الفصل الثالث: وَجـبـة._ _
الـقمـر يـنـتصِـف الـسمـاء و روتـشيلـد عـلى غـير عـادتـه الـيـوم لـم يـشـرب.
قـد راودتـه أحـلام غـريبـة طـوال لـيالِـيه الـسابِـقـة، و لِـظـنّه أنّهـا مَـحض هـلوسـات سـخيفـة هـو قـرّر أن لا يـشـرب إلـى حـين تـخلّـصـه مِـن ذاك الـحلـم الـسخـيف.
حـلم تـجـسّد لـه بـخلـفـية بـنفـسجـيّة زاهـية مِـن ورد عَـطِـر و نـسـيم مُـرهَـف.
و ثـوب لافـنـدري زاهٍ سـحـره فـبـات يـبحـث فـي حـلمـه عـن طـيف الـفاتِـنـة الـتي لاقـاهـا و هـو مُـنتـشٍ.
تـقلّـب بِسـريـره فـي مُـحـاولات يـائـسة للـنّـوم فـلم تُـندَّ جـفونـه مـنذ انبِـطـاحِـه عـلى فِـراشِـه.
الـنـوم صـعـبٌ علـيه دون شـرابٍ يُـجـرّده مـن يقـظـتِه.. و بمـا أن الأمـر هـكـذا، فـقـد نـوى الـخـروج بـهذا الـوقـت الـمـتأخّـر مـن اللـيل و اسـتنـشاق بعـضٍ مـن هـواء الـغابـة.
أطـل بـدايـة مـن شـق الـباب عـلى الـخـارج لـيتـأكد مـن خـلوّ الـمكـان مـن أي خـطـر، و الـمقـصود بـالـخطـر هـنا هـم أهـل الـقريـة.
لـحسـن حـظّـه لـم ي يـجِـد مـنهـم نـفراً، لا بـد و أنّـهم ذهـبـوا لـحراسـة الـحانـة بانتـظـار خُـروجِـه.
أوصـد بـاب بـيتـه و حـرّك أقـدامـه نـحو الـغَـور سـائـرا و كـل هـمّـه هـو عـودة الـنّـوم لـه.
أصـبح مـن الـمـزعـج لـه مـشـاهـدة ذات الـرؤيـا كـل لـيلـة، و الـمزعـج أكـثر أنّـه مـهمـا ركـض خـلـف الـفتـاة لا يـبلـغهـا قـبـل اسـتيقـاظِـه.
صـحيـح أنّـه يـمـلِك فـضـولا تـجـاه حـلمـه ذاك، و يـستمـيت الـنـظـر لِـطلـيعـة الـصّـبيّـة الـمُـطارَدة تِـلك.
لـكن الأهـم مـن فُـضولِـه الآن هـو الـنّوم، لا شـيء يـسـتحق الـعـناء أكـثر مـن الـنّوم.
سـار لـوهلـة فـي سـبيلـه مُـرخِـيا يـديـه عـلى جـوانِـبه مـع صـفـير خـافِـت يـغـادر مـا بـين شِـفـاهِـه كـل هُـنَـيهـة.
عـلى مـضض اسـتـشعـر حـركـة سـريعـة صـدرت خـلفـه بـين إحـدى الـشّجـيرات الـضئـيلـة فـتوقـف مـكانـه و حـرك نـاظِـريه لـوحدهـما مـتفحّصـا الأمـر.
لـم يُـصدّق عـينيـه حـين لـمـح قِـطعـة مـمزقـة مـن ثـوب بـنفـسـجي مـألـوف، كـانت عـالِـقة بـين أغـصـان تِـلك الـشّجـيرة.
أنت تقرأ
𝐋𝐀𝐕𝐄𝐍𝐃𝐄𝐑//𝐉. 𝐉𝐊
Romanceثـوبٌ لاڤـنـدَري زاهٍ سَـحَـرنـي فَـضِـعـتُ بـأركَـان الـغَـابِ الـمُـوحِـش، أبـحَـث كـالـغـاوي عَـن طَـيـف فـاتِنـة كـان لِـي بِـهـا لـقَـاء و أنَـا بِـأشـدّ لَـحـظـاتِـي ثَـمَـالَـة.