4

2.3K 58 1
                                    

المشهد الرابع :
استند على مرفقه يراقبها في نومها.... و كم بدت كلوحة جميلة......لوحة لم يملها و لن يفعل يوما....
على الرغم من شدة غيظه من مدى انشغالها
بعملها و بطفلتهما مؤخرا.... و سقوطها في
نوم عميق فور نوم " حياة " بعد عناء ....
كل ليلة يمني نفسه بوقت يجمعهما بعد نوم
الطفلة ... وقت حميمي دافى كذلك الذي
اعتادا تشاركه بنعومة بعد تزوجا من جديد ...
على الرغم من كل العاطفة الجامحة التي
جمعتهما في بداية زواجهما الأول... الا أن
بالنسبة له , فهناك شيء آخر ظلل علاقتهما
بعد زواجهما الثاني...
شيء أعمق من أن يستطيع تفسيره.... و كأنه يتلذذ بالتمهل في كل لحظة يقضيها معها
و كأنه يختبر هذا الشعور الدافى و الذي يتزايد
معها اعتاد قربها
لكن منذ وصول " حياة" سالمة الى أرض
زواجهما........ وهو لا يكاد أن يرى وعد من الأساس....
فلقد عادت لعملها منذ الشهر الأول .... تحديدا
بعد أربعين يوما من الولادة...
هذا دون ذكر التصاميم , التي انشغلت برسمها خلال فترة نفاسها........كانت كمن تحترق على صفيح ساخن و هي تظن أن عملها سينهار إن
ارتاحت قليلا خلال فترة النفاس بالأمر
فبعد شجار عنيف بينها و بين أحد التجار على دفعة مالية متأخرة و شعورها بالدوار و ارتفاع درجة حرارتها......... قام هو باستخدام سلطاته كزوج و قام بحجزها في البيت لمدة أربعين يولم كاملا الي أن اطمئن عليها.....
بالنسبة لما يخص عملها أو يهدده تتحول
وعد الى وحش لا يرحم....
وهذاما هو غير قادر على تطويعه بها حتى هذه اللحظة
تنهد سيف بخفوت مشتاق وهو يرفع يده
ليلامس بها فكها الناعم أثناء نومها ......
لقد وعدته بالبقاء مستيقظة هذه الليلة بعد نوم
حياة.... لكن لا حياة لمن تنادي....
اقترب بوجهه منها و همس بالقرب من أذنها
بنعومة
( وعد...... وعد....)
لم ترد عليه كما توقع .... فحينما تكون نائمة
فاغرة الفم , فهذا يعني أنها قد وصلت للدرجة
الرابعة من السبات على الأرجح.... و تلك
الدرجة تطلب عدة اجراءات كي يتمكن من ايقاظها....
لذا رفع اصبعه الى خصلة شعر ناعمة كانت منسدلة على جبهتها , يبعدها عنها برفق وهو ينادي مجددا بصوته العميق المحبب ( وعدي آه يا وعدي.... استيقظي..... ) لكن كل ما حصل عليه هو صوت شخير هادى منتظم عقد سيف حاجبيه وهو ينظر اليها بغضب و .... هذا هو ما كان يخشاه , فحين يصدر صوت شخيرها الخافت
فهذا يعني أنها في أقصى درجات ارهاقها....
و أنها في الدرجة السابعة من السبات ....
ابتعد سيف عندها قليلا وهو يقول بصوت
أجش خافت...
( حسنا..... يجب اللجوء لبعض القسوة ....... )
مد يده يتلمس خصلة الشعر مجددا , قبل أن
يدسها تحت حافة الطاقية الروسية ذات الفراء
و التي ترتديها نظرا للجو البارد.... فهي لا
ترتاح الا بتغطية أذنيها في مثل هذا الصقيع....
قال لها عاقدا حاجبيه
( بالله عليك من أين حصلت عليها
و دون تردد.... أمسك بالطاقية و نزعها عن
رأسها بقوة لدرجة جعلت عنقها يلتوي فتأوهت
منزعجة بعد أن وقع رأسها على الوسادة
مجددا..... لكنها هدأت بعد لحظة و عادت
للشخير مجددا ...
ألقى سيف الطاقية بعيدا على امتداد ذراعه و
نظر الى وعد بقنوط....
ثم لم يلبث أن ضحك بخشونة وهو يقول
( و أنا الذي سررت بقرارك بنوم " حياة " في
غرفة منفصلة منذ اليوم الأول و فعلى الرغم
من قسوة قلبك ... و برود أعصابك .... الا
أنني ظننت أن هذا لن يسمح لك بالإنشغال بها
عني..... لم أظن أنك ستتحولين الى كائن
البيات الشتوي بهذه الطريقة ..... )
لم يبدر منها أي علامة تدل على أنها قد
سمعته من الأساس ..... فزفر بقوة و قال
مهددا
( وعد.... استيقظي قبل أن أصبح اكثر
صرامة و لن تعجبك النتائج ..... )
لكن مجددا ... لا حياة لمن تنادي ٠٠.٠٠
حينها طفح به الكيل , فاستقام جالسا , لكن لا
لينهض .... بل انقلب على الجهة الأخرى ....
بجوار قدميها , فرفع الغطاء عنهما , و دون
تردد أمسك بالأولى , ينزع عنها جوربه
الصوفي الذي ترتديه .... و القاه بعيدا .... ثم
أمسك بقدمها الثانية , ليخلع الجورب الثاني....
و ترك قدميها في الهواء البارد ...... دون أن يغطيها
ما أن تبرد قدماها , حتى تستيقظ على الفور , وتلك هي الخدعة التي يعرفهاعنهاجيدا و يستخدمها عند اللزوم....
لكن على ما يبدو أنها قد اكتسبت جلدا سميكا
بعدالولادة فهي حتى الآن لم تستيقظ من النوم.... بل ازداد انفراج شفتيها ,.....
زم سيف شفتيه , ثم نهض من الفراش و اتجه
الى النافذة ففتحها قليلا حتى تطايرت الستائر
من هواء ليل الشتاء الجليدي ..... و استدار
ينظر الى وعد التي بدأت تتململ بضعف و
ترتجف ... محركة قدميها , تبحث عن
الغطاء .... فجرى ....اليها و سحب الغطاء عنها بالكامل , قبل ان تستطيع تغطية قدميها به ...
و تركها في العراء ..... ثم وقف ينتظر.......رافعا حاجبه مترقبا.....
مستعدا لأن يقوم بالخطوة الأخيرة في طريق ايقاظها .... ان لم يفلح كل هذا......
اخذت وعد تلتف حول نفسها في وضع
الجنين . مرتديه احدى مناماته الرياضية
الشتوية الضخمة كي تدفئها اكثر .... .... بينما
بدأت تفرك قدميها الباردتين ببعضهما....
فابتسم سيف لقد بدأت تسيقظ
كان خائفا و فعلى الرغم من أن لا شيء
سيردعه عنها هذه الليلة الا أنه كان
خائفا , من أن تصاب بالبرد فإن لم تستيقظ
خلال خمس ثوان اضافية سيضطر الى
غلق النافذة ... و حينها ستنام للأبد
ضيق عينيه بشدة وهو يعد هامسا
(واحد ...... اثنان .... ثلاثة ...... أر ..... )
لكنه لم يتابع فقد بدأت ترمش بعينيها و هي
تقول بأسنان مصطكة
أنا أحلم ..... هذا حلم ....... سأستيقظ منه.
اتسعت ابتسامة سيف وهو يستدير شاكرا
ربه ليغلق النافذة , ثم عاد اليها وهو يقول
بمحبه و بصوته الخافت
( بماذا تحلمين ؟!! ............. )
كانت تحاول فتح عينيها بكل قوتها.... الا
أنهما تنغلقان بقوة جبرية و هي تهمس بارتجاف
( أحلم أنني أرقد في ثلاجة ضخمة ..... و حولي دجاج مستورد مجمد .....) ضحك سيف بنعومة , قبل أن يستلقي بجوارها لينحني اليها و يقبل وجنتها هامسا...
( و هل أنا معك بين الدجاج المجمد؟؟ )
حاولت وعد فتح عينيها بضعف فانحنى اليها
سيف مجددا ليقبل شفتيهاوهويهمس
بصوت أجش مزمجر
( هل كنت لأقبلك هكذا ... إن كنا بين الدجاج
المجمد!! ...... الا تشعرين بحريق قبلتي !! ..... )
قبلها مجددا دون أن ينتظر منها ردا وهو
يضمها اليه بحنان وقوة .....
تعمقت قبلته و لمساته أكثر بعد شوق أيام و
ليالي... الا أن وعد كانت قد فتحت عينيها و
استفاقت أخيرا ...
فبدت مرعبة في استفاقتها
ضربته بكل قوة في صدره و عضت شفته و هي تهتف
( كنت أعلم ...... كنت أعلم أنك السبب في هذا
الكابوس , تبالك ياسيف..... كادقلبي أن
يتوقف من شدة البرد.... )
الا أن سيف , لم يجفل , فلقد اعتاد
فظاظتها.... و عشقها , فانحنى اليها يقبل
موضع قلبها وهو يقول مازحا بحنان
( سلامة قلبك .... الذي هو قلبي ...... )
الا أنها ضربته مجددا و هي تهتف به ضاغطة
على أسنانها محاولة انتزاع نفسها من بين
ذراعيه بقسوة
( الا تخجل من حالك ؟!! ..... الا يكفي أنك
حاولت ايقاظي آخر مرة , بان سددت أنفي بين
إصبعيك !!! .... ماذا تفعل ؟ هل تحاول قتلي؟!! )
عقد سيف حاجبيه وهو يقول بحدة مبررا
( ماذا أفعل معك إن كنت تنامين كالدببة في
بياتها الشتوي!! ....... انت لا تستيقظين الا
بضرب رأسك في مؤخرة السرير ... )
ضربته على كتفه مجددا و هي تهتف من بين
أسنانها ...
( و هل تدفع لي إيجار السرير ؟! ..... لأنام
كما أريد أن أنام ..... ما دخلك أنت ؟!! ....)
ارتفع حاجبيه من شدة الغضب و هتف بها
بقوة مماثلة
( بل دخلي و نصف........ أنا زوجك و لي
حقوق عليك بينما أنت تتغابين ........ )
اتسعت عينا وعد و هي تنظر اليه ذاهلة
لتسأله بهدوء
( هل أنت عديم الضمير الى هذه الدرجة؟!! ...
.. مستعد لقتلي في سبيل نيل حقوقك؟!! ..
......أنا لا أصدقك حقا..... )
انعقد حاجبي سيف و هو يقول مزمجرا بنفاذ
صبر
( وعد!! ..... لا تضيعي الوقت رجاءا....
فجرس الإنذار الذي انجبتيه , سينطلق خلال
نصف ساعة على الأكثر..... )
قالت وعد بغضب ....
( لا تنعت طفلتي بجرس انذار....... إنها
كالبدر في جمالها....)
عبس سيف وهو ينظر اليها بطرف عينيه
( ألم تسمعي صوت بكائها ؟!! .... يكاد
يصيبني بانهيار في الأعصاب)
فغرت وعد شفتيها و هي تنظر اليه , ثم هزت
رأسها و هي تقول بعدم تصديق
( أنا حقا لا أصدق ...... لا أصدق أنك تتكلم
بتلك الصورة عن أول أطفالنا..... )
قال سيف يقاطعها بهدوء حازم وهو يتخلل
خصلات شعرها بأصابعه
( و آخرهم .......... )
رفعت وعد إصبعها محذرة و هي تقول بحدة
( سيف ..... لن نتكلم في هذا الأمر
مجددا ........ لقد وعدتني أن  )
مد سيف يده بسرعة ليقبض على اصبعها
المحذر ثم قال بجدية
( وعدتك الا أتكلم في الأمر قبل عامين ......
لكنني لم أقطع وعدا غيره , بعد عامين ان شاء
الله , فلنعاود الجدال من جديد ..... )
أظلمت عيناها قليلا و هي تقول بخفوت بطيء
( سيف ...... هل تحب " حياة  ؟؟)
ظلت عيناه تنظران الى عينيها الحزينتين , ثم
لم يلبث أن ابتسم بخبث وهو يقول ببطى
خافضا صوته يقلدها
( وعد..... هل أنت غبية ؟!! ........ )
مطت وعد شفتيها و هي تقول بدلال بينما بدأت
تميل اليه باستكانة
( أشعر أنك تحبني أكثر منها......... )
قال سيف بمنتهى البساطة
( و هذه حقيقة ............. )
عقدت وعد حاجبيها و قالت بقنوط و هي ترفع
كفها لتلامس بها فكه بنعومة
( لكن هذا لا يرضيني ........... )
رفع سيف اصبعها الذي كان لا يزال ممسكا
به و الى شفتيه ليقبله بنعومة و هو يقول بخفوت
( لكنه يرضيني ........ أنت أولا ....... ثم هي ٠٠٠٠)
ابتسمت بجمال بينما زال الغضب عن
وجهها تماما لكنه ظل مرهقا... باهتا....
فلامسه سيف بشفتيه , يتنعم بتلك النعومة التي
افتقدها مؤخرا  ثم همس في أذنها
( تبدين شاحبة للغاية...... حتى الوزن الذي
اكتسبته أثناء الحمل , سرعان ما فقدته خلال
الأربعة أشهر الماضية ...... )
ضحكت وعد و هي تندس بصدره اكثر هامسة بخبث
( كنت سعيدا بتلك الإمكانيات الأنثوية ..... لكن
خابت آمالك , اعذرني ان كنت جافة القوام
كالأرض القاحلة ..... )
مد قبضته ليسد انفها باصبعيه وهو يقول مهددا
( لا تسخرين من زوجتي بتلك الطريقة )
شهقت وعد من فمها كي تتنفس , بينما ضربت
كفه هاتفة
( توقف عن حماقتك تلك )
ضحك برقة وهو يميل اليها ليضمها اليه
بقوة , ثم قال بجدية
وعد ...... أنت ترهقين نفسك في العمل أكثر
من اللازم , أنت الآن زوجة وأم.... لديك
مسؤوليات و بيت .... و الأهم من ذلك لديك
صحتك كي تهتمين بها..... )
رفعت وجهها تنظر اليه بارتياب ثم قالت
بحذر
(ماذا تقصد ؟؟ ...... هل تقترح أن أترك العمل مثلا ؟!! ......... )
هز سيف رأسه نفيا و قال بإصرار
( بالتأكيد لا أريدك أن تتركي عملك و
مشروعك الذي عملت على انجاحه بكل
جهد .... لكنك تتعبين نفسك أكثر من
اللازم لقد عدت للعمل بعد الشهر الثاني
فقط من الولادة....)
قالت وعد و هي تستند بكفيها كي تجلس
بجواره قائلة بجدية
أنت تعرف أن صاحب العمل الخاص عليه أن يراعي ماله ..... خاصة حين يتعلق الأمر .
(بالسوق و الزبائن.... لا أحد سيهتم بالمعرض
مثلي ... و ما أن أبتعد عنه حتى يبدأ مؤشر
النجاح في الإنخفاض.... )
قال سيف بصلابة
( سأوظف لك من ينوب عنك في كل شيء ........ )
قالت وعد بهدوء
( ستوظف من يهتم بالحسابات.... و شراء
الخامات .... و من يتعامل مع طلبات
المصانع ... و من يشرف على العاملات
بالمعرض و ماذا عن التصميم ؟؟  هل
ستوظف من تصمم غيري ؟!! ..... اذن ماذا
سيكون دوري أنا؟!! ....... تحصيل العائد فقط ؟)
قال سيف محاولا اقناعها
( هذه هي سنة الحياة.... تتعبين , حتى يقف
عملك على قدميه., ثم تبدأين في الراحة
مستمتعة بالربح خاصة و أن لديك الآن
طفلة تحتاجك )
رفعت وعد وجهها و هي تقول بقوة
( طفلتي لن ينقصها حق واحد من
حقوقها ........ بل أنا قادرة على رعاية طفلين غيرها و سأعمل على تربيتهم كما أتمنى...
سأعلمهم قيمة العمل و كسب القرش قبل حتى
أن ينتهي تعليم كل منهم.... حياة ستتعلم مني
أوتبدأ عملها الخاص..... المهم الا تحتاج لأحد مطلقا , سأربيها أن تكون امرأة مستقلة ماديا , بنفس قدر اهتمامي بالتعليم ..... )
عبس سيف قليلا وهو يتأمل ملامحها الجادة الصلبة والتي لا تحمل أي اثر للمزاح.... ثم
سألها بخفوت وهو يحيط وجنتها بكفها
( لماذا؟؟ ...... لما كل هذا الإصرار ياوعد ؟!! ......... لما لا تكون مدللة أبيها و تحيا حياة مرفهة ؟؟
.... أنا أحاول جاهدا أن أضمن لكما حياة لا تحتاجان معها لأي عمل.... فلا تقلقي بهذا القدر
ازداد انعقاد حاجبيها و هي تقول بقوة
( ظروف الحياة غير مضمونة يا سيف .......
لا ضمان........ لا ضمان سوى أن تكون قدر كل
كبوة تمر بها ..... و أنا أريد لإبنتي أن تكون قوية البنيان لا مجرد فتاة مدللة كأختك مهرة فلقد ربيتها كما تقول و حققت لها كل مصادر الرفاهية , لكن ليس هذا ما أريده
لإبنتي.....)
كان سيف ينظر اليها نظرة غريبة ...... ثم قال بخفوت
( ما الذي يعيب مهرة ؟؟ ............ )
أغمضت وعد عينيها للحظة , ثم أخذت نفسا و هي تقول
( لا تفهمني بطريقة خاطئة يا سيف..... لم
أقل أن هناك ما يعيب مهرة لكنها تربت على
أن تكون كل رغباتها مجابة ..... وهذا ما
يجعل حياتها مع زوجها الآن عبارة عن سلسلة من المشاحنات.... فهي غير قادرة اطلاقا على
تحمل اي احتياج "
و ما ان ترتبك ظروفهما المادية قليلا حتى
تأتيك جريا و تطلب منك الدعم ...
.. و ما أن يعلم زوجها , حتى تنقلب
حياتهما رأسا على عقب ..... أنا لن أنسى
حتى الآن يوم خطبتها.... حين رأيتها للمرة
الأولى ..... كانت تبكي منهارة لمجرد ان
فستان الخطبة لم يعجبها .... لقد كادت أن
تصاب بالإغماء ...... )
كان سيف يستمع اليها صامتا بملامح
قاتمة ..... لقد ذكرته وعد بيوم كان يحاول
جاهدا أن ينساه .... أو يتناساه لأن هذا
اليوم بالتحديد , ذكراه تؤلمه.... و بشدة ....
حين يتذكر كم كان خسيسا معها....
أطرق سيف برأسه غيرقادرا على الكلام ....
فشعرت وعد بتأنيب الضمير و هي ترى أنها قد آلمته بكلامها الفظ عن أخته...
فاقتربت منه و هي تحيط عنقه بذراعيها هامسة له برجاء
( لا تغضب مني حبيبي ..... أنا آسفة , والله
آسفة..... لا عيب أن تكون الفتاة مدللة
شقيقها الوحيد , و مهرة من المؤكد ستنضج
يوم ما ...... لكن أطفالنا , أريد أنا تنشئتهم أقوياء .....)
رفع سيف وجهه ينظر اليها قائلا... مصححا
( طفلتنا طفلتنا )
مطت وعد شفتيها و هي تزفر بنفاذ صبر , ثم
قالت مغيرة الموضوع و هي تحاول اغواءه
كي يتوقف عن الكلام....
( قلنا أننا لن نفتح الموضوع قبل عامين .... و ها أنت تضيع الدقائق الثمينة التي لا نملك سواها الآن , في موضوع موعده بعد العامين.... )
ابتسم سيف بخبث ,. فعلمت أنها قد نجحت في جذب اهتمامه و اصابعه تتحرك فوقها بغزل صريح , لا يتطلب أي كلمات ... بل همهم لها
( هممم... حقا....)
أومأت له برأسها و هي تبتسم قائلة

مشاهد اضافيه من روايتي بعينيك وعد و بأمر الحب🌺 بقلم تميمة نبيل 🌺حيث تعيش القصص. اكتشف الآن