6- أحلام واقعية

174 9 4
                                    

"حسنًا، هكذا لن يُبعثر الهواء شعركِ مرة ثانية" وبماذا سيهم إن كان قَلبي مُبعثر!

عاد للخلف يبتسم راضيًا عن عدم تذمري من الهواء بعدما رآني أمسك ربطته اتحسسها ريثما عادت الرياح من جديد لكنها لم تنشر شعري بكل مكان كما فعلت سلفًا.

"ماذا كنتِ ستشترين؟" سألني ريثما كان يطالع جانبه الأيمن بتفحص مرة ثانية،
هل يبحث عن أحد ما؟
عجبًا! لديه شامه في جهة عنقه الأيمن!
أنا ايضًا أملك واحده لكن في جانبي الأيسر،
لكن كيف لم ألحظها في لقاءنا الأول مع الجدة؟

"هذا بَديهي همس، أنتِ لم تصبي تركيزك جيدًا بملامحه لكن فلتفعلي هذه المرة وإلا ركلتكِ" خاطبني عقلي مشاجرًا لي.
لكن فعليًا شامته تبدو في غاية الجمال مع شعرهِ البني النحاسي المتطاير، إنها تُضفي عليه إطلالة براقة كعينيه اللامعتين..
هذا صعب على قلبي يا يزن من فضلك إرحمني!

"همس، هل أنتِ معي هنا؟" قال بهدوء يجعد حاجبيه، حسنٌ أشعر بالإحراج قد عاد فأنا لا زلت انظر لشامته بتدقيق كي احفظ شكلها.

"ستتأخري" قال بصوت رَخيم يضم يده خلف ظهره لأستفيق أنا من شرودي اُهَمهِمَ له ليردد سؤاله.

"ماذا كنتِ ستشترين!"

"البرتقال" قلت بهدوء أتمعن النظر بعينيه، أو أشرد أيهما أقرب للقول.

"كم ستشتري" قال بتسأل

"كيلو" رديت.

"هل ستصنعون الكيك به؟"

"أجل" يستحسن محاولة مني فعلية لإختلاق الأحاديث معه لأني بدوت مرتبكة تضع حواجز بينما أنا يعرقلني عن النطق وجهه الفاتن!

"أتمانعين شراءه لكِ؟" قال ثم صمت لثوينات
"لأنه كما ترين السوق مزدحمة، وبائعين الخضراوات والفاكهة أماكنهم مكتظة بالزبائن.. وهذا قد يشعركِ بالإختناق" قال ولازال بنفس هاته الوقفه والبحه.

هل أخبرتكم من قبل أني أشك بكونه أمير أو نبيل؟ لأن هذا ما يبدو عليه الأمر، ولا أشك إن قيل لي هذا، وانكِرُ مخالفة نظرتي له ممن حولنا.

"لكن يزن هذه ستكون وقاحة مني.. اعني أن اجعلك تشتري أشياءًا لي توجبت مني أنا فعلها !! " نطقت بهدوء وفي صوتي تبرير كي لا يساء فهمي، ولا يفهمها بالرفض.

"وأنتَ تعلم أن الجـ..."

"بدون لكن همس، سيكون من المزعج رؤيتكِ بين العجئة بعدم إرتياح، سيشعرني بالسوء حيالها!"
في نبرته تبرير وترجي في ذات الوقت ويغطي تقاطيعه عبوس؛
لا أرفض لأني لا أريد مساعدته، بل لأني أشعر بالحماقة وكم أنا وقحة!
سيكون من السئ مرافقة هاته الأحاسيس!

رقصة مع الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن