- البارت الـ٢١ .. الجزء الثاني :

91 4 0
                                    


- ١ رمضان :
- الساعه ٣ فجرًا .. وقت السحور :
- يتجمعون على السفره بجانب بعضهم البعض حتى خرج شهاب من غرفته بملامح شبه مُستيقظه وشعر منكوش ، يمشي بخطوات مُترنحه ويجلس بجانب والدته التي قالت : حتى تاجّ مُصحصحه أكثر منك ياشهاب .
- رفع رأسه ينظر لها بعين نصف مفتوحه : أنا فين يمه ؟ أنتوا مين ؟
- ضربته شموخ على ظهره بخفه ضاحكه : كيف تقول أحنا مين وتناديني يمه ؟ الثنتين مع بعض ماتجي .
- ضحك الجميع على كلامها الحقيقي بالرُغم من عيونهم الناعسه وتلك الخمول التي تسلل إلى أجسادهم بدون إراده منهم فهذا أول أيام رمضان وهم ليس مُعتادين على هذا النظام والصّحو في هذه الساعه ، ليأتيهم صوت تاجّ والتي كانت تجلس بحضن رهيّب : شهاب شكلك مره يضحك ، كيف تأكل وعيونك مغمضه ؟
- لتتجه أنظارهم جميعًا إلى عينان شهاب والتي كان يغمضها حقًا ويأكل بطريقه مُستاءه وكأنهُ تم سحبه على رأسه حتى يأتي إلى هُنا ، ليشهق شهقه عميقه في اللحظه التي سكب أوس قارورة الماء من رأسه : أصحى أصحى عجزنا نفهم مين الصغير فيكم أنت ولا تاجّ .
- مسح شهاب بكفه على وجهه المبلول ينظر لأبن خالته بغيض يُريد أن يمزقه إلى أصغر قطعه مُمكنه : يامسلمين مالكم دخل فيني ، حتى أن شاء الله أأكل وأنا منسدح ، أثرت عليكم بشيء ؟ أكلت قسمكم ؟ عيوني المغمضه ضايقتكم بإيش ؟ غيرانين من مواهبي مايمديكم تنامون وتأكلون بنفس الوقت ، حتى تقليد صعب تقلدوني .
- أخذ أَوس قارورة ماء ثانيه ليفرغها في رأس شهاب مرةٍ أُخرى : لازم تغرق في تواضعك عشان تصحصح ، وهذي الطريقه الوحيده .

- أخذ شهاب كاس الشاهي يحتجزه بكفه ينوي أن يسكبه على أَوس يقول بتهديد : أنت أسف ؟
- كتم أَوس ضحكته قائلًا بكبرياء رُغم خوفه من جنون إبن خالته : لا .
- مال الكاس قليلًا حتى كادت أن تسقط منه بعض قطرات الشاهي : أخر تحذير ، قول أنت أسف ؟
- نظر أَوس بأتجاه خالته يطلب مساعدتها : أعتقيني من جنون ولدك ياخاله ، أنا مو أسف وأتحداه يكب عليَّ قطره وحده ، يمين بالله مايكفيني أروشه بثلاجة الشاهي كلها .
- بانتّ علامات الخوف على ملامح شهاب من هذا التهديد فهو يعلم أن أَوس أن أراد أن يتحول إلى قوس ذلك الأمر لا يأخذ منهُ سوى دقيقه واحده وحتى أقل ، ولكن قوته المُصطنعه جعلته يقاوم كي لا يضحكون على إنهزامه : مُشكله اذا صرت واثق من نفسك زياده عن اللزوم ، كيف تهددني وأنت أصلًا تحت التهديد ؟
- رفع أَوس حاجبه يقول بإستفزاز : بيننا حساب قديم وتواضعًا مني سامحتك ، يعني فتح الدفاتر القديمه سبب كافي لتغريقك بثلاجة الشاهي .
- كشّر شهاب بملامحه المُغتاظه يقول بإستخفاف وهو يعيد كاسة الشاهي للصحن : والله أنت فاهم التواضع خطأ ، حسبي الله عليك أصبر خلينا نعقد هُدنه صُلح .
- لم يستطيع أَوس أخفاء بسمته العريضه : الحين أحنا عايشين في الهُدنه أهم شيء تحفظ لسانك وتنتبه على تصرفاتك عشان ما تتحول الهُدنه لشيء ثاني .
- أستطرد شهاب مُغتاظًا : ياخي أنت كُل مفاهيمك مغلوطه صدقني ، تظن أنك فاهم المعنى والأكيد أنك فاهم نقيضه ، أتمنى يقيدك ربي مع شياطين رمضان ، ويفكك بالعيد .. أنا راضي نرتاح منك حتى شهر .
- عجز أَوس على الرد عليه لتتراكم الضحكات فوق ثغره ، حتى أن قلبّه قد حن من منظر شهاب المُحزن
كيف أصبح مبلولٍ بالكامل حتى أن الماء لم يستطيع إنقاذه من النُعاس التي يُرى بوضوح في عيناه
ليتلزم الصمت رفقًا بِه ، في حين أن البقيه يضحكون على مناوشاتهم ويكملون سحورهم بصمت .

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن