندما وجدته مبللًا بماء المطر.
-ياا، اصعدي قبل أن أُصاب بالزكام.
تحدث إليها عبر نافذة السيارة المفتوحة، و لم تملك حيلة سوى أن تنصاع لأمره، وها هي تجلس بالمقعد المجاور له.
-هل اجتمعت ماء المطر كلها لتسقط عليك؟
نبست وهي تحاول عدم الضحك على مظهره وأنفه الحمراء.
عبس قائلًا:
-لقد تعطلت السيارة وأنا بمكان ما واضطررت للسير لجلب ميكانيكي، هل هناك مانع؟
نفت:
-كلا، أنا لم أتفوه بشيء!...
أضافت بشيء من القلق:
-لكن عليك الإسراع إلى المنزل قبل أن تُصاب بالزكام كما قلت!
نظر لها في دهاء قائلًا:
-هل تخافين علي؟
اتسعت حدقتا عينيها بصدمة وتلعثمت أحرف كلماتها:
-م..ماذا!!، بالطبع لا!
ابتسم بجانبية ثم شرع بالقيادة واستطرد قائلًا:
-من أين ستجلبين إحتياجات المنزل؟
-اوه، لا تعتلِ همًا، أنا سأجلبهم من مكان قريب من منزلي.
تنهد متمتمًا تحت أنفاسه:
-أنتِ عنيدة.
-أستطيع سماعك.....
وقفت تلقي نظرة أخيرة على سلة مشترياتها؛ لتتأكد أنها لم تنسَ شيئًا.
-كدت أنسى.
تمتمت وهي تتجه إلى ثلاجة المشروبات بينما هو يراقبها بنظرات استفهامية.
ابتسم ابتسامته الأرنبية عندما عادت ومعها 6 علب مجمعة معًا من حليب الموز.
-ألا تنسين أبدًا!
نفت برأسها وهي تسبقه إلى الكاشير؛ لتدفع قبل أن يعيق طريقها مثلما فعل.
...
مدت يدها التي تحتوي على حقيبة بداخلها حليب الموز مع بعض الشوكولاتة.
حذرته عندما كاد أن يتحدث:
-لا ترفض وإلَّا لن أرافقك بمكان ما مجددًا!
تأفأف ثم أخذه منها قائلًا:
-حسنًا!...
أضاف:
-أنتِ حقًا عنيدة!
قهقهت بلطف قبل أن يقاطعهما صوت رنين هاتفها.
-مرحبًا جيني.
أجابت ولم تمض سوى بضع لحظات وجاءها رد جيني:
-هل أنتِ جاهزة؟
نفت جوليا:
-ليس بعد، سأكون كذلك خلال حوالي ساعة.
تنهدت جيني:
-حسنًا، لكن لا تتأخري عن ذلك!!
اومأت جوليا ثم انتبهت له مجددًا بعدما أغلقت الخط مع جيني، لتعقد حاجبيها بتعجب عندما وجدته ينظر لها بأعين القطط:
-ماذا؟
تنهد مرجعًا شعره إلى الخلف:
-لا أشعر بالإرتياح حيال ذهابك لتلك الحفلة.
-اوه، لا تقلق، أنا لن أذهب لحفل ملك الغابة!، إنه مجرد احتفال بين الأصدقاء كوك!
نبس بجدية:
-جوليا، أنا لا أمزح....
نظرت له نظرات استفهامية، ليفرك بين حاجبيه ثم أردف:
-حسنًا، ربما لا أعرفك سوى منذ عدة أسابيع، وربما أيضًا لا يحق لي التدخل، لكنني حقًا لا يراودني شعور جيد حيال هذا الأمر.
خُيم الوجوم عليهما لبعض اللحظات، لتنفرج شفتيها قائلةً:
-حسنًا، لكن جيني لن تصغي إلي، وأيضًا لا أستطيع تركها بمفردها.
وضع يده بجيبه قائلًا:
-إذًا، دعيني أرافقكِ لهذا الحفل.
اتسعت حدقتا عينيها بدهشة:
-ت..ترافقني!
اومأ بهدوء، لتردف بعد تفكير دام لبضع ثوانٍ:
-حسنًا، لا أمانع.
بعثر شعرها بلطف:
-فتاة مطيعة.
-يااا!
قهقه بخفة ثم نبست بإمتنان:
-شكرًا لك كوك، لقد ساعدتني كثيرًا اليوم.
-أنا لم أفعل شيء سوى مرافقتك....وإزعاجك بعض الشيء.
نظرت له بأعين مبتسمة متمتمةً:
-ربما، لكنني ممتنة لوجودك معي.
حك مؤخرة رأسه متحمحمًا:
-حسنًا، هيا بنا قبل أن تهطل بالأمطار مجددًا.
.....
دلفت إلى ردهة المنزل وقد كان كل شيء به بحالة من السكون، عدا قلبها المضطرب.
شقت الإبتسامة وجهها عندما تذكرت أفعاله، لكنها تذكرت أنها ليست بمفردها بالمنزل.
......
جالت عينيها في أنحاء المنزل، لكن لا أثر له.
-أين ذهب هذا؟
وضعت حقيبة مشترياتها على الطاولة،ثم شرعت بالبحث عنه، لكن انتهى بها المطاف واقفةً بحيرة عندما لم تجده.
تطرق إلى ذهنها أن يكون بغرفتها؛ فهذا المكان الوحيد الذي لم تبحث عنه به.
.....
دفعت دفة الباب وقد كان شكها بمحله، لكن سرعان ما اتسعت حدقتا عينيها بصدمة عندما وجدته يتفحص صندوق ذكرياتها........
يتبع.........

YOU ARE READING
The Robot
Romance-لقد ظللت أبحث عنك لأعواماً! -مَن أنتِ؟ ...... -هذا أخر ما تبقى منه سيدي، صورته. نزل النبأ كالصاعقة على والدها الذي استلم صورة لصديق طفلته بملامح يعتصرها الحزن؛ خشيةً أن يفطر قلب صغيرته التي تجلس بحماس بإنتظار أن يأتي ليدعوها للعب ككل يوم، إلى أن ذل...