قالت : ألا تكتبُ في محجري ؟
وانشقَّ لي حُرج ٌ .. ودربٌ ثري
إنهضْ لأقلامكَ .. لا تعتذرْ
من يعص ِ قلبَ امرأة ٍ .. يكفر ِ ..
* * *
وارتعشتْ جزيرة ٌ في مدىً
مزعردٍ .. مُعطر ٍ .. أنور ِ
خضراءُ , بين الغيم مزروعة ٌ
في خاطر العبير لم تخطر ِ ..
يروون َ لي أخبارَ صفصافة ٍ
تغسلُ رجليها على الأنهر ِ ..
لا تسبلي ستارة ً غضـــــة ً
دمي .. لشباك ِ هوىً أخضر ِ
خلـّي مسافاتي .. على طولها
بالله ِ .. لا تحطمي منظري ..
* * *
باءتْ مع الصباح لي غابة ٌ
تقولُ : من نتفَ لي مئزري ؟
حشدتِ أوراقَ الربى كلها
ضمنَ إطار ٍ .. بارع ٍ .. أشقر ِ
يا عينُ .. يا خضراءُ .. يا واحة ً
خضراءَ ترتاحُ على المرمر ِ ..
أفدي اندفاقَ الصيف من مقلةٍ
خيّرة ٍ .. كــــــالموسم ِ الخيّر ِ
يا صحوُ .. أطعنتكَ من صحتي
لا يـــوجدُ الشتاءُ في أشهري ..
* * *
في عينيها .. لونُ مشاويرنا
نشردُ بينَ الكرم ِ والبيدر ِ
والشمسُ .. والحصادُ .. والمنحنى
إذ نهدك الصبيُّ لم ينفـــــــــــر ِ ..
أيّ صباح ٍ لبـــــــــــلادي غفا
وراءَ هُدبٍ , مطمئن ٍ , طري ..
عيناك ِ .. يا دنيا بلا آخر ٍ
حدودها .. دنيا بلا آخر ِ
كسرتُ .. آلافَ النجوم على
دربٍ ستجتازينه .. فـَكـِّري ..
نزار قباني