اصطف الجنود من الجانبين فى صفوف طولية متوازية على الجانبين .. جيش الملك سيف يتقدمه بنفسه عن يمينه عنترة وعن يساره الآفاتار, بينما يحيط الجنود بالجاثوم المكبل بالأغلال وفى الناحية المقابلة جيش الشانجاس يتقدمه دراكيولا عن يمينه (المينوتورس) وعن يساره الأشكيف ..و يحيط به الغيلان والمسوخ من كل نوع ..يجرُّون خلفهم شابًا كان يومًا ما رياضى الجسد، قد اغبرَّ شعر رأسه ووجهه وشحب لونه.. تجاوره فى قيوده طيف رقيق وردى اللون ..
وقف الجيشان فى مقابلة بعضهما البعض .. حتى أمر الملك سيف عنترة بالتوثق من الجاثوم جيدًا تمهيدًا لتسليمه لدراكولا ولكن بعد توقيع اتفاقية السلام أولًا .. ابتسم دراكولا بغموض بينما الجاثوم يوقع الاتفاقية، وتمت عملية التسليم بالفعل وسط حراسة مشددة وأمر دراكولا (المانتيكور) قائد جبهة الميسرة بتقديم الأسرى للملك سيف, فسحب عصام وفيزورا بقسوة وجرهم جرًا حتى سلمهم لعنترة واستدار راجعًا ..
وبينما يهنئ عنترة عصام لسلامته ويتوجه لفيزورا بالتهنئة كذلك شرد للحظة فى عينيها إذ خطرت فى فؤاده لمحة من عبلة .. كم يشتاق إليها!..لاحظ عصام نظرة عنترة الولهى لفيزورا فجذبها من يدها شاكرًا لعنترة اهتمامه بابتسامة عصبية، ثم توجه بجزيل الشكر للملك سيف على رعايته لهما.. وفجأة سمعوا خفق أجنحة ضخمة فوق رؤوسهم أطارت عمامة علاء الدين واسقطت تاج الملك سيف، ومخالب ضخمة تقبض على ملابس عصام وفيزورا بقوة ثم وجدا أنفسهما يحلقان .. رفع عصام رأسه فلم ير إلا ظلمة تحجب عنه نور الشمس وريش غزير .. وتساءل أين رأى مشهدًا مماثلًا ؟..أين ..؟ .. طائر ضخم ..أجنحة عملاقة ..ومخالب قوية ... طائر الرخ!
لم يحاول عصام أن يقاوم مخالب الطائر خشية أن ينفلت منه ويسقط أرضًا ..التفت إلى فيزورا التى يقبض الطائر عليها بمخالب قدمه الأخرى دون مقاومة منها .. حاول أن ينادى عليها ..صرخ بأعلى صوته لكن بلا فائدة.. إن صوت خفق الأجنحة وصفير الرياح يمنعانه من سماع أي شئ .. لم يعد أمامه سوى الانتظار ليعرف أين سيهبط بهما الطائر العملاق الذى يحلق بهما فوق أراضٍ سوداء محترقة تنبت فيها أشجار من جمر ملتهب، ثم سلسلة جبال بيض يقف وسطها تمثال ضخم من النحاس ..لمح قصرًا ذهبيًا شامخًا وسط الخرائب والصخور والمبانى المتهدمة، ثم يحيط شاطىء طويل برمال زرقاء داكنة تضربها أمواج محيط أخضر داكن .. لم يدرِ كم مر عليه وهو يحلق فوق الماء حتى لمح جزيرة صغيرة وسط المحيط.. بدأ الطائر فى الهبوط البطئ فوق منتصف الجزيرة وظهرت ملامح قمة بيضاء يحيطها فروع محطمة من أشجار شتى متنوعة الأحجام تحوى وسطها عش الرخ حيث بيضته العملاقة.. وبالقرب من البيضة أفلتهما الطائر ثم نفض ريشه بقوة فكادا يسقطان أرضًا..لم يدر عصام ماذا يفعل هل يهرب الآن ؟.. وإذا هرب هل سيتركه الرخ ليهرب؟ تقدم نحو فيزورا بحذر وعينه مثبتة فى عين الطائر حتى أمسك بيدها ثم أخذا يتحركان ببطء شديد .. العجيب أن الرخ تركهما وكأنه لا يراهما، أوأنه يثق أنهما لن يستطيعا الابتعاد كثيرًا .. بدأ عصام يسمع صوت ضوضاء مزعجة وضربات قوية تأتى من ناحية البيضة التى بدأت تهتز بقوة والطائر يراقبها باهتمام.. استغلت فيزورا انشغال الطائر بما يحدث وهمست فى أذن عصام :
أنت تقرأ
مملكة الأحلام
Fantasiaرواية مملكة الأحلام رواية فتنتازيا فازت بجائزة كاتب الشهر لدار ببلومانيا للنشر والتوزيع وأصدرت من خلالها