"دائمًا تبدو هادئًا، وكأن ما يحدث حولك لا يعنيك،
لكنك لست كذلك."— هاروكي موراكامي
⋄
⋄「 حليم 」
الجوال في يدي، أناظر الشاشة المضيئة ولكن عقلي ما كان معي. الرسايل قاعده تتكاثر فوق بعض مما خلت من شرودي يتضاعف، إسم بدر وهو يتكرر أعلى كل شريط رسالة كان يزيد الوضع سوء.
"فهمت؟"
رفعت راسي للي كان يتكلم، الشخص اللي أشتغل عنده واقف قدامي ومكتف يدينه. هزيت راسي بموافقة رغم عدم معرفتي باللي قاله لي في لحظة شرودي. دخلت الجوال في جيبي بكل هدوء، ما كان المفترض مني أفتحه لما عطاني مقفاه ولكن إهتزازه في جيبي بسبب رسايل بدر شتتني.
"فهمت سيد." أكدت. نبرة صوتي الثابتة كانت دلالة مزيفة على فهمي وتركيزي.
"أنا بطلع الحين." السيد تكلم وهو ياخذ جاكيته الطويل من على مقعد مكتب أبوه المتوفي. المكتب اللي توارث خطاي بعد خُطى والدي. كنا واقفين في غرفة أشخاصها ما عادوا فيه، أشخاصها رحلوا من الدنيا لأسباب صعب نبوح عنها لظلامها البارد في عقولنا.
"كسار وصاني أعطيك خبر بأنه ينتظرك في الميدان عالساعة ستة." نطقت لما تذكرت اللي قاله لي كسار لما أتصل على تلفون المكتب ورديت عليه بدلاً من السيد لعدم وجوده.
السيد لبس جاكيته ولف علي بجسده، يناظرني بحدة تناقض خواء نظراتي.
"متى أتصل؟"
"قبل ساعة ونص تقريبًا." جاوبت وهز راسه لي، يده تروح لجيبه ويطلع جواله منه.
"على كلامنا الحين روح لعند نجلاء، كلمني لما تخلص." السيد مايحتاج يكرر أوامره حتى أفهمها، أومئت له راسي بخفة ومشيت من قدامه، أطلع من المكتب بينما تلقط إذني السيد وهو يتصل على كسار، صوته ينتشر بالسبيكر.
دخلت السيارة وشغلتها، أحرك الدركسون وأطلع السيارة من الباركنق الكبير الموجود في الساحة الخلفية لقصر عايلة السيد. شديت بقبضتي عالدركسون بينما أتفكر في عملي اللي بدأت فيه من ستة شهور، أشتغل لولد السيد اللي كان والدي يشتغل عنده، يحرسه ويعتبره مثل يده اليمين. هل في يوم بكون بمكانه؟ أحاكي قصة زمانه وأكون حارس ولد السيد ويده اليمين؟
توصيات والدي كانت ترهقني ذهنيًا من شدة وقعها وتكرارها من ثغره، كلامه عن ولد السيد كان يناقض إنطباعي الأول عنه من بدأت أشتغل عنده ولكن حاولت أحرص على عقلي ويتذكر بإن الإنطباعات الأولى بإمكانها في يوم إنها تتمزق لما تبان الصورة الحقيقية. والدي ما يخطئ في كلامه مما يرسل لي قشعريرة خفيفة بأن كل ما قاله عن السيد و ولده... هو حقيقي وصادق.
أنت تقرأ
غريب
Romanceممكن احنا ابتدينا حتى يحرم علينا الانتهاء، حتى نتجرع الألم شهوة، ونلاقي في غَور البعد تيه وننسى كيف نكون ذواتنا من غير بعض. ممكن أنا حبيتك لأنك مو فقط خياري الوحيد لكن لأن مهما كانت خياراتي أنا أعرف إنك راح تدمرهم حتى أختارك. في عالم وبُعد غريب ما ك...