𝕱𝖔𝖚𝖗

202 18 3
                                    

الآزهار التي ولدت في الظل،
ستذبل عند إبصار النور ...


صوت طرق مجنون على الباب أفزعه ...
متى يفهم ناس أنه أعمى و ليس أصم ؟
... بل حاسة سمعه أقوى من أغلب الناس عادين .
فقد حاسة واحدة فقط، لازالت البقية تعمل بشكل جيد.

إلتقط الرداء الملقى بجانبه ليلقيه على جسده،
بينما يتجه نحو الباب و هو يلعن الحالة التي هو بها ..

عندما فتح باب لم يكن هناك أحد أمامه .
مما زاد من غضبه إن الوقت متأخر للمزحات الثقيلة
آحس بنظرات تراقبه من بعيد،
لكنه لم يستطع التأكد ...

قاطع شروده في محاولة يائسة لإبصار الشارع،
صوت نباح آسفله

نزل ليتحسسه بيده ..
لم يحتج للكثير من الوقت لإدراك فصيلته،
فقد سبق و أن إمتلك واحداً .
من الظريف الذي ترك جرو دوبرمان أمام بيته بعد منتصف اليل ؟

إستمر في تحسسه إلى أن وصل إلى بطاقة معلقة بطوقه
كانت مكتوبة بلغة برايل ...
مما يؤكد بأن المرسل ليس مجرد عابث عشوائي يريد التخلص من كلبه، بل هو شخص يعرفه .

أدخل كليهما إلى داخل بإستسلام،
و راح يتحسس بطرف أصابعه نقاط و يجمع حروف في عقله ..
" إعتبره تعويضاً أو هدية صلح . "

تنهد بشدة بينما يشعل سجارته،
إنتهى وقت هدنة بالفعل ...
سوكونا وضع عينيه عليه مجدداً .

كان يحلم به يضاجعه،
ليستيقظ و يجد هدية ثقيلة منه عند بابه ..

و للأسف هو يمتلك ما يكفي من قسوة لنحر عنق إنسان،
و لا يمتلك نصفها لطرد جرو صغير في مثل هذه اليلة الباردة ...

كونه يمتلك خبرة سابقة ..
لن يعيقه الظلام في عينيه عن إعتناء به،
لكن ماذا إن آتى اليوم الذي لن يعود فيه ؟
مالذي سيكون مصير هذا الكلب البائس ؟!

جميع الأمور مرتبطة به مصيرها تلاشي،
هذه عاقبة أفعاله المتهورة ...
لو كان هناك زر للإعادة أسيختار تخلي عن كل شيء سبق و آمن به ؟ فقط بمقابل إستعادة حياته هادئة .

كل تلك أفكار باتت تعبث في عقله بينما يداعب جرو نائم في حظنه، و هو يفكر في المصير الذي ينتظره ..
هو لا رغبته لديه في مسؤوليات جديدة .

لديه معرفة كاملة بأن سوكونا سيطارده مجدداً لذلك قطع أغلب علاقاته مع آخرين ...
و ظرورية منها أبقاها على السطح .

هو يعرف نوع المجانين الذي يكونه سوكونا لا رغبة له بمجازفة مجدداً ..
الروابط البشرية باتت حملاً عليه الأن،
كل أبوابه أغلقت و لن يفتحها مجدداً .

لم يكن يعرف خطة ذاك المطارد المختل آتية فهو شخص لا يترك فريسته أبداً .
و لا يتحرك سوا في خفاء هو لا يخفي الخيوط التي تؤدي إليه بل يقطعها،
كان واضحاً حبه لوضع المحققين في نهاية مسدودة بعد أن حظوا ببعض الأمل العابر ...

Truma حيث تعيش القصص. اكتشف الآن