«ذكريات الماضي جراح المستقبل»

36 8 2
                                    

في جهة أخرى من الرواية
و بالظبط صحراء النفوذ
.
نبس ذلك الرجل الأسمر الملقب بالمرشد
.
"سنتوقف هنا فل تختاروا مكان لتنصبوا خيمكم و حبذا لو كان الجميع في نفس النطاق اما انا و الجنديين سنتكفل بالنار"
.
لتنبس فتاة في العشرينيات من عمرها
مقاطعة كلامه سأنصب خيمتي بعيدا عنكم
.
نظر لها المرشد من رأسها إلى اخمد قدميها
كانت فتاة جميلة بيضاء البشرة شعرها اسود طويل لكن ما كان يميزه هو خصلة بيضاء كانت تلك الفتاة ترتدي فستان اسود و تزين عيونها بالكحل
أمعن المرشد النظر بها لينبس
لكي حرية الإختيار لكن أعلمك من الآن إن تخطيتي وقت العشاء فستبقين دون طعام حتى الصباح أما عن الصباح فسننطلق في الصباح الباكر أي إن تأخرتي سنذهب دونك انا عن...
لم يكمل لأنها قاطعته
"فهمت فهمت إن حدث لي شيء لست المسؤول ، انا ذاهبة "
اولتهم ضهرها تحمل رزمة سوداء معها و لحقها الجندي يحظر لها خيمة
.
ابتعدت بمسافة جعلتها لا ترى المخيم فوق أحد الهضبات ، نظر لها الجندي بشك ثم وضع الخيمة و انصرف
و ما إن ذهب حتى ظهر شاب من العدم و انحنى على ركبته ليردف
"مرحبا سيدتي ا"
وضعت يدها على رأسه ليقف على قدميه لتنبس بنبرة الأمر
"فل تنصب الخيمة"
نظر لها مبتسما ثم نبس
"أمرا وطاعة سيدة مرجانا"
ليحرك إصبعه في الهواء و لم تلبث ثواني إلا و الخيمة جاهزة ثم صفق بيده لتظهر عدة أغصان من العدم و اشتعلت النار بعدها تقدمت مورجانا نحو النار و جلست
و تربع الفتى ينظر لها
كانت مرجانا سارحة في السماء تراقب النجوم لتأخد نفس عميق لتنطق دون تغيير اتجاه نظرها
"اتعلم يا صغيري لم أشعر بمثل هذه الراحة من قبل لقد اقتربنا ، اقتربنا و كثيرا"
ثم أدارت رأسها نحوه لتردف
"تكلم يا آلڤير تكلم اليوم لك كل الحرية في أن تسأل اي شيء تريده"
كان منزعج من كلمة صغيري فهو اكبر منها بأكثر من 100 عام و رغم ذلك تقول له صغيري لكن ما إن قالت الجملة الأخيرة حتى ابتسم باتساع و اقترب من مضجعها أكثر
.
ابتسمت للطفل هذا الجني ، هي تعلم أن ذلك الجني لا يخدمها لأنه مقيد فهو امير يمكن تحريره بسهولة من العائلة المالكة لكن هو كان عاشق لها لذلك أبى تركها ، تقدم من النار قليلا ثم بحركة واحدة من إصبعه و قبل أن يرتد لها طرفها
ظهرت عدة اطباق و كأس نبيذ
لينبس
"قبل كل شيء سيدتي تناولي عشاءك"
ابتسمت لإهتمامه لكن هزت راسها بالرفض
و لم يناقشها لتختفي تلك الأطباق من أمامهم
كان ينظر لها لينبس
"سيدتي أخبريني قصتكي كاملة الليل طويل و انا اريد ان اعرف كيف لرقتك أن يصلبها الزمان"
نظرت له نظرة لم يفهمها ثم نبست
"اقترب اقترب يا الڤير"
اقترب الڤير منها لتضع رأسه في حضنها و بدأت تلعب له بشعره الناعم
كان يحس في تلك اللحظات بأحاسيس غريبة لم يحسها من قبل
بعد ثواني اغمض عينيه من الراحة التي كان يحس بها لتنبس هي
"وَ تَبْقَى الذِكْرِيَّاتُ قِصُصًا صَامِتَةً، تَرَكَتْ فِي قُلُوبِنَا أَثَرًا لَا يَزُوْلُ "
فتح آلڤير عيونه و لم يفهم مذا تقصد
لتكمل هي
"انا كنت طفلة عادية اعيش بين احضان أمي وأبي كان أبي أزاد يحبني بصدق لأنني كنت ابنته الوحيدة بعد صبر سنين من الإنتظار عشت مدللة حتى سن 12 في ذلك اليوم المشؤوم حين طلب عمي أرمان يدي
