- البارت الـ٢٠ .. الجزء الثاني :

100 5 0
                                    


- التفت بكُل قوه تُغادر رئتيها شهقه عنيفه ويسقط الورد أرضًا من بين أناملها عندما سمعت صوت فارس يأتي من خلفها ويقول دون وعي وكأنهُ مسلوب العقل والإراده : أتفقنا !
- يظن أن صوته لم يتعدى سقف حلقه ! ولكن الحقيقه كانت عكس ذلك تمامًا فشعوره بتأثيرها التي كبل جسده عن الحركه وقلبّه عن الخفقان جعلهُ ينطق بصوتٍ عالي قد وصل إلى حدود سمعها ، لتتعانق أعيُنهم ويسودّ المكان صمتٍ مُريب بإستثناء صوت قرع الطبول التي كان مصدرها قلوبهم .

- جاء صوت رهيّب التي قد لحق بفارس عندما لم يُخفى عليه الضيق البالغ التي غزا ملامح صديقه ، يأتي صوته التي يقترب منهم رويدًا رويدًا ليخرجهم من سحر اللحظه ويُداهم جوهم الشاعري وهم يسرفون بالنظر مُتأملين بأعيُن بعضهم البعض دون أن يرمشون حتى ، أبنة مجيّد تنظر إليه بمزيج مشاعر وزوبعة مُهلكه قد بعثرت إتزانها مصعوقه أن أمرها قد كُشف وفي الوقت ذاته قد دغدغ صوته الرجولي الهادئ فؤادها وهو يعقد معها أول - أتفاق - وأول هُدنة حُب !
وإبن عساف لم يعي مُطلقًا ما قادتهُ مشاعره لفعله بغضون ثوانٍ معدوده ، لم يكن ينوي أن يتطفل على إتفاقها مع غسق ولكن لا يعلم لما " عزّ عليه فكرة أن غسق لا يستطيع الرد عليها " فأراد أن يصبح صوته هو الجُزء الآخر من هذا السر .. فأُنثى كهذه الحوار وصفقات الأتفاق وبناء العهود معها يُعتبر شيء أشبه بالفوز بالنسبة إليه !

- غادرت شهقه عنيفه من بين شفتيها عندما سمعت صوت رهيّب أقترب منهم أكثر لتنطق دون وعي وكأن الهلع قد قيدها عن التفكير الصحيح : أنت ماشفتني ، وهذا الأتفاق ماصار ، وأنا ماجيت هِنا !
نطقت أخر كلماتها وهي تدخل إلى غرفة غسق وتختبئ فيها .
- لم يستطيع فارس أن يمنع نفسه من تلك الأبتسامه التي لاحت فوق ثغره عندما فهم جيدًا المغزى من نبرة التهديد في كلماتها فبدلًا من أن تطلب منه التستر عن أمرها ، وجهت لهُ الأوامر بعينان صريحتان تظن أنها تلغي أتفاقهم الأول ولكنها تجهل أن هذه الكلمات بحد ذاتها قد كانت أتفاقًا ثاني !
أنحنى يُجمع زهور الأقحوان في اللحظة ذاتها التي وطئت أقدام رهيّب الأسطبل عندما قال بوجوم : ماتسمعني أنت ؟ ساعه أناديك ولا أدري أنت موجود هِنا ولا في مكان ثاني بالمزرعه ؟
- أنتهى فارس من تجميع الأقحوان وهو يدسه في جيب ثوبه قائلًا : ماسمعت .
- نظر لهُ رهيّب نظره مُتفحصه عندما أستطرد : أنا أدري أنك سمعتني لكن واضح فيك شيء ! علامك طلعت من مجلس جدي مثل الشبح جسد بدون روح ؟
- أغمض فارس عيناه بتعب وهو يزفر تلك التنهيده التي عاثت بصدر رهيّب فساد ، فتلك الصديق إستحاله أن يكتم مابقلبه إلاّ اذا كان هُناك أمرًا كايد بحق وحقيقه ليسأله مُجددًا : فارس وش فيك ؟ كُل هالضيق عشان قرار جدي بخصوص خطوبة جواد ؟
- صر على أسنانه بغيض مكتوم وهو يشعُر بأن النار تحرق جوفه : كم مره قلت لك جواد ما يهمني هالشخص مايعنيني ما أحبه ما أطيقه .
- أستنكر رهيّب كُل تلك الهجوم والكلمات الحارقه التي غادرت جوف صديقه ليقترب حتى أصبح يقف أمام غرفة غسق مُباشرةٍ : أجل ؟ كنت تضحك ومبسوط فجاءه أنقلبت ملامحك وضاق حالك هالتحول وش سببه ؟
- توتر فارس من إقتراب رهيّب ناحية الغرفه ليحاول تفادي الأمر وهو يسحبه من ذراعه ويخرجون من المكان عندما قال : خلنا نطلع من الأسطبل ، ولا فيني شيء ضقت فجاءه وجيت هِنا أغير جو تدري بأن الخيول هي كُل راحتي .
- وقبل أن يغادرون من الأسطبل نهائيًا التفت رهيّب مُلقيًا نظره على غسق وجدائل شعره المزينه بالكثير من زهور الأقحوان ليقول مُستنكرًا : ظفاير يافارس وأقحوان مره وحده ! نسيت كم كنت تهاوش خواتك أيام كنا صغار ليه يجمعون هالزهره وش صاير بالدنيا من بدّل حالك ؟
- أستمر بخطواته مُتجاهلًا تلك الذكريات التي يتخذها رهيّب ضده : أبد حالي مثل ما تعرفه ، وغسق ماهو بأنا الذي زينته ، هذا واحد من العمال .
- أوما رهيّب رأسه بعدم إقتناع فهو يعلم علم التام بأن فارس يكذب وبشده أيضًا فمن متى أصبح هذا الرجل يسمح لشخصًا غيره بأن يقترب من خيوله او يضع لمساته عليها ، أستمر بالغوص في التفاصيل عندما توقفت خطواته ليقول بملامح مجعده وبصبر قد أوشك على النفاذ حتى أن صوته قد تحول إلى بعضًا من الحده وكلامه أصبح جديًا بشكلُا مُرعب : الله وأكبر ! وأنت عندك عادي ؟ هو أنت فارس الذي أعرفه أكثر من خطوط يدي ولا رجل ثاني تلبّس ملامح فارس بليّا شخصيه ؟

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن