✭
الغُربة.
ألسنا نشعُر بها جميعًا في بُقعة لا نألفها؟، مَكان جَديد، أناسٌ غُرباء، وبُرودة قاسية تجتاحُ جوفك بلا هوادة، بعدٌ عن الأهل أو الوطن، ومشاعر سلبيّة ثخينة تجعلكَ خاوي الوِفاض.
أما أنا، فأشعر بالغُربة في قلبك الجافّ._
عرفتُ النّرجس الأصفر في ذلك الحَقل البرّاق، كانَ يلتحفُ بالأصفر الّذي يُشبهه، لونٌ مُبهج برّاق كابتِسامته الّتي رواها عذوبتهُ في أوّل لقاءٍ لنا، حين كنتُ أنا السّاكن الجديد الّذي لم يتأقلم مع الحيّ بعد، وقد اصطحَباني جدّاي لتلك الجارة اللطيفة الّتي سمحت لي باستِكشاف حقل منزلها المَليء بزُهور النّرجس الصّفراء، وهناك أنا وجَدته، بعيدٌ كل البُعد عن تلك الهيئة الّتي يُقابلني بها حاليًا.
استطاعَ بعد عدّة لقاءاتٍ جعلي أختلط في أحاديثه بسهولة، صعبٌ أن أتكلّم بانفتاحٍ لكنه غير مُستحيل، ولو، فهو حقّقه، فبات الكلام سلسًا جدًّا ينهمر من فمي في سهولة مُفرطة معه.
شاركتهُ زهور الليْلك المُفضلة لي، وشاركني النّرجس المُبهج المُستهام أنا به، وتحوّلت الغُربة في ذلك الحيّ إلى ألفة أشعر بالخواء في غيبتها.
ثمّ حلّ الجفاف على حقلِ النّرجس بفعلي وطردَ ليلكِي اللين، وعِندها؛ شعرتُ بالغُربة في ذلك الحقل الّذي الفته روحي.
أنت تقرأ
لَيْلك ونرجسٌ.
Randomتُغرقك للأسفل قسرًا، فتصير سَفينة غَارقة تجهلُ النّجاة، ثمّ تدفعكَ للأعلى عنوة، كنرجسٍ أصفر اقتُطفَ من حقلهُ؛ الكَلمة.