مع دقات القلب المتسارعة والأنفاس المحببة، جاء يوم الزواج ليضع تاجًا على قصة حب كمال ولينا. اشتقلت التحضيرات بأروع ما يكون، من بطاقات الدعوة المنمقة بالخط العربي الأنيق إلى قاعة الاحتفال التي تزينت بألوان رقيقة وأزهار عطرة تكاد تسرق الأنفاس.أمام عائلاتهما وأصدقائهما والأحبة، احتفلا باتحادهما في لحظات سحرية تملؤها المشاعر الجياشة والفرحة التي لا توصف. وعندما حان الوقت لينتقلا إلى حياتهما الجديدة، كان الجميع يحتضنهما بنظرات تحمل ألف دعاء وأمنية.
وفي المساء، دخلا منزلهما الجديد، المكان الذي ينتظر بفارغ الصبر ليحتضن حكاياهما وأحلامهما المستقبلية. تبادلا النظرات التي تحمل كثيرًا من الكلمات دون أن ينطقا بها، فكانت غرفتهما تنطق بكل حكاية تأمل في روايتها الأيام.
كل زاوية في الغرفة تتحدث بلغة الانسجام، من لمسات الديكور الدافئة إلى الأضواء الخافتة التي تبشر بسهرات العمر. وفي الصمت المعبأ بالترقب والود، كان الحديث همسًا والمشاعر قصيدة.
انتشر عبير الياسمين معلنًا عن بداية ليلة هادئة، ليلة تُزهر بوعود الغد والتطلع إلى حياة مشتركة تتوجها السكينة والسلام. فهنا، حيث تلتقى قلوبهما في أول ليلة كزوجين داخل جدران تلك الغرفة، كان الحب هو المحور وهو ما يحملها عبق الأماني والدعوات لرحلة زوجية مباركة.
ومع انطواء الليل وتلألؤ النجوم في سماء حياتهما، تغفو أحلامهما على وسادة الحاضر، راسخة الأمل في أن كل فجر جديد يحمل معه قصص الود والبقاء.
كل لحظة جديدة في قصص الحب هذه ومناسبة بهيجة بالفرح لها وقعها ورؤاها الخاصة.
يمضي الوقت مخلفًا وراءه سجلاً من الذكريات العذبة لدى كمال ولينا، فكل يوم هو فصل جديد من رواية الحب التي يكتبانها معًا. شهر العسل كان تجربة لا تُنسى، شهدت على توثيق الروابط بين قلبيهما وغمرتهما بسحر لا يُقاوم من الليالي الأسطورية التي تبقى خالدة في الأذهان.
إلا أن مسار الحياة لا يخلو أحيانًا من منعطفات غير متوقعة تضع الإنسان أمام اختبارات قاسية. فبعد عودتهما واستماعهما لدقات قلب جديدة تنضم لقلبيهما، جاء الخبر الذي يحمل معه الفرحة والأمل. لكن، عندما يتقلب الموقف إلى غمضة عينٍ من الزمن تُربك مجرى الأحداث، تنقلب الأيام الهنيئة إلى فترة من القلق والكدر.
لقد كانت اللحظة التي تبدلت فيها الأجواء من صفاء إلى غيمة ظلال، عندما توارد خبر الحادث الأليم الذي أطاح بسعادة لينا وألبس كمال رداء الحزن الثقيل. ومع تدهور حالة لينا ووقوعها في غيبوبة وفقدان الطفل المنتظر، تعصف عاصفة من الألم بكمال يجدها من الصعب تجاوزها.
وصار الوقت بطيئًا وكأنه يحمل ثقل الدقائق والثواني، يقضي كمال الليالي والأيام ملازمًا لزوجته، يرسم نظراته عليها علّها تهمس لروحها بالعودة. يصارع الأمل واليأس في داخله، وتتبعثر مشاعره بين الرغبة في الإمساك بيديها مرة أخرى وبين واقع قاس يحاول أن يتقبله.
في هذه الأوقات العصيبة، يفقد المرء الكلمات التي قد توفي حق المشاعر التي تجتاحه. والعالم الخارجي يبدو بعيدًا وكأنه جزء من حكاية أخرى ليست لكمال ولا لينا.
من هنا، نحتضن كل قصة ونشعر بعمق كل حدث ونقاسم الفرح والألم على حدٍ سواء. وفي قلب المحنة، نجد في صحبتنا وتواصلنا العزاء والصبر.
أنت تقرأ
" زمردة الزمان "
Romanceيحتضن عنوان الرواية، "زمردة الزمان"، قصة كمال ولينا بتكثيف، حيث يرمز إلى الجوهرة الثمينة التي تتخذ مكانًا فريدًا في جبين الوقت، كنايه عن قصة حب هي الأثمن والأرقى في حياة كل منهما. النسق العام للرواية يتدرج بين طيات الأقدار ومواقف الحياة التي لا تخلو...