للزواج بابنه الذي كان عمره آن ذاك 26 سنة أبي لم يجبرني على شيء رغم أنه كان يحس بالعجز لأن المنزل الذي نحن فيه كان لعمي و ابي كان يشتغل عند عمي ، كان فضله علينا كبير و هو استغل ذلك لصالحه لأني كنت اجمل بنات القرية آن ذاك و من تزوجته كان قد تزوج المهرة كما نعتني الناس ضل الضغط على أبي يزيد من عمي و العائلة لكنه رفض مما جعل عمي يرفض أن نبقى في بيته و خرجنا من البيت في تلك الليلة التي لن انساها كان المطر غزير و الليل حالك جلسنا تحت أحد الدكاكين في ذلك الليل ،و كم من سواد إشتد حولنا و كأن الليل اقسم على البقاء ، ما ان جاء الصباح حتى ذهب ابي لصديقه الذي لا اذكر اسمه و لم أعلم ما قال له لكن بعدها جاء و اخدنا لمنزله كان صغيى أعطانا غرفة تحت نظرات زوجته التي و كأننا اكلنا إرثها ، جلسنا هناك عدة ايام سافر الرجل و ضلت زوجته معنا كان ابي قد وجد عمل في أحد البساتين كان يبيت في البستان و لا يعود و كنت كل يوم اخد له الطعام كانت حاله سيئة من التعب لم تكن حالنا افضل فتلك المرأة لم تترك كلام سيء إلا و قالته لنا و كانت تعاملنا كالعبيد لكن على الأقل كان لدينا سقف يحمينا من البرد ليس كأبي ينام في ذلك البستان في هذا الجو ، كان ابي يرهق نفسه في العمل حتى وقع ابي طريح الفراش مريض لم نملك مال لعلاجه و حينها توجهت أمي إلى عمي رغما عنها و وافقت على الزواج لكنه اشترط أن أجلس عندهم طول هذه المدة و لم يكن بيدها حيلة فوافقت عادت للمنزل و معها الحكيم و عمي ، شخص الحكيم ابي على أنه مرهق و يحتاج الراحة و وصف له العلاج
و بعدها ذهب ، جلست انا و عمي في تلك الصالة وحدنا ظننت أن أمي مع أبي ،كنت انتظر ذهاب عمي بفارغ الصبر ، خرجت أمي من الغرفة و في يدها حقيبة حملها عمي و توجهنا للباب كانت امي تبدوا حزينة نظرت لعمي نظرة الوداع كي ادخل لكنه امسك يدي و سحبني معه من هول الموقف و الصدمة لم أستطع نبس شيء كنت أنظر ورائي لامي وهي تغلق الباب و الحزن يغطي ملامحها
.
وصلنا لمنزل عمي و منذ الوصول بدأ
عذابي ، حرق ضرب تحرش اعتداء كل ما يخطر على البال كل ليلة كنت أبكي و أتساءل لماذا فقط لمذا يا امي"
فتح آلفير عيونه بعد أن نزلت دمعة على وجهه احس بالحزن هل كل هذا مر عليها
هل هذا ما فعله لمعشوقته ابكاها ، ذكرها في ماضي اسود
قطع تفكيره صوتها
" مرت شهور و ابي مريض كان يستيقظ و يعود للغيبوبة و لم نعرف السبب ، في احد الايام كل جسدي كان ينزف بسبب ضرب عمي لي ، كنت انظف المطبخ و دموعي تنزل على خدي حتى سمعنا الباب يدق أو أصح القول انه يكسر ، فتح عمي و كانت الصدمة كان ابي ، نظرت له و بسرعة أغمضت عيوني كي لا تفيض لكنها أمطرت ، ابي لكم عمي و دخل سحبني و تحرك نحو منزل صديقه ، دخلت البيت و انا جسد بلا روح ما أن أغلق الباب إلا و ضمني ابي لصدره وضع رأسه في عنقي و هذه كانت طريقته في الإعتذار لي منذ نعومة اظافري لكن هذه المرة مختلفة أحسست بكتفي مبتل ابي كان يبكي كان يلوم نفسه أما امي فارسلها ابي لبيت جدي و لم احزن لأنها ضحت بي مرت الأيام و عرفنا أن عمي كان يعطي لأبي دواء خاطئ لينام كل تلك المدة و اشتكينا للشيخ و سجن عمي سبع ليالي و فرض عليه أعداءنا البيت القديم مرت الشهور و السنين حتى بلغت 16 ذلك اليوم فارق الحياة من جعلني اتمسك بها كان ابي حينها تركت القرية و ذهبت للحجاز كنت اطلب قوت يومي من المحسنين لكن في يوم جاءني رجل و قال أنه سيوفر كل متطلباتي إن اشتغلت معه فوافقت حتى اني لم اسأل ما هو العمل لكن الحاجة غلبت علي و كان ذلك الساحر كرمان هو من علمني اصول السحر و جعلني اتمكن منه و أصل إلى ما وصلت له ثم شققت طريقي الى أن وصلت لك صغيري"
.
Pov Alvear : مَا نَفْعُ ضَوْءُ النَّهَارِ إِذَا كَانَ اللَّيْلُ دَاخِلَكِ مَعَشُوقَتِي، لَكِنِّي أُقَسِّمُ أَنِّي
سَأُعِيدُ بَسَمَةً هَاجَرْتْ ثَغْرَكِ
.
.
.
يتبع...

«سرداب الشياطين ٢»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن