" ليت الماضي يتركنا نحيا بعد رحيله ..... أما كفاه العمر الذي ضاع بين أحزانه !!
( كيف تتجرأ على خيانة أخت سيف الدين فؤاد رضوان ... و مد يدك عليها ..... )
لم يحاول يوسف رد الضربات مطلقا, و كأنه ينتظر الى أن ينتهي سيف و يفعل كل ما يريد فرفع قبضته مجددا, الا أن ورد صرخت بذعر( لا تفعل يا سيف أنا من طلبت منه ذلك رفضاً مني لحقوقه .......)
تسمر سيف مكانه ذاهلا .. و كأنه يسمع شخصا آخر, غير أخته .......شخصا مختل العقل والأخلاق و حين وجد صوته, لم يكن سوى همساً قاتماً غير مصدقاً
(ماذا قلت للتو .!؟..... )لم تشعر ورد بالخزي في حياتها كما شعرت به في تلك اللحظة, ليس سيف وحده هو من لم يصدق ما سمع ... بل هي أيضاً لم تصدق أنها اعترفت للتو أمام شقيقها !!
لكن منظر يوسف أمامها وهو يتلقى تلك الضربات أمام عينيها و سيف كالمجنون, لاشيء قادر على إيقافه جعل لسانها يصرخ دون وعي أو تفكير منها ... و بعد أن فعلت أدركت مدى شناعة القول....... ليس القول فقط ... بل مدى شناعة هذا الإذن الذي أعطته لزوجها منذ عام !!.....
حين نطقت به معترفة, تلاه ملامح سيف المصدومة ... أدركت أنها قد وصلت بمطلبها هذا إلى منحدر
الأخلاق ..... و أنا لم تعد انسانة طبيعية إطلاقاً, لكن متى كانت طبيعية !! ...
لطالما كانت خبيثة النفس في نظر الجميع...... و على ما يبدو أنهم جميعاً محقون.....طالت منها نظرة رغماً عنها إلى يوسف ... و حينها وقع قلبها أرضاً عند قدميها !!كانت ملامحه مختلفة, و كأنه غريباً عنها تماماً...
لم تكن الملامح المبتسمة و العينين اللتين تحملان المزاح بإستمرار في أوقات الصفاء....... أما في أوقات الخصام فكان المزاح يتحول إلى سخرية ... ...
لكن الآن, عيناه كانتا مظلمتان و ملامحه يائسة بغضب ... و كأنه لم يتخيل أن تنطق بهذا مثلها, بل و أكثر منها !!.....
حتى أنه كان يهز رأسه نفياً بصورة خفية......إشارة الرفض الغاضب لما قالت !! .....نظرته و ملامحه الغريبة جعلتها تدرك أي حماقة اقترفت, فأغمضت عينيها مصممة أنا تقف هنا بكل الخزي المحيط بها دون أن تفتحهما لحين انقشاع تلك الغيمة السوداء....هدر سيف فجأة غاضبا مما جعلها تنتفض مذعورة دون أن تفتح عينيها(لماذا خرس لسانك الآن!!....أعيدي ما نطقتِ به للتو....)
كانت ترتعش كفتاة صغيرة السن,فبدت مثيرة للشفقة...ولم تستطع النطق,ولم تدِر كيف ستتخلص من هذه المحنة...لكن صوت يوسف ارتفع فجأة و هو يقول بهدوء لايحمل أي من سخريته أو مزاحه المعتاد
(أعتقد أنه من الآفضل أن تخرج الآن وتترك لنا بعض المساحة من الخصوصية إن لم يكن لديك مانع....)
و كأن بكلماته التي حملت نبرة الأمر و الإستعلاء قد فجر المتبقي من غضب سيف, فإستدار إليه و هتف بعنف رافعاً قبضته ينوي لكمه مرة أخرى
( لترى ماذا سأترك لك .........)لكن يوسف كان أسرع منه هذه المرة, فأمسك بمعصم سيف المرتفع, وهو يقبض بكفه على مقدمة قميص سيف يدفعه حتى ارتطم بالجدار من خلفه, ثم قال من بين أسنانه بغضب
أنت تقرأ
مشاهد اضافيه من روايتي بعينيك وعد و بأمر الحب🌺 بقلم تميمة نبيل 🌺
Romance"لا أحد يتغير فجأة ولا أحد ينام ويستيقظ متحولاً من النقيض للنقيض ! كل ما في الأمر ! أننا في لحظة ما ! نغلق عين الحب ونفتح عين الواقع! فنرى بعين الواقع من حقائقهم ما لم نكن نراه بعين الحب! في عين الحب." محمود درويش