للمرّة العشرين كرّرتَها
(( هل في حياتي رجل آخر ؟ ))
نعم .. نعم .. فهل تصورتَني
مقبرةً ليس لها زائر
ما أكثر الرجال يا سيدي
لا روضة إلا لها طائر
تجربة كانت .. وها أنّني
نجوتُ من سحرك يا ساحر
شفيتُ من ضعفي ومن طيبتي
فطيبة النفس لها آخر
تحبُني ! ليتك ما قلتها
هذا حديث غابر .. غابر
منذ متى أصبحتَ تهتم بي
منذ متى هذا الهوى الغامر ؟
هل كنتُ إلا مقعدًا مهمَلاً
يضمُه أثاثكَ الفاخر
مزرعة نهبتَ خيراتها
لا ذمة تنهى ولا زاجر
ترنو إلى مفاتني مثلما
يرنو إلى أمواله التاجر
يا أيها الباكي على ملكه
لقد تداعى ملكك الزاهر
حسابي القديم .. صفيتُه
بلحظة . فمن بنا الخاسر ؟
كانت لك الجنات مفتوحة
ثمارها ، وعشبها الناضر
واليوم .. لا نار ولا جنّة
هذا جزاء الكفر يا كافر
لو كنتَ إنسانًا معي مرة
ما كان هذا الرجل الآخر
نزار قباني