الفصل السابع والأخير "تحديات"

315 40 123
                                    

تحدياته مُرهقة..وممتعة!
لا تعي مِن أين جاءته الفكرة لكن هي تحتاجها، تحتاج تفريغ تلك الطاقة التي تتملكها..

لم تكن هوية الراسل معلومة على الدفتر لكنها فطنته فمن سواه..؟
هو غريب حقًا تعلم ما يريده ومحاولاته لنيلها بطرقه الملتوية لعدم الضغط عليها!

ألم تقل له أنها لا تستطيع لِمَ لا يصدقها؟!
أبعد ما رأت ستعيد الشريط.. شريط ذكريات زواجها الأول تمر أمام عينها كلما تذكرت تلميحه بوجود رابط بينهما بعد حين.

وبمناسبة التحديات فكلما تتذكر ما حدث تتلجلج المشاعر بداخلها، تتداخل المشاعر فلا تعي لِمَ تستجيب لفنه بسلب راحتها!

وأخيرًا اليوم الثلاثون...!
تحدياته إستلهكتها.. استنذفتها.. جددت روحها وغيرت فكرها!

تُلقي لكمتها فيرتد للخلف قبل أن يعاود الثبوت بعد تأرجحه، تتأكد مِن وضعية واقي يديها قبل أن تلكمه مرة أخرى وترفع قدمها قبل أن يثبت لتطيح بوجهه البلاستيكي، والأدهى في ذلك أنها لم تصيح!

لم تبكي... لم تقع!

اختفت مشاعر الغضب والخذلان بالتحديات الأخرى،

يُعطيها كُل مرة تحدي تُفرغ به كافة غضبها وطاقتها، ومِن ثم بطاقة أخرى بتحدي لطيف تعيش بهِ جزء مِن طفولتها
بات الأمر أهدأ حتى ولو كان أثره لن يفارقها

وبذلك تأثير جدتها لم يُنسى.. بل تجاهد لتتعافى مِنه مع تعافيها مِن ما فات..

وتوافد العقبات ليس بهينِ
وإن طالت بقاع الزهو؛ فعلامات الندوب لن تمتحي، فما فات علاماته بيّنة لروحها، لكن كفاها وقوف بماضٍ مُدمِر، ولتلتفت للحاضر قبل أن يُدمر!

هي "سماح" ولا تستطيع المسامحة، ترجوا مِن الله أن تقوى على فعلها مع جدتها وهي تراها تُجاهد أن تعوض ما هلك على يديها... والحقيقة أن الهلاك كان بحياتها!

تتذكر تبريرها فتكاد تلقي مقامها مقام أي شيء لا معنى له..
"عادات وتقاليد" جملة خربت روحًا.. قتلت ابنًا.. ودفنت طفلة!

لا تزال الأسئلة تفيض بين جُنبات رأسها كاظمة إنطلاقها حتى لا تنشأ مجابهة هي كالمهاجمةِ أشبه..!

ورغم ذلك هي واصلة لها، فكيف تقاطع مَن ترى بها والدها وتترد الأمجاد عليها مِن لسان والدتها؟!

علمت أن الزواج المبكر ليس بهِ المعضلة، بل المشكلة في مَن سيتحمله، الكبير كالصغير سواء لا فارق سوى في التحمل والوعي، فإن كان واعيًا مِن صغره، جاهزًا نفسيًا، عقليًا، جسديًا فلِمَ لا؟
فكم مِن كبيرٍ لم يقوى على نطفة مِن تحمل صغير!

أخر تحدي هنا بمركز الألعاب الرياضية تضرب وتضرب مُجسمة المُر أمامها، مع كل ضربة يتسرب المُر مِن جسدها، تنفك عنها هالةِ ظُلمتها؛ وتبقى مع هالة عديمة اللون.. قبل أن تفتح الدفتر بجوار ظرف التحدي، ظرفٌ أخر "مكافأة اليوم"

إعادة تأهيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن