على حافة نهر أليستروميريا

الفصل الثالث : لعنة ليست اسطورة

دخلت الغرفة وفتحت الكتاب متكأة على حافة النافذة المفتوحة ثم فتحت الكتاب غير متحلية بالصبر بتاتًا ، وبدات عيناي تقرأ محتواه وكانها ستقفز من وجهي باي لحظة ... خرائط
اسرار
اهذه حقا اسطورة !

بدأت اقلب صفحاته ومما لفت نظري انه لا يوجد عنوان للكتاب او كاتب ، وكأن تخميني ان احد كبار القريه قام بتدوين هذه الامور على امل ما ، لا اعلم لماذا انتباني شعور بالمسؤولية اتجاه كل شيء .
لكن في اعلى اول صفحة منه كتبت هذه الجملة " من يقف بوجه الحب ، فليسلب الكون منه كل من احب "
لا بد انها لعنة ما .

لا اعلم لست متاكدة ان كانت قصة القرية متعلقة بهذا الكتاب لكن....

"غرزة ... ايمكنني الدخول "

خبات الكتاب تحت وسادتني بسرعة وبالرغم من انه كاد يقع من يدي الا اني ابتلعت توتري ، ثم اجبت بصوتي المرتعش
" تفضل"

"هل كل شيء بخير !؟ ليس من عادتك تناول العشاء بسرعة عزيزتي"...

انا لست كاذبه ولن تخدع والدي ، في هذه اللحظة قررت ان اواجه ابي ..." ابي ... اريد ان اتكلم معك بموضوع ما ، لكنه جاد بعض الشيء بالنسبة لي !"

وبينما يجلس على سريري مربتًا عليه " اجلسي اذا لنرى ماذا لدى صغيرتي لتقوله"

جلست بجانبه وانا انظر بعينان يملؤهما الامتنان مبتسمة لجعلي مرتاحة للحديث اليه "لماذا اسميتني غرزة ؟!"

اشاح بنظره عني وفكر للحظات قبل أن يجيبني "غرزة ... ارتأيت انه اسم قروي دافئ وهو يدل على احدى تقنيات الحياكة، كانت امك في منتصف حياكة قبعة لك عندما انجبتك ، عندها قالت لم يبقى لي سوى اخر غرزة " قالها مبتسم بينما يهز رأسه يمينًا وشمالًا ثم ضحك وهو ينظر الي .
"انا ممتن انني رزقت بك "

احمرت وجنتاي فانا لم اعد طفلة ، ونظرت الى الارض بينما اسأل مجددا " هل ستبقى ممتن حتى ان اخطأت يوما ما؟! ، لا اعني شيء يسبب الحرج ، بل تهوري المعتاد"

بينما اقول هذا كان لابي تعابير مختلفة ففي الوهلة الاولى نظر بتعجب وكانت عيناه مفتوحتان وكانه صدم ، اما بعدها هدأت ملامحه ثم رفع يده ناحية راسي بكل هدوء ومسح على شعري "ليس عيبًا ان نكون فضوليين نحو الكون ، اعلم انك ذكية وتريدين دائما أن تشبعي فضولك، لكن هناك امور علينا الابتعاد عنها للفضول عيوب كثيرة قد تضعنا
في خطر "

"ابي... اذا كان فضولي سيجرني الى المخاطر لماذا لا تخبرني انت اذًا ، اشبع فضولي هذا حتى لا افعل انا ..."