الفصل الثامن

0 0 0
                                    



قرر كمال ولينا اختتام فصل الخطوبة بمغامرة تعبق بالتجديد والاكتشاف؛ رحلة سفر أولى تجمعهما بعيدين عن الأعين، حيث يمكنهما الاحتفال بانطلاق حياتهما معًا وبناء ذكريات جديدة مع كل شروق وغروب.

اختارا لوجهتهما أحد الأماكن الخلابة، جزيرة تنبض بروح الحياة وتغرق في أحضان الطبيعة البكر. تعتلي الجزيرة جبال شاهقة تسربلها الخضرة وتحيط بها مياه زرقاء صافية كمرآة للسماء الفسيحة.

بعد التحليق عبر السحاب والوصول إلى وجهتهما، استبدل كمال ولينا جو الاحتفالات والمراسم بأيام ملؤها الراحة والبساطة، الضحكات والمناظر الجميلة، يستكشفان الطرقات القديمة والسواحل الذهبية، يتذوقان طعامًا جديدًا ويتبادلان حكايات مع المحليين، فكل لحظة معًا هي كنز من كنوز الأمسيات.

وتلك الرحلة لم تكن مجرد استراحة، بل كانت فرصة للتعمق أكثر في فهم كلٍ منهما للآخر. فما بين المشي تحت ظلال النخيل وركوب الأمواج، كان الحديث الهادئ والأحلام المشتركة.

"ألم تكن هذه رحلةً مثاليةً؟" همس كمال ذات مساء أثناء مشاهدة غروب الشمس، يداه متشابكتان بيد لينا.

ابتسمت لينا، رافعةً نظرها إليه بلمعة تنافس بهجة المياه، "ليس بقدر مثالية يوماً أقضيه بجانبك."

وبينما تلاقت القلوب واختلطت المشاعر بنغمات الأمواج، كان واضحًا أن هذا السفر لم يكن مجرد بداية لفصل جديد، بل تأكيد على عهد بدأت حروفه تُنسج بأيديهما، عهد ينمو ويربى بالحب والإخلاص ليثمر أعوامًا طويلة من السعادة.

الرحلات كجزء من قصص العمر، تترك بصماتها على قلب الذاكرة كلوحة خالدة.

@SAMI_AIB

بعد رحلة تكتنفها لذة الاستكشاف والهدوء، يحين وقت العودة إلى الحياة اليومية حيث العمل والمسؤوليات. تهبط الطائرة على أرض الوطن وتحمل معها كمال ولينا المتشوقين لاستئناف حياتهم بصورة جديدة، مفعمة بالحماس والعزم والحُبّ.

في اليوم التالي، بينما يستغرق كل منهما في زحمة العمل، لم تغب الابتسامات عن وجهيهما، متذكرين الأوقات الرائعة التي قضياها سويًا. وعلى الرغم من الانشغال يحرصان على مشاركة اللحظات والمشاعر من خلال رسائل نصية يتبادلانها خلال اليوم.

صباحًا، مع انطلاقة يوم جديد، كتب كمال:

"صباح الخير يا لينا، أتمنى أن يكون يومك مشرقًا كابتسامتك، وأن تجدي ضوء الأمسيات التي عشناها في كل لحظة تبدعين فيها اليوم. 💼✨"

ومن بين اجتماعاتها ومهامها ردت لينا برسالة دافئة:

"أشرق صباحي بكلماتك يا كمال، وستكون ذكرياتنا وقوداً ليومٍ مليء بالإنجازات. ابتسامتك معي، حتى لو كنت بعيدًا. 🌟📚"

وسط النهار، ومع انهماك العمل، يجد كمال فرصة ليبعث بتحية سريعة:

"كيف هو يومك حتى الآن؟ آمل أن يكون الجميع في العمل على قدر من اللطف كما كان البحر معنا. توقفت لدقائق لأسترجع السكون الذي احتضننا، فابتسمت. 🌊😊"

وقبل انتصاف اليوم تلقت لينا الرسالة بابتسامة تأبى أن تغيب فأجابت:

"التحديات كثيرة ولكن همساتك تجعل الصعاب أمرًا يسيرًا. أنا ممتنة لكل لحظة أشاطرك إياها، حتى لو كانت عبر الهاتف فقط. 📱💭"

ومع نهاية اليوم، حيث تسترخي الشمس لتغفو قبل المغيب، يكون الوداع اليومي ليوم العمل وترسل لينا:

"ينتهي يومٍ آخر، وأنا على أمل اللقاء بك في المنزل. أتطلع لمشاركتك تفاصيل يومي وسماع حكاياتك. إلى البيت حيث النبض والدفء. 🏡♥️"

ويرد كمال، لحظات قبل أن يغادر مكتبه:

"وأنا بانتظارك، لنحيا السلام الذي نجده في ضجيج يومنا. لكل منا روايته ليحكيها، وأنا بالكاد أنتظر صفحات مشاعرك. حتى بعد قليل، يا حبي. 📖❤️"

وفي سكون الليل، تجتمع قلوبهما بعد يوم مليء بالانشغال، تكللا بالسعادة التي لا تقتصر على الأحداث الكبرى، بل تنبض أيضًا في التفاصيل الصغيرة البسيطة من حياة يومية مفعمة بالحب والمودة.

" زمردة الزمان "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن