افتتاحية

53 7 7
                                    

في ليلة من ليالي الربيع كان القمر يختبئ وراء الغيم ، بينما كنت اخبئ جسدي من النسيم تحت غطاء سريري انظر من النافذة المفتوحة الى السماء حينا ثم الى تل القطن الذي امام ناظري ، اتنهد وافكر !  بينما يداعب النسيم رفوف الغرفة وزواياها " هل حقا هناك قرية وراء هذا النهر الذي يجري وراء التل ! ولماذا لا يسمح لنا بعبوره ؟!"

كنت اتخيل ما يمكن ان يكون وراءه ، كم الاحتمالات التي فكرت بها جعلني اغفو كطفلة ، وفي اللحظه التي اغمضت بها عيناي ، بدات احلم به مجددا .
تلك العيون العسلية المسحوبه وذالك الذقن الحاد ، قامته الطويلة ، كان دائما يناديني باسمٍ ليس مألوف! " ميرال".

وكنت دائما عندما احلم به استيقظ مبتسمة ...
وفي هذا الصباح تحديدا كنت اشعر بحيوية ، نزلت على الدرج الخشبي بينما اسمع صريره متجهةً الى الطابق السفلي ، وبينما كانت امي تحضر الفطور ركضت نحوها وقبلت وجنتها " صباح الخير امي"
لترد علي "صباح الخير غَرْزَه، اذهبي لاحضار دلو الماء من البئر لطفا"

خرجت من البيت متوجهة في خط مستقيم نحو البئر الذي قبالة المنزل ، بينما اهمهم لحنا .
عدت لاعطي امي الدلو ثم خرجت مجددا لاطعام الأبقار.

حياتنا جدا منظمة وكغيري كان لدي بعض المهام و مهماتي اليومية تقتصر على احضار المياه في الصباح اطعام الابقار ثم غسل الملابس كانت تتغير مهامي احيانا حسب الظروف ، وقد اضطر والدي للذهاب ليتفقد احدى مرضاه اليوم لذا بالرغم من انه يوم عطلتي ساعدت امي قليلا ، بالطبع كنت احصل على يوم عطلة واحد في الاسبوع وكنا نخصصه انا وفتيات القرية للذهاب في نزهة الى قمة التل.

وكان هذا سبباً كافياً لاستيقظِ بهذا الحماس اليوم ! فهو يوم النزهة ، بعد ان انتهيت من مهامي دخلت لاحضر بعض الفاكهة والطعام ، كانت امي قد قامت بتحضير سلة مليئة بالفعل .

خرجت مهرولةً نحو ملتقى الفتيات وبدأنا نمشي خطواتنا السعيدة نحو التل وكأن الارض ترقص تحتنا .

ثم جلسنا في القمة نتشارك الطعام ونتداول الحديث
حتى طرحت قصة ما وراء النهر !

ثم نظرنا جميعاً نحوه بصمت جعلني اشعر بغرابة لذا سألت لاكسر سكوتهنَّ ، وبينما ارجع بهدوء للوراء القي بنفسي على الغطاء الابيض الذي يفصل بيني وبين العشب الاخضر، وانظر للسماء الزرقاء مبتسمةَّ
" الا تشعرن بالفضول ؟!"

____________

تم انهاء الافتتاحية
ما رايكم

هل تشعرون بالفضول؟!

يرجى الضغط على النجمة اسفل الصفحة
فضلا منكم

على حافة نهر أليستروميريا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن