2

3.7K 94 2
                                    

مشهد 2 :

تراقبه من مكانها ككل يوم صباحا ....... في الحقيقة هي تراقبه بعينيها في كل وقت ..... صباحا ومساءا وكلما تواجد أمام عينيها ..... على الرغم من الفترة الطويلة التي جمعتهما معا تحت سقف بيت واحد . الا أنها حتى الآن لم تستطع منع عينيها

من اختلاس النظر اليه ..... انه صورة حية للشباب المجسم ... بكل حيويته وقوته ... وتلك العزيمة الظاهرة في عينيه والتي تزداد يوما بعد يوم " وليد ".

زوجها ووالد ابنها الوحيد .......

حتى الآن ..... لا تزال تذكر نفسها بهذه المعلومة كل يوم صباحا وكلما نظرت اليه ..... علها تقتنع أخيرا ..... الا أنها لم تنجح في الإقتناع أبدا .....

هذا الشاب الجذاب أمامها ..... تزداد جاذبيته كل يوم مع زيادة استقرار نمط حياته .....

فمنذ ان عادت اليه واستعادا زواجهما المدمر ... و قد بدا اكثر اهتماما بعمله ... مكتبه هنا اصبح مواظبا على الذهاب اليه بانتظام لم يخل به يوما منذ ان اتى عبد الله ... طفلهما الى الحياة

و كأن شعلة قد اتقدت بداخله ... فأصبح مهووسا بالعمل ملتزما به ... لكنه لم ينسى حبه للرياضة و للزيادة من قوة عضلات جسده الضخم ...

فأضاف للجدول المنتظم ..... ثلاث أيام اسبوعيا . ولفترة ثلاث ساعات ..... ذهابه الى ناديه الرياضي وتنمية عضلاته

القوية برفع الأثقال والكثير من التمرين ...... حتى صلاته ... والتي بدأها سويا في وعد منهما على الإستمرار ......

لم يخل بها أبدا .... كان أكثر انتظاما منها . كانت أحيانا تظن أن الأمر صعب ..... لكن الفروض التي تضيع منها قليلة العدد . لذا كانت تهنيء نفسها على

التقدم على الأقل ....

لكن وليد كان يعاقبها كلما نست فرضا واحدا ......
و كان غضبه منها حقيقيا .... حتى ان شجارهما قد تفاقم ذات ليلة لهذا السبب فتركها وبات ليلته خارجا ......

تلك الليلة لم تنساها حتى اليوم.

ظلت تبكي وتبكي حتى سمعت صوت آذان الفجر .....

بقت مستلقية في فراشها تنظر الى السقف الى أن انتهى صوته ...... فنهضت ببطىء كي تتوضأ وتصلي ......

و أثناء جلوسها على سجادة الصلاة بعد انتهائها ..... تسبح وتبكي بصمت .... مضت فترة طويلة ......

ثم سمعت صوت باب الشقة يفتح فانتفض قلبها بقوة ...... و لم تمضى بضعة ثوان قبل أن تشعر بدخوله للغرفة ... ووقوفه لدى الباب ليراقبها طويلا ...... التفتت اليه بتوتر بعد أن شعرت بعدم قدرتها على الإحتمال أكثر ..... فرأته يقف مستندا الى الباب وهو ينظر اليها وعلى شفتيه ابتسامة شاردة ..... لكن في عينيه نظرات أعمق من أن

تستطيع تفسيرها ......

همست بشرى يومها باختناق

..........أين قضيت ليلتك ؟؟"

مشاهد اضافيه من روايتي بعينيك وعد و بأمر الحب🌺 بقلم تميمة نبيل 🌺حيث تعيش القصص. اكتشف الآن