9. هذه البداية

6 2 0
                                    


بمللٍ تابعت مشاهدة المقطع

و بمللٍ لا أقصد ان كلامها ممل، بل اتمنى لو اعيش معها كل لحظةٍ من حياتها و لكن فقط معها... لا اريدها ان تقص لي كل شئٍ عبر مقاطع مسجلة بينما لا استطيع الوصول اليها الآن فهي قامت بتخديري و الرحيل بعيداً بعد ان ادعت الموت مرة و حاولت الموت بالفعل عدة مرات. و كل مرةٍ كانت تبتعد كان الملل يشتد و حتى ما كان يشعرني انني حي حتى لو كان شعوراً كاذباً لم اعد استطيع فعله.

اعتقد اني قريباً سأبدأ بالغضب من ناومي فهي الملامة على كل ما يحدث لي

فقط سأتابع المشاهدة فليس امامي سوى هذه المقاطع لتكون آخر فرصةٍ لها لتعطيني سبباً مقنعاً

" كنت مستلقيةً على الارضية الباردة و كل ما افعله هو النظر الى الساعة

كانت الثانية ظهراً و السيد شوتا يأتي ما بين الحادية عشرة و منتصف الليل

ظل الالم و البرد يشتد و صحبه صداعٌ لا يحتمل يمنعني من النوم حتى و ايضاً كان هناك صفيرٌ مزعج في اذني. كنت ارتجف و لهذا ظننت ان العالم الذي يهتز من حولي كان بسبب هذا و لكن اخترق صوت الصفير كلمةٌ تكررت كثيراً كان الناس القريبون من المخبأ يصرخون بها 'زلزال' لم افهم تلك الكلمة لكنها ظلت تتكرر كثيراً و بدى على صوتهم الخوف. ظننته نوعاً من الوحوش و بسبب اعتيادي على الاختباء أردت حينها ان اختبئ خلف ممتلكاتي لذا حاولت اجبار جسدي على الحراك و لكن شعرت بالكثير من الالم و الضعف و بمجرد ان رفعت رأسي بدأ العالم يدور بقوة مما جعلني لا املك خياراً سوى اغلاق عينيّ و بينما كان جسدي يسقط على الارض مجدداً سمعت اصوات اشياء كثير تكسر بقوة و لكن فقدت وعيي قبل ان تتاح لي فرصة الخوف.

قاطع الالم نومي من جديد لكن الجو لم يعد بارداً و لسببٍ ما لم اشعر اني انام على الارضية الصلبة، بل كنت اشعر اني انام على شئٍ ناعمٍ و دافئ و على غير العادة لم يكن هناك اي صوتٍ حولي بل كان كل شئٍ في غاية الهدوء

لكن لفت انتباهي رائحة عطرٍ اعرفه جيداً لذا لم اتردد في فتح عيني لاجده بجانبي بالفعل و كان يبدو عليه القلق الشديد بل و الارهاق ايضاً

و كنت انا من بادر بالسؤال اولاً لانهماكه بقراءة شئٍ لا اعرف ما هو و رغم صعوبة الحديث الا انني سألت "انت بخير؟ كان هناك وحشٌ يسمونه زلزال في الحديقة، هل تسبب لك في الاذى؟"

يبدو انه كان يحاول منع نفسه من فعل هذا و لكن فور انهائي لكلامي بدى و كأنه لا يستطيع منع نفسه اكثر من هذا و ضمني اليه بقوة و قال بحزمٍ لم يخلو من الحب "لِم لم تخبريني انكِ لا تشعرين انكِ بخير؟ لم فضّلتِ التألم وحدكِ من جديد؟ هل فعلت شيئاً لتخافي مني انا ايضاً؟"

وجدت الدموع تنهر وحدها مهما حاولت ايقافها و هذا آلم حلقي كثيراً الا اني لم استطع التوقف و كأن كل الالم و الخوف و الحزن قرروا ان يجتمعوا في آنٍ واحد

ظلال الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن