ولَـكِـن... إلىٰ أيــنَ؟

41 6 9
                                    

الرَابِع عَشر مِن نوفَمبِر عَام ٢٠١٨، عَقارب السَاعة تُشِير إلى العاشِرَة صباحًا.

كالعَادة أنا في غُرفَتي، أجلس على الأرض وأبكي، وهل يوجد شيء أفعله سوى البكاء؟

حياتي مُدمَرة بالفعل وتدمرت أكثر بهذا الزواج المفاجئ الذي ظهر في حياتي من العدم، وتبا لهذه الحياة.

لقد سئمت. سئمت عائلتي التي تعاملني كدمية، تتخذ القرارات عني وكأنني بلا عقل أو إرادة. وكأنني مجرد ظل يتبع أهواءهم. هم يتحكمون في كل تفاصيل حياتي، الصغيرة منها والكبيرة.

أتمنى لو أستطيع التخلص منهم جميعًا. كل ما أريده هو حياة طبيعية بحيث سأكون قادرة على صنع قراراتي بنفسي وأكون أكثر حرية.

- مارڤين.

مارڤين، مارڤين، مارڤين. دائما انا، دائما أنا مني من تفعل كل شيء. دائما انا من تضحي. هل أنا حقا إبنتهم؟ لماذا يفعلون هذا بي... لماذا يستخدموني كورقة رابحة لشركتهم؟ لا أستطيع التصديق أنهم مستعدين لتزويجي وبيعي كأنني لا شيء فقط من أجل صفقة لعينة مع عائلة غنية.

كم أتقزز منهم، أشعر بالعار بمناداتهم عائلتي.

نهضت من مكاني وخرجت من غرفة النوم خاصتي، أتجهت لغرفة المعيشة حيث كانت تجلس أمي تشاهد التلفاز. تنهدت وتحدثت بنبرة غير صبورة.

- ماذا الآن؟

إلتفتت أمي لي بملامح قاحلة وتفوهت بكلمات مُشبِعَة بالإزدراء.

- ماذا الآن؟ أهذا أسلوب تُحدثين به والدتك؟ أنتي فتاة عاقة وناكرة للجميل.

قلبت عيوني بملل، نفس الجملة تماماً، نفس الكلام والأحاديث، نفس الأتهامات، نفس النظرات القاسية. ألا تمل؟

صرخت فجأة بغضب وهي تشير إلي بإصبعها كمن يهدد طفلًا:

لا تقلبي عينيكِ علي! كيف تجرؤين على التصرف هكذا؟ هل تريدين أن أخبر والدك ليعيد تربيتك؟

تجمدتُ في مكاني بمجرد سماع اسم والدي. الرعب انتشر في صدري كالنار، يلتهم كل ما تبقى من تماسك بداخلي. لا! لا يمكنها أن تخبره!

هززت رأسي بعنف عدة مرات بينما أتوسل.

- لا، أرجوكِ. لا تخبريه شيء! أنا أسفة! سأفعل أي شيء ولكن لا تخبريه!

بينما تساقطت كلماتي المتوسلة واحدة تلو الأخرى، رأيتها تغرق في بحر من الرضا، وكأن انكساري كان الموسيقى المفضلة لآذانها.

فِي مُـنـتَصـف الـلِـيـلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن