ابتِعاد مؤلِم

10 2 0
                                    

-الي مَتي؟

اصدرتُ همهمة بسيطة،كانت تشكل سؤالاً واضحاً
لكن سُرعان ما تبخر سؤالي عندما ظهر وجههُ امام عيني

-الي مَتي سَتظلي تَهرُبين مِني ايِرين؟

لَم استَطيع إخفاء رَجفة جَسدي عِندما نَطق اسمي،
و لم استَطيع اخفاء تِلكَ الدموع الَتي تَجمعت في عَيني فجأة فور ان ذَكر ذَلِكَ الامر

مَرة اُخري

-لِمَاذا؟

قال هو قَبل ان يُمسِك يدي يأخذني معهُ،نَحو تِلكَ الحَديقة،كَان يَنظُر الىّ و الرَجفة لا تَترُك يَدي

سَقطت دَمعةٌ مِن عَينَهُ،وَ كَانت تَسقط علي خَافقي جَمراً،ادرتُ رأسي عَنهُ لِتَسقُط دمعتي أيضاً

الدموع تَلمَع في عَينَهُ لِتَدور بِرأسي كَلِماتنا سَوياً بالباحة منذ شهور لا ازال اتذَكر

اتذَكر تَعلقهُ بِالقائم بالباحة،حِيث نُقِش اسمَهُ بِجانب اسمي علي جِذع خَشبي بِجانب كِلمة لِلأبد

-حَاولتُ كَثيراً،اقسِمُ حَاولتُ كَثيراً مِن اجلَكِ

كُنتُ انظُرُ اليهُ وَ الدموع تَتَجمع في عَيني..قال بِنَبرةٌ غلفها التَرجي وَ زينتها الدموع

-لَنْ افعَلها مُجَدداً..اُقسِمُ لَكِ..

لَمْ انطِق..فَتَابع
-شَئ مَا تَحرك بِداخلي دون ان اعى لَمْ اكُن انا،اعطيني فُرصة واحِدة اخري فَحسب،اُقسِمُ لَكِ سَ اُحَافِظ علي وَعدي

كُنتُ انظُر الي الارض بَينَما يَتوسل الىّ بِكَلِماتهُ ثُمَ رَفعتُ عَينَي وَ قُلتُ و انا انظُرُ في عَينَيهُ

-مَن يَخونَ مَرة..يَخونَ كُل مَرة

-ايِرين

بِنَبرةٌ مُرتَجِفة نَطق اسمي،لَم انكِر كَم اردتُ ان انفَجِر بُكاء بَينَ احضانهُ،اُخبِرَهُ كَم اتعَبني ابتعادهُ عَني وَ كَم اشتَقتُ لِ اوقاتنا معاً

امسَك يَدي،يَعلم كَم تؤثِر عَلىّ انامِلَهُ،هو يَعلم كَم اشتَقت الي لَمسَتهُ لِ يَدي

سَحبتُ يَدي مِن خَاصتهُ،انظُر داخِل عَينَيهُ الَتي كَانت تَشدني اليه اكثر،تُذكرني بِ ليالي قَضيتُها اتأمل تِلكَ الأعين

-احتاجكِ بِجانبي،اُحِبُكِ

قَلبي نَبض بَِدهشة و روحِي ارتَعشت تُراهِن بأن اقدامي لَن يَتَحملوا جَسدي اكثر

خِفتُ ان اسقِط ِمن ثُقل الشعور هَلِكَ و تَمزق اخر جُزء في اضلُعي حينما مَتر كَلِمَاتهُ في مَسامِعي،ذَلِكَ الَذي افنَيتُ سَنواتي انام علي صَوتهُ

-قُولي لي شَئ،وَبخيني،فَقط لا تَصمُتي

-مَاذا اقول، أتود ان اُخبِرَكَ انَني أتألم؟، أتوم ان اُخبِرَكَ انَني احبَبتُ حَتي كَرِهت؟، كَرِهتُ يَومي لأنَني لا اُشَارِكهُ مَعكَ، كَرِهتُ جَسدي لأنكَ لا تَلمِسَهُ، كَرِهتُ عِطري لأنكَ لا تَستَنشِقَهُ، كَرِهتُ كُل اُغنية لَم تُغني بِصوتكَ، كَرهتُ كُل شَئ لَكِنَني لم اكرَهكَ

انهرتُ تَماماً اهذي بِحروفاً مُبَعثرة،تَشرح كل مَا مَررتُ بِه مُنذُ ان انفصلنا،مُنذُ ان اختار احداهُن عني،مُنذُ ان مَر بِجانبي و لم يُعانقني،مُنذُ ان هَجرني وَ هجر قِصتنا،هَجر حُبنا الَذي تَعهد علي البقاء عليه

هَجر كُل لَحظةٌ وَعدني بِها بالبقاء

-ارجوكِ،جَميعنا نُخطئ،ارجوكِ سَامحِيني

-كَيف؟!،أنتَ عَاهدتني بِالصِدق ثُمَ جَفوتني،وَ سَرقتني مِن واقعي وَ رَميتَني،وَ ضَممتَني لِصَدركَ ثُمَ قَتلتني،جَعلتني لَيلٌ كَم اسهرتني!

سَقطت دموعهُ،وَ سَقط علي رُكبتيهُ يَبكِ يَترجاني لِلبقاء،لَم انظُر اليهُ حَتي،اعلم

اعلَم انَني سَ سقُط بِجَانِبَهُ اترجاهُ حَتي يَتوقف عن البُكاء،حَتي لا اتألم اكثر،سَ انهار اكثر

بَينَما اتذَكر كَيف تَركني،وَ هجر كُل ثَانية بِجانبي،انا مَن كُنتُ اخبرهُ انَني اشتاقهُ وَ هو بِجانبي تَركني لِيعلمني كيف اشتاق

حتي يُعلمني كَيف اعشَقهُ لَكِن بِدموع،
تَعهدتُ علي نَفسي أن لا اشتاق، أن لا ابكي عليه، أن لا أتألم

وَ لَقد اشتَقت وَ بَكيت وَ تألمت

-

LOVE MIGHT BROKE حيث تعيش القصص. اكتشف الآن