المشهد السادس :( خطأ ........ )
انعقد حاجبا بشرى بخيبة أمل بعد أن كانت تنظر الى محمد الذي يراجع المسائل التي قامت بحلها للتو و هي تعض شفتها تدعو الله من كل قلبها أن يكون جوابها صحيحا و كأنها تخضع لإختبار الثانوية العامة , ..
و ليس أنها في الواقع تجلس أمام ابن زوج صديقتها المراهق الذي يساوي عمره تقريبا نصف عمرها و الذي يقوم بمساعدتها في الدراسة ! ...
أخيرا و بعد رضوخ وليد لضرورة إلتزامها بالدراسة .... بدأت تواظب على زيارة كرمة بإنتظام و الحق يقال أن كل أفراد هذه الأسرة الصغيرة قد تعاهدوا على بذل كل ما بوسعهم لمساعدتها ..ووضعوا نجاحها هدفا لثلاثتهم ..
كرمة , و محمد ... و حاتم ...
كلا منهم كان يدرس لها مادة أو مادتين .... ....ما أن سمعت حكمه حتى سقط كتفاها بيأس و هي تنظر اليه بكآبةٍ قائلة بصوتٍ قانط
( أي واحدة هي الخطأ ؟! ...... )
تمهل محمد قليلا وهو يتابع النظر الى الدفتر أمامه ... قبل أن يقول بهدوء
( جميعها ...... )
فغرت بشرى شفتيها متأوهة و هي تهتف يأسا
( جميعها ؟! ...... لا ليس هذا معقولا أبدا , راجعها من جديد ... لابد أنك أنت المخطىء ... )
ارتفع حاجبيه دون أن يفقد ابتسامته المحببة قبل أن ينظر اليها بطرفِ عينيه قائلا
( دون الحاجة للمراجعة , جميعها خطأ ..لكن لأجل عينيكِ الخضراوين يمكننا اعتبراها صحيحة لو أردتِ .. )
مطت بشرى شفتيها و هي تزفر مبعدة وجهها عنه تقول بحنق
( كف عن اللهو .... لست في مزاج يسمح لي بتقبل مزاحك حاليا ... )
اقترب منها قائلا بصوتٍ خافت
( لا أمزح ..... فللجميلات فرصا أكبر في الحياة صدقيني ... )
عقدت بشرى حاجبيها قائلة بشك و هي تنظر اليه مستاءة
( هل تتمرن على الغزل بي يا ولد ؟! ....... )
رفع حاجبه عدة مرات وهو يقول عاضا على شفته بعبث
( و من ذا الذي لا يتعلم الغزل على يديك يا جميلة ؟! .... )
ظلت تبادله النظر بحنقٍ بالغ عدة لحظات , ثم لم تلبث أن ضحكت بيأسٍ و هي تهز رأسها قائلة
( لو سمعتك كرمة , لن يمر يومك على خير مطلقا ..... )
كتف محمد ذراعيه فوق الدفاتر وهو يميل اليها قائلا بعبث
( تستحقين المجازفة يا ذات العينين الخضراوين .... )
اتسعت عينا بشرى قليلا , ثم لم تلبث أن ضحكت مجددا قبل أن تسند ذقنها الى كفها تتأمله بتركيز قائلة بنبرة ثقيلة
( ستكون خطيرا في نضجك يا ولد ...... ستخضع الكثير من قلوب الفتيات من حولك و لن تأبه بهن ... )
ارتفع حاجبه بمكرٍ وهو يسألها مهتما
( تتكلمين عن ثقة ....... )
أومأت برأسها و هي تتأمله مليا ... ثم قالت ببطىء
( أمتلك بعض الخبرة ..... أستطيع التكهن أنك ستكون أخطر أنواع الرجال , ذلك الذي له هيبة ووقار تجذب اليه النظر ... خاصة الفتيات , بينما هو ظاهريا لا يبالي , لكن بداخله ..... أممممم )
ارتفع حاجبيه معا و سألها مهتما بإبتسامة خبيثة
( نعم ...... تابعي فأنتِ تثيرين اهتمامي ..... ماذا يوجد بداخلي ؟! .... )
افتر ثغرها عن ابتسامة أنثوية بطبيعتها فتابعت
( بداخلك سعادة بهذا الإنجذاب .... تظل الفتيات ذوات سحر خاص بالنسبة لك ... الى أن تأتِ واحدة مخالفة لكل توقعاتك و خبراتك ... ستنسف ثقتك و تعبث بغرورك .. و تجعلك تدور حول نفسك بعد أن تكون قد أهلكت من الدوران خلفها ...... )
ضحك محمد عاليا حتى دمعت عيناه ... ثم قال من بين ضحكاته
( أعدك أنها لو ظهرت بالفعل تلك الغامضة المجهولة .... فسأديرها كخاتمٍ في إصبعي ... )
كان دورها لتضحك عاليا مبددة بعضا من إحباطها بشأن النتيجة الفاشلة من تلك الحصة ... ثم تابعت تقول بإستفزاز
( أتمنى أن تطول صداقتي بكرمة لا لسببٍ محدد سوى كي أراك واقعا في غرام تلك المجهولة تتوسل منها نظرة رضا فلا تجبك ..... )
تعالت ضحكاتهما ... فلم يلحظا أمينة و هي تدخل الى الغرفة متجهمة الوجه عاقدة حاجبيها تراقبهما بعدم رضا الى أن قالت في النهاية بصوتها الخشن
( الله الله ..... تغيرت الدراسة عما كنت أراه أثناء دراسة والدك !! ..... أصبحت الدراسة الآن أكثر ليونة )
زمت بشرى شفتيها و هي تدير وجهها جانبا ممتنعة عن الرد إحتراما لوجودها في بيت كرمة الا أنها تعرف حق المعرفة أن تلك السيدة العجوز لا تحب وجودها بين جدران هذا البيت ....
تكلم محمد قائلا ببساطة و كأنه لم يلحظ جفاء أمينة
( هذا لأن حاتم لم يجد أي أنثى تدرس معه في البيت حتى و إن كانت عنزة ..... لو وجد فسيكون راضيا و تصل ضحكاته الى جيران الجيران ... )
لم تضحك أمينة بل رمقت بشرى بنظرة عابسة مدققة و هي ترد من بين شفتيها الجافتين
( مؤكد .... من ذا الذي لا يسعد و تنتفخ أوداجة من درسٍ كهذا !! ..... )
زفرت بشرى نفسا غاضبا خفيا دون أن تبادلها الإهانة .... بينما لم يبد على محمد ملاحظة أي شيء وهو يلتفت الى بشرى قائلا بمودة
( لما لا أحضر لكِ مشروبا باردا عله يبرد القليل من المس الكهربائي في عقلك و الذي تسبب في قفلة تعيق من عملنا ..... )
أومأت بشرى برأسها شاردة و عيناها على عيني أمينة المدققتين بها بتجهم ... ثم لم تلبث أن رفعت ذقنها بصلف و هي تقول ببرود
( لما لا نتابع نحن بينما تذهب أمينة و تحضره ؟ ...... )
احمر وجه محمد قليلا بينما ازداد العبوس تعقيدا على ملامح أمينة المتقدمة في السن , الا أن محمد تدارك الأمر و نهض قائلا بسرعة
( بل سأحضره أنا ...... فأنا في حاجة لفاصل .... )
ابتعد محمد خارجا من الغرفة بينما بقت أمينة واقفة مكانها تراقب بشرى الجالسة مكانها بصمتٍ تبادلها النظر ببرودٍ زائف حتى شعرت بعدم قدرتها على خوض المزيد من حرب النظرات تلك فتململت و هي تخفض وجهها الممتقع تتلاعب بأصابعها بعصبية .... و حين سمعت حركة ثقيلة رفعت عينيها ففوجئت بإمينة تنصرف دون أن تضيف أي كلمة !! ...
بقت بشرى مكانها تنظر الى اختفاءها بوجه شاحب ... ثم زفرت بقوةٍ نفسا متوترا مشحونا محملا بكافة الضغوط المحيطة بها ..
لماذا تعاملها تلك المرأة بهذه الطريقة الفظة و تنظر اليها نظرة احتقار ؟! ..
هل يعقل أن تكون كرمة قد قصت ماضيها بتفاصيله عليها ؟! هل يعقل أن تكون قد فضحتها بهذا الشكل ؟! ...
امتقع وجهها بشدة من هذا الإحتمال فشعرت بجدران الغرفة تطبق على صدرها مما جعلها تنهض من مكانها تتجول قليلا حتى خرجت ببطىءٍ تتأمل البيت الجميل ... كل ركن به يعطي احساسا بالنظافة ... رغم أن شقتها دائما نظيفة , لكنها لا تعلم ما سر نظافة البيت عن غيره ! ...
توقفت مكانها و هي ترى حاتم يجلس على أحد الكراسي الوثيرة في ركنٍ بعيد وهو يطالع بعض الأوراق عاقدا حاجبيه ثم نادى بصوتٍ عالٍ وهو ينظر حوله يبحث عن شيء ما
( كرمة ......... كرمة .... )
خرجت كرمة من المطبخ مسرعة و هي تقول متذمرة
( ماذا ... ماذا يا حاتم أخفض صوتك , فمحمد و بشرى يدرسان بالداخل .... )
أجابها حاتم ببساطة
( أين هاتفي أريد اجراء عملية حسابية ؟ ....... )
مطت كرمة شفتيها و هي تجفف شفتيها قائلة بإمتعاض
( بالله عليك يا حاتم تناديني كي تسألني عن مكان هاتفك ؟! ...... رأيته فوق طاولة الزينة , قل ما الذي تريد حسابه ؟ ..... )
ضحك وهو يقول مستفزا
( لا داعي لإستعراض مهاراتك الحسابية , يمككني حسابها لو أردت أسرع منك لكنه الكسل فقط لا غير ... )
تمايلت كرمة حتى سارت اليه فأبعدت الأوراق عن ساقيه و جلست عليهما براحة و كأنه مكانها المعتاد دون استئذان و دون حتى أن يندهش هو و كأنه المقعد الخاص بها ... فراهنته قائلة بترفع
( اذكر العملية الحسابية و ليحلها كلا منا عقليا دون ورقة و قلم ..... لنرى من ينهيها أسرع ... )
سألها حاتم رافعا ذقنه وهو يداعب شعرها
( و الفائز .... ماذا يربح ؟ .... )
مدت اصبعها تضغط أنفه بقوة قائلة
( لو أنا من ربحت , تخرج حالا لتحضر لي المخبوزات المحلاة بالسكر ....أما لو ربحت أنت .... )
أمال وجهه وهو يسألها بتحدٍ
( نعم !! .......... )
ابتسمت بخبثٍ و هي تنظر الى عينيه ببريق عابث فرفع حاجبه منتظرا بلهفة ... مما جعلها تقول بوعد
( أعد لك على العشاء البيض المقلوب الذي تحبه .... )
تنهد حاتم محبطا ليقول وهو يداعب رأسها
( كرمة حبيبتي يا قطعة السكر متى تتوقفين عن التفكير في الأكل ولو قليلا ؟! .... أنت حتى تحلمين به ... هل أنا أحرمك من شيء ؟ ... صدقا هل أعمل على تجويعك كي يكون الأكل بالنسبة لكِ هو الثواب و العقاب في هذا البيت ؟ ..... )
رفعت كفيها تقول بإلحاح
( أحب الأكل .... أعشق متعة الأكل .... إنه أكثر الأصدقاء اخلاصا , إنه رفيقي في الحزن و الفرح و الوحدة و شريكنا في جميع أعيادنا و مناسباتنا الأسرية .... )
ضحك حاتم وهو يداعب وجنتها قائلا ....
