1. من انت؟

11 1 1
                                    


ضوءٌ قويٌ آلم عينيّ ليرغمني على الإستيقاظ.

لم أستطع إستيعاب أي شيء, أين يمكن أن أكون حتى؟ أشعر أني لا أستطيع الرؤية رغم أن عيناي مفتوحتان و كانت هناك رائحةٌ غريبة و كأنها غبارٌ مع رائحة المطر و أيضاً رائحة ورقٍ مقوى.

...

أتمنى أن تكون ذكراي عن الأمس مجرد وهم و أني فقط تائه أو شيءٌ من هذا القبيل, ربما كان كل هذا حلماً و أني لازلت ماكوتو الفتى الذي يتلاعب بالفتيات لا أكثر و ناومي بخير و تأتي للمدرسة كل يوم.

بقيت أغلق عيني و أعيد فتها مراراً و لكن لا شيء يتغير, أنا في المخزن القديم محاطُ بالكثير من الصاديق القديمة وحدي, يبدو الوقت و كأنه الظهر و إلا لما ذخلت أشعة الشمس من فتحة الباب التي تركتها ناومي.

أجل... ناومي. ماذا حدث؟, لم قد تخدرني هكذا و تذهب؟ لم تكن مقابلة الأمس سوى فوضى و في الواقع أريد أن أفهم كل شيء فقد وصل الأمر أنه تم تخديري في مخزنٍ قديم.

لم يكن أمامي سوى الذهاب للبيت, ليس و كأني سأذهب إلى المدرسة بعد ما حدث و لكن ربما يمكنني القول أني فضلت العودة إلى بيتي بعد فقدان الأمل في كون هذه مجرد مزحة أو غلطة لأنه خارج المخزن لم يكن هناك أي أثرٍ لها و كأن مياه المطر جرفت كل شيءٍ بعيداً.

أخذ الأمر بضع ساعاتٍ لأهدأ أو بالأحرى أنهي بضع سجائر إشتريتها في طريق العودة لأنه من المحال عليّ تخطي ما حدث بسهولة, فرغم عدم فهمي للأمر إلا أن شيئاً بقي يخبرني أنها ربما تكون النهاية و أنا لن أتحمل فقدانها, و بفقدانها أعني عدم القدرة على رؤيتها حتى من بعيدٍ أو دون علمها, عدم معرفتي إن كانت على قيد الحياة أم لا.

ناومي الشيء الوحيد الذي لن أسمح بأن تؤخذ مني بهذه السرعة, ناومي فعلت ما كان مستحيلاً بالنسبة للجميع و هو تغييري, و أعطتني ما كنت قد فقدت الأمل في الحصول عليه و هو المشاعر و كان كتعويضٍ عن كل ما لم أحصل عليه من كل من حولي فكيف أستطيع التخلي عنها بتلك السهولة و كأنها مجرد حبيبةٍ حصلت عليها و سأستبدلها بكل سهولة, حياتي لا معنى لها دون ناومي, و حتى إن تطلب الأمر السفر يومياً لأراها سراً سأفعل, قد أنحني لوالدتي و أتوسل و قد أعيش معها إن كان هذا ما يجعل ناومي تبقى دون وداعٍ قريب, من يدري ماذا قد تفعل بنفسها هذه المرة, أولاً تحاول تعليق نفسها و ثانياً تحاول تعريض نفسها للموت البطئ بفقدان الدماء

و الآن ماذا؟

ما الذي قد تخطط له أيضاً ليكون وداعاً بلا رجعة؟

هل الهدف جرحي؟

أعني أنها كان بإمكانها فعل هذا في جينزا وقتما أضطررت لتركها, لا أدري كيف تركتها, كيف إستطعت العيش و أنا أظنها ميتة لأصبح ما أنا عليه الآن, كيف إستطعت العيش دون محاولة مراقبتها سراً و هي على قيد الحياةحتى, الآن هي بطريقةٍ غير مباشرة أخبرتني أنها ستختفي إلى الأبد و لن يبقى لي سوى ذكرياتي القليلة عنها و أيضاً ذاك الشئ الذي وضعته في جيبي

ظلال الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن