الفصل25✨️ الهدية...

914 34 12
                                    

.
.
.
☆.........☆

بين البارحة و اليوم خيط رفيع يظهر الشمس و نورها أو يغطيه ... هكذا كانت الحياة بين ماضينا و حاضرنا ، تمنحنا بصيص أمل و تسحبه .. تمنحنا الحب و تسحبه .. تريد أن تمنحنا فرصة لتذوق جميع نكهات العيش بألمها و فرحها ،جنونها و عقلانيتها ....

☆...........☆
.
.
.

لقد مر شهران منذ عودتِ للمغرب، أنظر لعائلتي فرحا ثم هلعا عندما أستيقظ من أحد الكوابيس التي تكون عائلتي بها مشنوقة معلقة جثت بدون روح ....

لم أكن الوحيد الذي عانا و لم أتوقع أنني كذلك... كما سمعوا مني روايتي و ما مر به شاب في العشرين و مافعله به الظهر و مافعله البشر به و ما فعله هو بهم ...

كان مفروض عليه أن يخرج بشهامة أسد لأن المحيط مختلط بالذئاب و الثعاليب .... كان هذا هو المفروض عليه و لم يكن إختياره أبدا ...كما تعلمون حتى عودته لأهله لم يكن قراره أو إختياره .... كل ما في المافيا مفروض الفرق أن الأخير كان أحسن ما تم فرضه عليه منذ عشرين سنة ..

المعانات لايشاركها أحد معنا و إنما يكون المواسي ... أما الإحساس بها و كلمة" حسيت بيك" كلمة ليس أي مواسي يستطيع قولها أبدا ... لو لم تمر بما أمر به فلا تقلها مرة أخرى لأنك تُشعِر صاحب المعانات أنه أضعف منك و لم يستطع تحملها ، أنه شخص يعشق الدراما لاغير ... لكنه يعاني ... فواسي و لا تشعر ... إبقى بجانبه و لا تتحدث بالقوة و أن الأمر لايستحق لأن كل شخص يرى الأمر بالنسبة له يستحق عكس ماتراه ... لم يجعلنا الخالق كثر لنعيش المصير ذاته و لا الرواية نفسها و لا للمرور بنفس المشاعر و لا أخد نفس القرارات و لا المرور بنفس المعانات و ربما ما يبكيني ،أنت يضحكك من تفاهته ....

إمرأة قبل عشرين سنة وصلها خبر أن إبنها غادر في قارب وجهته جوف البحر الغدار ...ربما تصل حيا و ربما تعيدك الأمواج مرتخيا متهالكا ميتا...

تركض لأقرب محطة تركب حافلة لمدينة طنجة .. سمعت أن إبنها وجدوه بعد سبع أشهر من البحث... كان رفقتها طارق ...وصلا بعد سويعات إلى المحطة و ركبا سيارة أجرى للبحر ... وصلا حيث لمحا الكثير من الناس تجتمع قرب البحر .. الشرطة هناك .... و صراخ العائلات تصل لمسامع القادمين من بعيد على أمل أن من أعادته الأمواج يكون حيا ... تركض و تركض ثم تسقط على تلك الرمال التي زادت صعوبة لخطاها و إرتعاشت قدميها و رجفة قلبها ...

البحر أخرج ستة شباب و فتاة .... تدفع من يقف أمامها ،تدخل بين الحشد لتقف متسمرة تناظر كل تلك الجثت .. تركض للأولى تفتح سحاب ذلك الكيس البلاستيكي الخاص بالجثت و لم يكن إبنها ... الثاني و كانت الفتاة تبدوا أنها في الخامس عشر من عمرها ... قلبها بدأ يدق في ركبتيها ... تفتح الثالث و الرابع و لا أحد منهما هو إبنها.... الخامس و السادس أيضا و بقي الأخير ... لم يسمح لها برؤيته الشرطي لبشاعة وجهه لقد تم مهاجمته من طرف قرش ربما، الأمر لم يكن مؤكد و البحث كان مازال قائما .... لكنها إستجمعت قواها و قررت أن تتشجع و ترى جثة إبنها، هي أمه أكيد ستتعرف عليه حتى لو تشوه ..... فتح لها الشرطي ليظهر وجه الشاب ... أكملت هي إنزال السحاب تريد تفحص من يكون هذا ... لتلمح خاتم أحمر بأصبعه عليه منقوش اسم إبنها ...الذي كان قد أضاعه بين الرمال ليلا ... صراخها تعالى ...صراخها تجاوز كل الصارخين و الباكين و المصدومين .... بكت إلى أن إنتفخت عيونها و أصبحت تشك أنها ستعاني الجفاف بها بكثر مابكته سابقا و ما تبكيه الآن و ما ستبكيه مستقبلا كلما تذكرت موت إبنها ...تمسك أصبعه و ترتعش لتلاحظ أن تلك الوحمة السوداء بأصبعه السبابة غير موجودة ... إختلط الأمر بين الضحك و البكاء و ماء أنفها .... هل سعيدة لأنه ليس إبنها أم تحزن لأن إبنها لم تجده لا حيا و لا ميتا ... لقد تكرر نفس الوضع كثيرا و أصبحت معروفة في محطة الحافلات ، في كل مرة رحلة لوجهة محدد سمعت أن البحر أرسل معه البقايا التي لم يحالفها الحظ لتجاوز العدو الأزرق ....

أنثى عكس التيارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن