الفصل السادس

281 12 0
                                    

خرج من المنزل تاركا إياها بنفس الوضع تقلب أعينها في غرفته وهي تنضر لألوانها التي لا يحبها إلا شخص لايعرف معنى للتفائل لكنها فالوقت ذاته ترمز لقوته داخل ذلك اللون الأسود الذي يغطي جانبه الأخر في بادىء الأمر كان غطاء سريره باللون الأبيض لكنه في كل ليلة لم يكن يرى سوى لون الدم يكسوها فستبدلها بالأسود ليخفي مايراه فأصبح مايفعله من جرائم يبدو له ممتعا
كم هذا غريب كيف لشخص أن يستمتع بتعذيب غيره برؤية دمائهم وسماع صرخاتهم وتقطيع أجسادهم لأجزاء أيخرج ذلك الغضب الذي بداخله
على أجساد أبرياء ألا يكفيه أنه قتل نفسه قبل أن يقتلهم
أما هي فلم يخطر في بالها للحظة أن آرثر قد يكون ذلك الشخص لاتزال لاتعلم حقيقته تظن أنه مقلب منه لأنه لم يراها لسنوات وأيضا أراد أن يزعجها قليلا لرفضها لحبه
ولكنها في الآن ذاته تستغرب من ربطه لها لهذا الوقت وعنفه الزائد عن حده صحيح أنه كان شديد الغرور لكنه لم يكن يوما بشخص قاسي دائما ماكانت تغلبه روحه الطيبة تخاطب نفسها قائلة

"آرثر شخص جيد ولا يمكنني التشكيك بهذا لابد أن هذا مجرد مقلب منه"
"اوه حسنا أنا أقنع نفسي بشيء غير معقول كيف يكون مقلب بهذا الشكل"
"لكن ما أنا متأكدة منه أنه لن يؤذيني"

تتذكر دفعه لها

لتتشوش أفكارها ثانية فتشك حتى في كلامها

"أنا لم أراه منذ سنوات لابد أنه تغير لايمكنني أن أثق بأنه شخص جيد"

وينتهي ذلك الحديث الذي كانت تتحاوره مع ذاتها

لتريح رأسها من التفكير فلن يفيدها بشيء

بعد سعات حل الليل ليدخل آرثر إلى المنزل حاملا بيده بعض الأكياس من الخضروات والفواكه التي إشتراها وضعها جانبا قرب الطاولة الصغيرة التي تجاور باب المنزل إتجه قبل أن يأخذ الأشياء إلى المطبخ نحو الغرفة التي بها ألكساندرا
ليجدها بوجه شاحب مميلة رأسها كأنها تنظر للفراغ يطرطق أصابعه أمام وجهها لتستفيق من توهانه فتبتسم

يرفع حاجبه الأيسر وينظر أليها باستغراب ليخاطبها بحدة يتخللها البرود

"لو وجدتكي ميتة على هذا الحال لما إستغربت لكنني لم أرى شخص بحياتي تصبح حاله كمجنون لما يجوع"

"سأحظر لكي بعض الطعام وأفك رباطكي"

عدلت قليلا من جلستها في سعادة

يضرب جبينه بكف يده قائلا

"كعادتكي لا تحبين سوى الطعام "

بعد دقائق تجلس على الأريكة وهي تتفرج على أحد مسلسلاتها المفضلة وتبكي من تأثرها بينما هو يعد الطعام يحمل سكينته ويقطع الخظراوات ليصب جام غضبه فيها
فلم يكن متعودا على الأصوات العالية التي تحدثها بعدما أكمل تحظيره للأكل أخذ الطعام وجلس على مقربة منها على الأريكة واضعا ماحظره على الطاولة الصغيرة الموجودة باجنبهما

إلتفت أليها قائلا بتهديد

"حاولي فقط تلطيخ المكان بالأكل وستصدر مني أفعال لاتروقك"

أبتلعت ريقها بصعوبة وهي تنظر إليه بخوف حتى شرع في تناول الطعام تنهدت بأريحية فلقط تخلصت من نضراتها الحادة التي تخيفها

وبدأت بتناول الطعام معه

بعد لحظات تعلو أبتسامة على وجهها من السعادة قائلة

" شهييي إنه أكثر من رائع "

أصدرت ضحكات دامت للحظات فقط بعدها عادت ملامحها للجدية

سألته قائلة

"إذا متي يمكنني الذهاب لمنزلي"

"وهناك سؤال آخر كان يدور بذهني"

وقفت لتكمل كلامها فوقف هو الأخر أمامها

"لما كنت تتعامل معي بوحشية لبارحة "

تعلو إبتسامة جانبية على ثغره فيتقدم منها بخطوة لينحني للأمام قائلا بحدة و وهو ينظر بأعينها

"أهلا بكي في جحيمي ألكساندرا"

نهاية الفصل

✦حُبْ بِـطَعْـمِ اٰلٓإِجْـرَآمْ✧Où les histoires vivent. Découvrez maintenant