الفصل الرابع :مواجهة المخاوف

17 14 0
                                    


كانا يغطان في النوم من شدة التعب والإنهاك ما حصل معهما أتعب العقل قبل الجسد ،وكانت الكوابيس في انتظارهما ،نسرين دخلت في حالة نوم غريبة تشعر باختناق غير مفهوم لتجد نفسها تجول بلا هدف داخل غابة كثيفة ومظلمة محاولة دون جدوى العثور على مخرج وحيدة مرتعبة لا تصدق انها لوحدها ،ظلال الأشجار العملاقة تخيفها وكل صوت ينبعث من حولها يزيدها رعباً،بحثت بانزعاج عن شقيقها لكنها لم تجده وظلت وحيدة في وسط برية قاحلة تمتد إلى الأفق ،فجأة رأت أخاها جالسا لوحده تحت شجرة تقيده جذورها يحاول قطعها بصعوبة ،لم يفهما ما يحدث لكنهما ارتاحا لرؤية بعضهما البعض واستمرا في رؤية الكوابيس ،فياسين كان في متاهة لم يستطع الخروج منها وكلما هرب يتجلى له علي زوج أمه على شكل ثعبان يريد التهامه ،إلى أن استيقض فزعا ليجد سوفوس يربت عليه بحنان يطمئنه ،ونسرين قلقة وخائفة هي الأخرى قد أيقضها كابوس مرعب آخر .
-سوفوس :صغيري لقد رأيت الفزع فيكما والخوف بشكل كبير لم اره في كوابيس المخلوقات الأخرى ،ربما لاعتيادنا في هذا العالم على الكوابيس،او لتجاربكما ،حدثاني أيوجد ما كان يخيفكما عندما كنتما في عالمكما ؟
-ياسين :بلى
-نسرين:نعم يوجد ليس لي في هذا العالم إلا امي واخي لا أستطيع العيش بدونهما ،إن أكثر ما يخيفني دوماً أن أكون وحيدة أنا لا أتحمل الوحدة أبدأ لا احتمل فكرة أن أكون بدون اخي وأمي .
-ياسين:أنا أخاف من فكرة أننا تحت رحمة زوج أمي الذي لا أستطيع التصدي له.
-سوفوس:إن المخاوف غالبا تخدع العقل وتحيطه بالرعب حتى لو كانت تافهة وغير حقيقية ،والحل أن تواجها المخاوف وتتصديا لها بشجاعة وأن تدركا أن قوتها غير موجودة وأنها تتغدى على افكاركما حول قوتها ،لديكما ما يكفي من الشجاعة لتجاوز كل مخيف فلا تتراجعا .
أدرك التوأمان أن سوفوس ليس طيبا فقط بل حكيم أيضا وارتاحا لسماع كلماته المطمئنة ،شكراه ووعداه أنهما سيواجهان المخاوف مهما كانت وأن يغيرا أسلوبهما وأن يمحيا الخوف من قاموس معارفهما .
خلال الحديث اخبرهما سوفوس ما توصل إليه بعد فحصه القلادة.
-سوفوس:خلال نومكما قمت بفحص القلادة ووضعت خبرتي الطويلة لاكتشاف خباياها ،لكني لم أتوصل لجميع مكنوناتها الخفية سوى أن لها قوة كبيرة وقدرات عظيمة تحقق المطامح لكن لا أدري كيف .
-ياسين :إذا كانت لها قدرات تحقق كل شيء فهل سنتمنى وهي تنفذ ؟
-سوفوس:جربت هذا لكن لم ينجح .
-نسرين :وهل تعرف كيف صنعت؟اي أنك من علمت صانعها فهل تعلم كيف فعل هذا؟
-سوفوس :علمتهم أغلب الأمور لكن بعض الأشياء كانت من اجتهادهم لكن كان هناك كتاب في مكتبة القصر لصنع أدوات المعجزات وكان يقرأ منه كوزا كثيرا أظن أن السر يكمن فيه .
خلال هذا الحديث يدخل أردان الصغير مدعورا .
-أردان:سيد سوفوس هناك خطر قادم .
-سوفوس :مالذي يجري ؟
-أردان :جيوش الظلال إنها تقترب نحونا .
ياسين ونسرين فزعا وخافا مالذي يحصل ماذا سيواجهان هذه المرة ؟
-سوفوس:أظن أن كوزا قد علم أمركما أنتما في خطر الآن يجب أن نبعدكما عن هنا وإلا سيكون مصيركما الهلاك .
-ياسين :أين سنذهب ؟الم تقل أن كل شيء تحت سيطرته .
-سوفوس :قبيلة السحرة هناك ستكونان بخير هيا اتبعاني إحملا سيفين وإياكما إظهار الخوف والفزع جيوش الظلال تتحسس الخوف وتتبع أثره.
وانطلق الأربعة نحو وجهة يقودهم إليها سوفوس وجيوش الظلال تمسح المناطق كلها والمخلوقات الضعيفة مرتعبة يبدو أن أمراً جللا سيحصل ،وخلال الطريق كانت تظهر لهم مخلوقات مخيفة وكوابيس تتجلى لهم على شكل المخاوف التي يشعرون بها وكلما خافو من شيء ازدادت سرعة جيوش الظلال في تعقبهم ،لم يمض وقت طويل حتى ظهرت اولى الكائنات الخارقة ،لم تكن مظهراً فقط بل تاخد أشكال المخاوف الدفينة في قلوبهم ظهرت لياسين صورة علي الغاضب بشكل ثعبان عملاق يتمكن منه بينما أخذت لنسرين شكل الوحدة المظلمة المخيفة .
