خطواتي كانت ثقيلة، كأنني أسير بسلاسل غير مرئية تُقيدني. القاعة أمامي كانت مضاءة بأضواء ذهبية براقة، وكأنها تحتفل بسعادتي المزعومة. لكن لا شيء في داخلي كان سعيدًا. فستاني الأبيض بدا وكأنه كفن، والموسيقى الهادئة لم تكن إلا نغمة جنائزية في أذني.
أمسكت والدتي بمعصمي بقوة، كما لو كانت تخشى أن أتراجع أو أهرب. لم يكن هناك سبيل للهروب الآن، الجميع يراقب، الجميع ينتظر.
رفعت بصري قليلًا، وهناك رأيته... نيكولاس، واقفًا أمام المذبح بجانب والده. عيناه كانت مظلمة كعاصفة، نظراته حادة، والغضب يتجلى في كل تفصيلة من ملامحه. لم يكن فقط غاضبًا... بل كان يشتعل غضبًا.
لم ينظر إليّ نظرة واحدة حتى، وكأن وجودي غير مرئي. كل عضلة في جسده كانت متوترة، يده مُطبقة في قبضة كما لو أنه يُحاول التحكم في نفسه.
أدرتُ رأسي قليلًا نحو والده، كان يقف بثقة، يُراقب كل شيء وكأنه سيد الموقف. لم أكن بحاجة إلى التفكير كثيرًا لأدرك أن هذه ليست رغبة نيكولاس، بل رغبة والده.
عندما وصلت إلى المنصة، شعرت بأنفاسي تختنق. الجميع صامت، يراقب، ينتظر هذه المسرحية أن تُكمل فصلها الأخير.
وقف القس في المنتصف، نظر إلينا بابتسامة ودودة، ثم بدأ يتلو كلماته المملة التي لم أكن أسمع منها شيئًا. كان صوت دقات قلبي أعلى من كل شيء آخر.
إلى جانبي، نيكولاس كان واقفًا بجمود، لم يُحاول حتى النظر إليّ، لكنه كان يتنفس بسرعة، وكأنه يُكافح ليُسيطر على أعصابه.
وأخيرًا، جاء السؤال الذي كنت أخشاه.
- آنسة مارڤين ويلسون هل تقبلين السيد نيكولاس سميث كزوجٍ لكِ وفقًا لعقيدة الكنيسة المقدسة؟
كل شيء حولي بدا وكأنه تجمد. شعرت بأنفاس الجميع تحبس في انتظار كلمتي. حتى الهواء أصبح ثقيلًا، خانقًا.
والدي، الذي كان يقف بجانبي، ضغط على معصمي بخفة، كتحذير واضح. لم يكن بحاجة إلى قول أي شيء، فقد فهمت الرسالة جيدًا.
نظرت إلى نيكولاس أخيرًا، وعندها فقط التقت أعيننا.
ألتقت أعيننا للمرة الأولى، عيناي الحمراء بسبب بكائي السابق وعيناه الحادتان المليئتان بالغضب المكتوم.
رأيت الغضب... ليس غضبًا عاديًا، بل كراهية صافية. ليس لي فقط، بل لأبي أيضًا.
كان يلومني، يُحملني مسؤولية هذا العبث، وكأنه يرى أنني اخترت أن أكون هنا. وكأنني لم أُجبر على هذا مثله تمامًا.

أنت تقرأ
فِي مُـنـتَصـف الـلِـيـل
Kısa Hikayeشاءَ القَدَرُ أنْ يُذِيقَها العَذابَ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ يَنْدَمَ حِينَ يَرَى الدُّمُوعَ في عَيْنَيْها. شاءَ أنْ يَكْسِرَها، ثُمَّ يَمُدَّ يَدَهُ لِيَلْمَلِمَ الحُطامَ. شاءَ أنْ يَكونَ بَيْنَهُما كُرْهٌ... مَمْزُوجٌ بِرَغْبَةٍ لا تُفْهَمُ، وَحِقْدٌ لَ...