كل مقطعٍ جديدٍ أشاهده يزيد رغبتي في الموت
في الحقيقة لا ادري كيف استطعت تخطي موتها الذي لا ادري كيف لم يكن حقيقياً و لكن أليس من المفترض ان شيئاً كهذا يؤلمني اكثر؟ اعني انا لم استطع اعطائها سعادةً كافية و رغم كل ما فعلته لم يكن كافياً و حاولت الموت عدة مرات... اما الآن هي على قيد الحياة و لكن لسببٍ ما انا لا استطيع الاحتمال و بالفعل انا الآن من يريد الموت.
ربما فقداني المتكرر لها اضعفني بدل ان يعطيني شيئاً من المناعة النفسية لاحتمال فراقها سواءً كان بالموت او بتركي بأي وسيلةٍ اخرى
أشعلت سيجارة و ذهبت الى الغرفة التي كانت تنام فيها، لم يتغير شئ منذ رحيلها و بعد ثوانٍ من دخولي بدأ الفراغ يتملكني و شعرت ان هناك سُماً يسري في صدري و سرعان ما بدأ يشعرني باختناق مما جعلني آخذ انفاساً اكبر من تلك السيجارة التي لم تفارق شفتي و بدأت افكاري تتساءل، أأتركها تسقط على الارض و تحرق كل شئ؟ تحرق ذكرياتنا معاً و آثار وجودنا و تحرق جسدي معه روحي و ينتهي الأمر؟ و سرعان ما أتتني الفكرة... فأنا في الواقع لا اختلف عن ناومي في شئ... أشعر ان الآن لدي رغبةٌ قوية في ايذاء نفسي ، لم أرد سوى المٍ جسدي ليهدئ من الألم النفسي و لكن أقلعت عن الفكرة فقد فات الأوان. كان القرار الانسب هو فعل تماماً ما فعلته، فهي لم تؤذي نفسها في هذه الغرفة بل حاولت انهاء كل شئ لذا هذا ما سأفعله.
أحضرت الحبل و الكرسي و جهزت كل شئ، حتى اني بالفعل لففت الحبل حول عنقي و لم يبقى سوى خطوةٍ واحدة و ينتهي كل شئ.
سينتهي الالم و سينتهي الحزن، صحيح؟
كان الجو هادئاً بشكلٍ مخيف... هذا فراغ حياتي الذي عشت فيه معظم حياتي. لم يملأ هذا الفراغ سوى هيروكي و ناومي و لا أظن ان اياً منهما سيفتقدني. اما باقي الناس فعلى الأرجح سيفضلون رحيلي فأنا لم اكن سوى سبباً في الالم للكل.
هذا الهدوء ما باله؟ لما لا يأتي احد لينقذني و انا على حافة الموت؟ لكن هل انتظر احداً؟ لماذا؟ هل أريد الحياة؟ ام اني اجبن من ان اخطو تلك الخطوة الاخيرة؟
لماذا حاولت ناومي الموت رغم وجودي؟ هل انا السبب في هذا؟ ام انها كانت مجرد محاولةٍ منها في ان انقذها كما اتمنى ان ينقذني احدٌ الآن؟
يا لي من طفلٍ جبان... انا لا استحق هيروكي ولا حتى ناومي
ابعدت الحبل عن رقبتي و نزلت من على الكرسي و عدت الى مكاني، امام الحاسوب... امام ما تبقى من ناومي... فهي كل ما اريد
سأموت و لكن بعد ان انهي ما اعطتني اياه، فهي ارادت مني رؤية هذا و انا لن استطيع رفض اخر ما طلبته مني. و بعدها سأموت و اختفي عن هذه الحياة. مصيري الآن بات معروفاً بالنسبة لي لكن ما يفصلني عنه هو ما اعطتني اياه ناومي
أنت تقرأ
ظلال الماضي
Mystery / Thrillerالجزء الثاني من ظلال الضباب "انا لم اكن سوى ظلٍ خافت، حتى انا جهلت وجودي"