( تحولت وجنتاكِ الى كعكتي سكر في استدارتهما ........ )
عبست كرمة و هي تقول بصرامة
( كفى مزاحا بهذا الشأن يا حاتم ...... زاد الأمر عن حده و بات ماسخا دون طعم ... )
وضع قبضته على فمه وهو يكتم ضحكة مغمضا عينيه فأدركت أن حتى تشبيهاتها الغاضبة لها علاقة بالأكل ... فنظرت الى حاتم ببلادة بحاجبين مستقيمين وهو يهتز ضحكا مغمضا عينيه دون صوت فقالت ببرود
( حسنا أدرك أن هناك مزحة سمجة أخيرة تريد القائها .... قلها ولننتهي ... )
فتح عينيه وهو يقول من بين ضحكاته المكتومة
( ليست وجنتاك فقط التي تشبه كعكات السكر بل ....... )
قاطعته كرمة بصوتٍ جليدي
( كفى ....... انتهينا ........ فهمنا أن مراكز الثقل تغيرت قليلا بعد الإنجاب لا داعي للتكرار ... )
أغمض حاتم عينيه مجددا وهو يقول من بين ضحكاته
( لم تتغير بسبب الإنجاب بل بسبب كعكات السكر ......... )
مطت كرمة شفتيها وهي تنظر اليه ممتعضة ثم قالت ببرود
( هل انتهيت ؟! ...... حقا , لأن لدي عمل كثير في المطبخ لو لا تمانع .... )
رفع حاتم الأوراق ضاحكا وهو يمليها عملية حسابية كبيرة ضاقت عيناها و هي تركز بها مغمضة عينيها تحرك شفتيها مع كل رقم يذكره ... و ما أن انتهى حتى نظر الى الورقة مجددا كي يقوم هو أيضا بحسابها مغمضا عينيه ...
بدا كلا منهما في تلك اللحظة كمن يعاني مرضا عصبيا وهو ضغط أسنانه يكاد يعتصر عقله سريعا .. الى أن صرخت كرمة في النهاية بالرقم الأخير فاتحة عينيها ببريق انتصار مما جعل حاتم يفتح عينيه هو الآخر عاقدا حاجبيه ... ثم قال بفظاظة
( انتظري كي أنتهي .... فربما لم يكن جوابك صحيحا , حينها سأكون أنا الرابح .... )
أغمض عينيه مجددا وهو يبدأ في حسابها من البداية متمهلا بينما وضعت كفا فوق أخرى متنهدة بملل الى أن انتهى أخيرا ففتح عينيه ينظر اليها عابسا .... مما جعلها تقول بنبرة انتصار وهي تشير اليه بإصبعها
( نفس الإجابة .... صحيح ؟؟ ..... اعترف ..... )
ظلت ملامحه متجهمة الى أن قال في النهاية مستسلما بحنق
( نفس الجواب ........ أنتِ قمتِ بإلهائي عمدا فتشوش تفكيري .... )
رفعت قبضتها و هي تهتف منتصرة ... مخرجة لسانها له فقال متذمرا
( كفى لا تكوني طفلة .... هذه العملية يتقنها محمد .... انضجي قليلا ... )
الا أنها مدت أنفها حتى لامس أنفه و هي تقول بسعادة مغيظة
( هيا يا بطل , اخرج لتحضر المخبوزات .... أريدها كلاسيكية بالسكر , و لا أريد المغطاة بالشوكولا ... )
ظل ينظر اليها بطرف عينيه غير راضيا .... فقالت بدلالٍ و كأنها تعامل طفلها
( حسنا لا تغضب الى هذا الحد .... سأعد لك البيض المقلوب في العشاء بكل عدم نزاهة .... )
لم يستطع التجهم أن يصمد طويلا أمام هذا هذا الدلال السخي من أجمل مخلوقةٍ عرفها يوما .... فقال بصوتٍ أجش خافت
