الثالث عشر.

5K 153 516
                                    

"أُفضل الركض نحو الدمار رفقتك على أن أكون مرتاحًا في وحدتي."

— ألبير كامو






عبدالعزيز


كنت عند الكاونتر، أو بشكل دقيق كنت جالس على الكاونتر بينما أطقطق بجوالي إلى ما تخلص محاضرة غريب مع حليم وبدر في مكتبه.

أبتسمت بسخرية لما جاء بعقلي مشهد غريب وهو يناظرني قبل لا يقفل عليهم باب المكتب، نظرته كانت ثاقبة ولكن بنفس الوقت حذرة مني. هو لو يدري إني دخلت مكتبه مره ثانية وإني تفرجت على وحده من الأشرطة عنده راح ينتهي وينهيني معه.

تنهدت وقفلت الجوال، عيوني تجول بالمكان حولي.

هذا مكان غريب. مكانه اللي يلتجأ له مننا، مني ومن حليم وبدر... وماريا. صدري ترك زفير عميق لما عبرت ماريا مساحة عقلي. آخ كم أشتقت لها وأشتقت لوجودها حولي. ألم يستحوذ على نبضي لما أدرك بأن غياب ماريا هو عقاب لنا بسبب تسيُّبي من يدها.

ناظرت جوالي وشاشته السوداء المنطفية عكست ملامح وجهي بشكل مضبب، لكني قدرت أشوف ملامح الحزن وهي تعتريني. هذي أول وأطول مدة ماشفت فيها ماريا ولا سمعت صوتها.

صوت الباب وهو ينفتح جذب إنتباهي، رفعت راسي لصوت خطواتهم وهي تقرع على الأرضية بتفاوت مابين المزعج والهادي والصامت. بدر وحليم وغريب، ثلاثتهم دخلوا الصالة ورى بعض.

"عبدالعزيز." صوت غريب أنتشر في معمعة أفكاري وقلبت عيوني من طريقة نطقه، يناديني وكأن حروف إسمي خصمه.

مارديت عليه وأكتفيت أرفع عيوني له، ألاقيه واقف عند بداية الصالة على عكس بدر اللي جلس وحليم اللي أخذ خطواته للباب وطلع من المكان.

"تعال." أكتفى ينطق هالكلمة وتحرك، يختفي من قدام عيني ويدخل الممر. نزلت من على الكاونتر وناظرت بدر بإستغراب لكن ما كان حولي، يناظر جواله ويكتب بسرعه. زفرت بعمق ومشيت آخذ خطواتي، عيوني تروح لباب غرفة غريب المفتوحة، يوضح لي بأنه ينتظرني داخلها.

دخلت الغرفة وشفت غريب واقف عند خزانة ملابسه.

"سكر الباب." غريب قال ونبرته كانت هادية بشكل قشعرني. بلعت ريقي ومديت يدي وسكرت الباب لكن من غير ما أقفله.

عيوني رجعت لغريب اللي كان يناظرني بعدين شال عيونه ويناظر ملابسه، ألاحظ يدينه وهي تتحرك وكأنه يدور على شيء.

"كم مقاسك؟" غريب سأل وعقدت حاجبي بغرابة. ناظرت الهودي اللي كنت لابسه أحاول أتذكر كم مقاسه لكن مو عارف. ماريا غالبًا اللي تشتري لي ملابسي، أنا بس عليّ أختار الموديل وهي تجيبهم.

غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن