٠٤|فيلينُ النّرجس.

45 9 1
                                    


أنت اللين كلّه، أفلا يُلينك حنيني؟

_

أتمنّى لو أفهمني وتُغادرني تلك الغُربة المُخيفة، هل أنا أريدُ الصّلاح؟، أجل!
هل أنا أبدأ بالصّلاح؟ كلّا؛ إذا، ما حلّي؟ أأخرَس وأبقى على طَريقي المقيت؟ أم أسلُك دربًا مُتهوّرًا وأخذ خُطوة الصّلاح المحتومة؟، ومجدّدًا؛ أنا أنام وأتّخذ اللَاوعي مناصًا مِن نهش عقلي لِي بلا هوادة.

في صبَاحي التّالي وجدتني أقفُ على أعتابِ منزل جِيراننا وأطرق بابَهم في تردّد، هُنا يمكث أسترُو وليس لي بدّ من مُواجهته قبل انتِهاء عُطلته الّتي يعود بعدها إلى المدينة حيثُ أبيه وأمه، فعلى عكسي هو لا يقضي هُنا سوى العُطلات الصيفيّة عند جدّه وجدّته، جيراننا اللُطفاء.

هُنا، وكلّما آتي بميعادٍ مُخطط لهُ مُسبقًا أجدهُ غائبا عن المنزل بحجّة سخيفة، لهذا فضّلت اليوم أن آتي بغتةً فأجدهُ موجودًا ربّما في حقلهم البَديع، استقبلَتني الجدّة لُورين وراحَت تعدّ لي الشّاي لكنّه لم يكُن في حُدود أبصاري فاستأذنتُ علّي أجده في ذلك الحقل المَليء بالنّرجس الصّحي على عكسِه، فأجدهُ يعبث مع قِطّه المُشاكس تِيد، وكالعادة، فلونهُ يميل للأشقر الكرهرُماني ككُل ما يُحيطه.

وعلى غيرِ العادة، عِندما وجدني أناظرهُ بينما أعتصر أنامِلي الباردة بتوتّر، وجدتهُ يستقيم في ارتِباك ويَنحني مُستأذنَ الرّحيل، فأجدُني انحنيتُ مُقابلًا لأسلوبه المُهذّب، وأغدو في الحقلِ الوَاسع بلا رفقة تؤنس الوحدة.

خُطوتي كانت بلا رجعة، فيَلين أسترُو وتزدَاد رغبتي في نشر السّلام بين ربوعه المشتّتة، وأؤكد لِعقلي أن لا تشتّت سيستمرّ حتّى الغد، فأنا سأُنهي هذا اليوم، والآن.

لَيْلك ونرجسٌ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن