الواحد والعشرون.

3.1K 123 309
                                    

"أما أنت فقد دخلت إلى عروقي وانتهى الأمر، إنه لمن الصعب أن أشفى منك."

— غسان كنفاني







عبدالعزيز



شعور الدفى كان يتسلق جلدي بكل مكان، أحس بعضلاتي تسترخي على عظامي وتنهيدة راحة عبرت صدري. أدف بظهري على صدر غريب بينما يشد بقبضة ذراعينه حولي، يضمني ويشدني له أكثر. ذقنه كان يتجول على إذني وشوي من رقبتي.

عيوني ثابته عالتلفزيون قدامي بينما كنا شبه منسدحين عالأريكة أو بالأحرى غريب جالس وممدد رجوله وأنا منسدح عليه. آخذ من حضنه مأمن لي.

شعر غريب كان لا زال مبلل على عكسي، من بعد ما طلعنا من الشاور اللي قضينا فيه تقريبًا ساعة كاملة، أربعين دقيقة عدت وأنا أتلوى بسبب أصابع غريب اللي أخذت طريقها لي تخترقني، حتى شفت النجوم تتفجر قدام عيني. والعشر الدقايق الثانية قضيناها شاور فعلي.

غريب جفف شعري ولما سألته عن شعره، هز راسه بإعتراض وفي هاللحظة أدركت إن غريب ما يجفف شعره، يتركه مبلل حتى يجف من نفسه. ابتسمت بالخفاء، أحاول ما أوضح إعجابي بالطريقة اللي تلمع فيها خصل شعره أسفل الضوء، تعطيه منظر مثير أكثر مما هو عليه.

"تعبان عزيزي؟" صوت غريب العميق سحبني من سرحاني، حشرت رجلي مابين سيقانه وهزيت راسي، "مرهق."

ناظرت يده اللي تسللت مني ونزلت لفخذي، يمسح بلطف على الشورت وجزء من بشرتي المكشوفة. تنهيدة راحة عبرت صدري من جديد.

"مرهق لكن مرتاح." أضفت وهمهمة صغيرة جت من وراي. يده لا زالت تمسح عليّ، أصابعه تدخل تحت الشورت ويضغط بأصابعه بخفة على جلدي، قشعريرة مرتني بسبب لمساته. مهما يلمسني غريب، مهما أظن إني تعودت على ثقل أصابعه على بشرتي، القشعريرة تتفجر وتغطيني بالكامل وكأنه أول مره يلمسني فيها.

"غريب؟" ناديت، سؤال يسطع في راسي.

"عيونه." نطق، تركيزي يتشتت من شعور أصابعه عليّ لصوته.

"انت تدري..." قلت وعضيت على شفتي، متردد كيف أقولها.

غريب رفع رجله وحطها فوق فخوذي، يضمني له أكثر، كل جزء فيني يلتصق فيه حتى يكون منه بدلاً ما يكون مني. فكرة وجود مسافة بيننا كانت تؤرقه بلا شك.

"انت تدري إن بدر علمني عن قصته؟" ما أدري ليه صوتي أنخفض في نهاية الجملة، ممكن لأني لازلت أواجه صعوبة في التصديق إن شخص مثل بدر... يعيش هذي الحياة.

غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن