7 الجزء الثاني

1.5K 47 23
                                    

( استيقظي با بشرى حبيبتي , أنتِ بخير ... )
انتفضت بشرى شاهقة من نومها و هي تنظرحولها لترى أنها في غرفتها على سريرهاو بين ذراعي وليد فهمست لاهثة بخوف
( ماذا ؟! ما الذي حدث ؟ )
ضمها إليه أكثر وهو يقبل وجنتها قبلة طويلة هامسا بخفوت
( كنت تعانين من كابوس )
رفعت بشرى يدها إلى شعرها و هي تهمس بحيرة محاولة التذكر
( حقا !! لا أتذكر ... )
همس وهو يقبل جانب وجهها و قد أراح رأسها على كتفه ناظرا لعينيها الخضراوين الواسعتين خوفا

( لا باس حبيبتي أنا هنا , و أنتِ هنا بين ذراعي )
تنهدت بشرى تنهيدة طويلة ثم سألته بقلق
( هل صرخت ؟ )
أبعد شعرها عن جانب وجهها ثم قال بصوتٍ أجش خفيض
( ليس كثيرا أخبريني عن الكابوس ... )
هزت بشرى رأسها و هي تهمس له
( لا أتذكر شيئا )
دقق النظر في عينيها بجدية ثم سألها همسا
( ألا تتذكرين حقا أم أنكِ تخشين إخباري أما اتفقنا , أنني سأتفهم ... سأسمع ...سأبقى ... و سأحاول معكِ كل خطوة تتعثرين بها )
ابتسمت بشرى ابتسامة حزينة هي ترفع أصابعها الصغيرة لتمس بها ذقنه ثم همست
( صدقني لا أتذكر لكن لو كان نفس الكابوس القديم فلن يكون سوى عن )
صمتت للحظات و هي تستلقي على ظهرها فوق ذراعه محدقة في السقف فسألها وليد بصوتٍ أكثر خشونة و إختناقا
( عمن ؟ )
كانا يهمسان على الرغم من عدم وجود من يسمعهما , لكن و كأن الهمس كان يجعلهما يحكيان سرا بينهما و لا دخيل آخر ...ردت بشرى بصوتٍ فاتر بكلمة موجزة
( عنه لم يكرر السؤال , فعلى الرغم من أن ماضيها يضم ثلاث رجال ... ماضٍ يحرق قلبه دون رحمة لكن تلك الكلمة المكونة من ثلاث حروف لا تشير إليهم ... بل تشير إليه ...الحيوان و الذي لا ينتمي لأي فصيلة من الحيوانات الأكثر رحمة و نظافة عنه مد وليد يده يغطي بها وجنتها وهو يقرب وجهه من وجهها .. يسند أنفه إلى جانب
وجنتها الأخرى هامسا في أذنها
( اخبريني )

أغمضت عينيها و هي تهز رأسها نفيا بحركةٍ لا تكاد أن تكون ملحوظة ثم همست بصوتٍ بدا طفوليا جدا
( ليس أنت أنت الوحيد الذي لا أريد أن أحكي له كابوس مثل هذا )
انعقد حاجباه ألما ثم همس يسألها بصوتٍ أجش
( هل تعاقبينني يا بشرى ؟ تؤلمينني لأنكِ ترين أنني أستحق الألم عقابا !! ... )
فتحت عينيها و همست بسرعة و هي تمس قلبه بكفها

( أنا يا وليد !! كل ما أفعله لأنني لا أريد إيلامك , لكن على ما يبدو أنني لا أفعل سوى العكس دائما )
أومأ بوجهه وهو يهمس
( و أنا كذلك كل ما أفعله كان لمساعدتك وحمايتك , لكنني لم أتسبب سوى في شعورك بالنبذ و الوحدة ... )
ابتسمت بحنان و هي تقول مترجية
( لماذا نعاود فتح الموضوع مجددا ؟!! ألم نتصالح و نتعهد فتح صفحة جديدة ! ... )
نظر لعينيها و همس بجدية
( و ها أنا أبدأ أول سطر في الصفحةالجديدة احكِ لي عن كابوسك )

تنهدت مجددا , لكن تلك التنهيدة بدت و كأنها أنين جرح , ثم همست
( لا تجبر نفسك يا وليد هناك أشياء تفوق تحمل كل منا )
همس أمام وجهها بصوتٍ عميق , منبعه قلبه
( يؤلمني ماضيكِ يغضبني لن أنكر ,فسأكون كاذبا لكن ذاك الماضي الأبعد , لم تكوني ملامة فيه أبدا , يؤلمني نعم ... يؤلمني فيه ألم طفلة صغيرة تعرضت لأبشع انتهاك ...يغضبني , لأنني لم أكن هناك , أدافع عنكِ ...أحميكِ ... أقتله ... أمزق أعضاؤه ...)
ارتعشت بشرى ارتعاشة اشبه بإنتفاضة ... ثم همست بصوتٍ أجوف

مشاهد اضافيه من روايتي بعينيك وعد و بأمر الحب🌺 بقلم تميمة نبيل 🌺حيث تعيش القصص. اكتشف الآن