-ياسين :لست خائفاً منك ،حاول ياسين إخفاء ارتباكه لكن زاد الكائن المتجسد في صورة علي من حجمه وشدة غضبه حتى بدأ ياسين يتراجع تدريجياً.
التفتت نسرين نحو أخيها قائلة:لا تنسى أننا لسنا وحدنا هنا ثم اخدت تصرخ بقوة مستدعية سوفوس للمساعدة وفور سماعه صراخها قال:تذكرا دائما أن هذه المخلوقات لا تملك سوى القدرة على استثارة الخوف في قلوبكما ،وعليكما أن تتحكما فيه بإرادتكما .
فهم الولدان أن عليهما ألا يسمحا للخوف بالسيطرة عليهما وبإرادة قوية تغير الخوف ولم تعد المخلوقات تؤثر فيهما رغم خشية أن تلحقهما الجيوش وتمسكهما ،لكن علمهما سوفوس تشتيت تفكيرهما وأن مواجهة الخوف هو أول خطوات النجاة لكن لابد أن يتقدما بخطوات أكبر للخروج من سجنهما المظلم وأولى هذه الخطوات الوصول للقبيلة المخفية حيث يعيش السحرة والبقية الهاربين أملا في إيجاد مساعدة للخروج ،كان الطريق طويلا وصعبا للغاية ،فجأة سمع الرفاق أصوات الجيوش المخيفة تقترب .
-سوفوس :إياكما أن تخافا ،لا شك أنهم تتبعو أثرتا عن طريق مرآة الانعكاس التي لدى كوزا .
-ياسين :إذن يجب أن نواجه ونقاتل إن تطلب الأمر.
-نسرين :لا طاقة لنا بهم ،لكن لدي خطة إن أعجبتكما ،فلنتصرف بدكاء لأننا لن نقوى عددهم وقدراتهم لذا إن استطعت سيد سوفوس أن تصنع أشباحا على أشكالنا تبدأ في الجري دون توقف فيلحقون بها وحين يبتعدون ،نغير اتجاهنا ونذهب لمكان القبيلة بسرعة قبل أن يكتشفو الخدعة .
-سوفوس:انتي حقا تتمتعين بالفطنة
-ياسين:هذا رائع ،لكن سأحمي ظهوركم تحسبا لأي طارئ.
تم تنفيذ الخطة استعمل سوفوس إحدى قدراته لإخفاء أنفسهم والأخرى لصنع اشباح على أشكالهم ،قامت الجيوش بملاحقتها
-سوفوس:بسرعة اركضا وانا وأردان نطير أمامكما لنصل بسرعة فقدرة الإخفاء لا تستمر طويلاً ،فقواي لم تعد كالسابق وإن انتهى المفعول سيلحقون بنا ،وتكونان في مأزق .
استمروا في السير طويلا إلى أن وصلو إلى حيث يعيش السحرة الطيبين وساندي ومن معها ،أما جيوش الظلال فقد رصدت أثرهم بعد اكتشاف أن تلك الأشباح مزيفة لكنهم لم يستطيعوا الامساك بهم لوجود حاجز يخفي القبيلة فعادو إلى القصر ليخبرو كوزا ما حدث .
قائد جيوش الظلال:سيدي المبجل لقد تقفينا أثرهم كان سوفوس يساعدهم بقواه ومعهم الحيوان السحري وقد ذهبو إلى قبيلة السحرة الخفية فلم نستطع العثور عليهم هنا رغم بذلنا جهداً.
-كوزا :أيها الاغبياء لقد فشلتم ،هل هذه هي جيوش الظلال التي صنعتها لترعب الكون تفشل في العثور على أولاد صغار.
أجابه القائد:آسفون سيدي لكنهم يختلفون كثيراً عن بقية المخلوقات كان صعبا اللحاق بهم طاقتهم ضعيفة في القوة لكن الخوف لديهم يظهر حينا وفي الأحيان الأخرى ينعدم مما صعب مهمتنا .
-كوزا:هذا عجيب في البداية لم أشعر وصولهما والآن جيشي العظيم لم يمسك بهما هذا أمر لا يصدق ،وكيف وصلا إلى سوفوس هل هناك مكيدة ما ؟لابد أن أعرف .
في القبيلة فرح الجميع بقدوم سوفوس فالجميع يحبه ويحترمه كانت ساندي أكثرهم اشتياقا  لمعلمها متدكرة الماضي حيث كانت سعيدة مع الرفاق قبل اليوم المشؤوم يوم انقلاب العالم رأسا على عقب.
-ساندي :معلمي لقد اشتقت اليك كثيرا وبدأت تبكي وسألته لكن حضورك نتا غريب انت لا تأتي كثيرا هل حصل أمر ما هل هربت من كوزا؟
-سوفوس :نوعا ما،لكن ليس خوفا على نفسي بل من أجل هادين الولدين إنهما يحتاجان المساعدة .
-ساندي :من هما ؟
-سوفوس :سأخبرك بكل شيء لكن أين إسمهان ؟

الأمل داخل الكابوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن