مَعًا ضِْدَ العَالَم بِآسْرِه.

47 7 23
                                    

الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠١٨.

عقارب الساعة الآن تشير إلى الساعة العاشرة صباحًا.. وأما أنا؟
لا أزال في غرفة نومي، تحديدًا في زاوية الغرفة على الأرض الباردة. أحتضن جسدي المتألم وأبكي، فلم أنم طوال الليل. كل ما يسمع في الغرفة هو صوت شهقاتي الناعمة التي لم أستطع منعها.

يدي المرتعشة تغطي فمي، وأنا أحاول بكل ما أوتيت من قوة أن أمنع شهقاتي من الخروج.

لكن مهما حاولت، باءت كل محاولاتي بالفشل الذريع.

فشل كما أفشل دائمًا في كل شيء، فأنا لست سوى فتاة مثيرة للشفقة وفاشلة.

أفشل في كل شيء، حتى في أبسط المهام كمنع صوت بكائي البائس.

- مارڤين.

سمعت صوتًا، صوت والدتي، التي من المفترض أن تكون والدتي، لكنها بالنسبة لي ليست سوى وحش عديم الرحمة ومجرد من الإنسانية.

بصراحة، لم يتبقَّ سوى أن تناديني بالخادمة وليس مارڤين.

ما فائدتي في هذا المنزل "المثالي" على كل حال؟ أليست مهمتي هي التنظيف والطبخ وطاعة الأوامر كما لو كنت خادمة أو جارية؟

مسحت دموعي ورتبت ملابسي المبعثرة، ثم ذهبت مسرعة إلى المطبخ حيث كانت أمي تقف بجوار الرخام وتنظر إلي بصمت.

- ماذا هناك، يا أمي؟

قابلتني بجفاء بارد، ثم نطقت بكلمات حملت في طياتها الاستهجان.

- ألم أخبرك أن تغسلي الأطباق؟

عذرًا؟ لكنها لم تخبرني بشيء، لقد خرجت للتو من غرفتي.

- لكن...

رفعت يدها وقاطعتني بنبرة رافضة مليئة بعدم الرضا.

- بلا "لكن"، يا مارڤين، لقد أصبحتِ مهملة كثيرًا وتقصّرين في أداء واجباتك!

يا إلهي! سينفجر رأسي من تذمرها. أنا لم أستيقظ سوى الآن، ولم نتحدث، وهذه أول مرة أراها هذا اليوم.

بالطبع سأجاريها، فلا داعي لتضييع الوقت بالتحدث، فهي لن تستمع لي، وأنا لست مضطرة إلى التبرير.

أومأت لها برأسي ونطقت على مضض.

- حاضر، يا أمي.

نظرت إلي نظرة دائمًا ما أعجز عن تفسيرها، أهي نظرة غضب أم ماذا؟ لا أعلم حقًّا.

فِي مُـنـتَصـف الـلِـيـلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن