احتجت بضع دقائق لأرغم عقلي عن التوقف عن التفكير لاستطيع المتابعة، فضلت ان اسمع الحقيقة منها عوضاً عن ترك الامر لعقلي
" صمت السيد شوتا قليلاً و بدى و كأنه يفكر ثم قال "ما رأيك ان أفعل ما كان يفعله أساهي؟ و أعدك أني لن أذهب فجأة مثل ما فعل"
لم أستطع الرد فرغم صغر سني الا اني تعلمت من تجاربي و لم ارد التعلق بأحدٍ آخر
و بالطبع فهم ما كان يدور في رأسي و قال "أعلم أن إعطائي الفرصة أمرٌ صعب و لكن يمكننا المحاولة ما رأيك؟"
كل ما فهمته من تلك الجملة هو كلمة محاولة و لم يكن امامي سوى تقبل الامر فأنا لم أعتد رفض اي شئٍ سوى ما يخيفني بشدة
بدى الفرح واضحاً على وجه السيد شوتا و طلب مني ان اريه الكتب التي امتلكها و في غضون دقائق كان يقرأ لي و هذا أسعدني بدرجةٍ لا توصف
كانت ليلةً طويلة حدث فيها الكثير، فبعد أن قرأ لي طلب مني ان اريه اين اختبئ لكي يعرف اين يجدني عندما يعود اليّ. تفقد كل شئٍ أعطاني اياه أساهي بتمعن و حتى انه رأى الكاميرا لكن لم يتفقد محتواها بعد. تفقد الاوراق التي بداخل المحفظة ثم اعادها بهدوء ثم رأى الدفتر و سأل "أتعرفين الكتابة؟" و لكن كانت صيغة السؤال صعبة لذا أعاده بصيغةٍ أسهل "يووكي تعرف كيف تكتب؟"
أجبته بـ لا
و بهذا حل صمتٌ مزعج بدأ يشعرني بتوتر و كأن السيد شوتا فقد القدرة على إيجاد ما يقوله
تبعته الى الخارج و احضر لي طعاماً و عصيراً من آلة البيع و جلسنا على المقعد في صمتٍ من جديد
اختلست النظر اليه و وجدته يفكر... كان هذا الرجل يفكر كثيراً و لكن لسببٍ ما كان وجوده يشعرني بنوعٍ من الطمأنينة
"ما رأيك أن ننهي قراءة كل تلك الكتب في خلال هذا الشهر؟" سأل بحماسة
"ما هو الشهر؟"
اضطر ان يشرح لي الشهر بشرح اليوم و الاسبوع و في النهاية علمني كيفية العد الى ثلاثين و بدى حقاً مستمتعاً و هو يشرح لي و رغم ان كل هذه المعلومات كانت جديدةً بالنسبة لي الا اني حفظتها بسبب حماسته التي تركت شعوراً جيداً ساعد على حفظ كل ما يقوله
و أظن انه لاحظ سعادتي فقد كانت حماسته تزداد كلما نظر اليّ
"اذاً ما رأيك؟" اعاد السؤال
"اذا كان اكيتو سيساعد يووكي .. نعم" قلت بابتسامة
"بيننا اتفاقٌ اذاً" ربت على رأسي بهدوء و ابتسم لي "سنبدأ من الغد... سآتي من الصبح الباكر، لكن عليّ العودة و الا حرمتني زوجتي من الطعام"
انتظر مني ان اضحك و لكن بالكاد فهمت شيئاً
"سأشرح لكِ الأمر في الغد و لكن ثبل ان اذهب أخبريني ماذا تعلمت يووكي اليوم؟"
أنت تقرأ
ظلال الماضي
Misterio / Suspensoالجزء الثاني من ظلال الضباب "انا لم اكن سوى ظلٍ خافت، حتى انا جهلت وجودي"