( تلك الذكريات الصغيرة بيننا ... تغزلين منها حكاية لا أمل قرائتها كل يوم ولو مرت سنوات و سنوات .. )
اتسعت ابتسامتها أمام عبارته الخفيضة .... فسألته بصوتٍ دافىء
( لماذا تحبني يا حاتم ؟ ......... أعني لماذا بهذا القدر ؟! أتسائل دائما .... )
مد يده ليحيط بها وجنتها قائلا
( لم تملي السؤال حتى يومنا هذا .... و لن أغير الجواب , لأنك حبيبتي ..... فقط .. هذا هو الجواب الوحيد الذي أملكه .... )
همست كرمة قائلة بجدية و هي تلمس وجنته
( ربما أكرر السؤال لأسمع الجواب مرة بعد مرة ...... لم أخبرك من قبل أنني أحب الجواب و يجده قلبي كافيا ..... )
داعبت أصابعه خصلة ملتفة حول فكها ثم تنحنح قائلا بجدية
( عماد يرسل اليكِ بتحياته .......... )
ارتفع حاجباها و هتفت بمودة
( حقا !! ...... هل راسلك مؤخرا ؟ .... هل أبلغته تحياتي أنا أيضا ؟؟ .... )
شعر حاتم بالرفض داخله الا أنه قال بجفاء
( سيعود الى البلاد في زيارة سريعة و يريد لقائنا ...... )
تشبثت كرمة بقميصه هاتفة بسعادة حقيقية
( لا تمزح ..... أستاذ جميل قادم و سنراه ؟! يالهي كم اشتقت اليه ...... متى سيكون هذا ؟ ...)
زم حاتم شفتيه وهو يخفض عينيه رغما عنه , ثم قال بصوتٍ جاف
( هذا تحديدا ما يجعلني لا أرغب في مقابلته و أنتِ معي ...... )
رفعت كرمة حاجبيها و هي تسأله بدهشة
( ألازلت تغار منه يا حاتم ؟! .... صدقا ؟ ..... بعد كل هذه الفترة يا رجل لازلت تعاني هذا الهوس ؟! .. )
رفع عينيه الغاضبتين اليها و قال من بين أسنانه
( لأنه ليس الأستاذ جميل يا كرمة ..... إنه لقب تطلقينه على رجلٍ غيري من شدة إعجابك به .... و مقدار المودة هذه لا تروق لي حتى بعد كل هذه الفترة ..... )
تنهدت كرمة مبتسمة و هي تتابع ملامسة فكه قائلة
( آه يا حاتم ...... من منا يجب عليه أن ينضج الآن ..... الا تعلم أنني أضفت الى قائمة أسباب امتناني له , مهمة تعريفي بك لأول مرة ؟ ..... ثق بنفسك يا حبيبي فلا رجل يماثلك عندي مكانة .... مطلقا , مهما بلغ امتناني له .... )
رفع ذقنها بأصابعه ينظر الى عينيها هامسا بخفوت
( حقا ؟ ...........)
لم تتنازل للرد ... بل ابتسمت تهز رأسها بعدم تصديق قبل أن تنحني اليه و تحيط عنقه بذراعيها لترتاح على صدره قائلة بتنهيدة قوية
( مجرد سؤالك سخافة ......... )

أنت تقرأ
مشاهد اضافيه من روايتي بعينيك وعد و بأمر الحب🌺 بقلم تميمة نبيل 🌺
عاطفية"لا أحد يتغير فجأة ولا أحد ينام ويستيقظ متحولاً من النقيض للنقيض ! كل ما في الأمر ! أننا في لحظة ما ! نغلق عين الحب ونفتح عين الواقع! فنرى بعين الواقع من حقائقهم ما لم نكن نراه بعين الحب! في عين الحب." محمود درويش