p12

277 11 3
                                    



تمر الايام بسرعة كبيرة كمرور أشعة الشمس عبر الغيوم
التي اخترقت زجاج تلك الغرفة
استيقظ بندقي العينين ليجد السرير بجانبه فارغ كما هو متوقع فهو ومنذ عدة أيام بات زوجه يخرج إلى عمله قبل استيقاظه ولا يعود إلى أن يكون جافله النوم

ملامحه بدت حزينه وبشدة أنه وبكل يوم يحاول اصلاح ما سببه من شرخ كبير بعلاقته مع زوجه من جديد
ولكنه في مرة يجد نفسه تائه في اغلاطه أكثر وهو حقا لايعرف مايجب أن يفعله

استقام ووقف ع شرفته وبدأ يعاتب السماء والهواء والشمس بدموعه الحارقة أنه كمن امسك بالجمر واضرم نارا بقلبه أو كمن امسك سيف ذو حدين كيفما امسك به يقوم بجرح قلبه واختراق صدره


من جهة عائلته وزوجه وحمايتهم من مصيبة قادمة ومن جهة أخرى من كان يظن به خيرا فكان ظنه إثما

وبدل أن يخطو خطوة واحدة تجاه زوجه أبعده عنه عشرات الخطوات

لازال يتذكر كيف افاق صباح ذلك اليوم وعندها لم يجده بجانبه

وعاود تكرار هذه الحالة إلى هذه الساعة

وما أوقف سيل افكاره دموعه ماهو الا صوت جيمين الذي دخل الغرفة وهو منذ ربع ساعة يقف ورائه

ينتظره

أن ينتهي حتى يكلمه التفت إليه لكنه كان مايجول بباله هو حضن يستند إليه ليفرغ مايقبع خلف سده من فيضانات وهذا ما فعله

هو من فوره ارخى ثقل جسمه بحضن القابع أمامه واجهش بكل جوارحه بالبكاء يديه تشد بالعناق اكثر واكثر


وما كان على جيمين إلا أن يواسيه حتى يهدأ ويفهم بعدها مابه ولكنه لم يكن يتوقع أن يفلت الآخر من حضنه ويقع أرضا ليكمل بكاؤه ونحيبه وهذا ما زاد القلق بقلبه عليه فراح ينبس بنبرة حنونة

تاي صغيري مابك لم البكاء

وكان الجواب ماهو الا شهقاته
عاود سؤاله لكن لافائدة الآخر مستمر بالبكاء دون أن يتوقف أو ينطق بشىء

أخذه باحضانه مرة أخرى وتركه لمدة هكذا حتى هدأ
وانتظمت أنفاسه عندها علم أن الصغير الباكي قد نام
حمله الىسريره وتحدث مخاطبا إياه

اتمنى لو أني اعرف مابك حتى أكون عونا لك اتمنى انت تكون بخير انت وجون

اتجه نحو الأسفل وأكمل ماكان يفعله

حل المساء بالفعل وتاي لم ينهض من فراشه منذ أن نام بحضن جيمين

فتُات القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن