|4|

174 32 67
                                    

الفصل الرابع: مـسـافـة أمـان.

_ _

- مّـجـرد ذئـب سـكّيـر يـرى بـك خـمـراً شـهِـيّـاً.

قـال مـواصِـلا الـسّـيـر صـوبـهـا فـصُـعِـقـت مـن نـظـراتِـه و أوقـعـت الِـمشـعـل مِـن يـدِهـا.

تـراجـعـت بـضـع خـطـوات إلـى الـخـلـف و حـيـن بـدى لـها الـخطـر وشـيكـاً صـرخـت بـه.

- خـطـوة أخـرى و سـتهـلك!

تـوقّـف يـشـزرُهـا بـنـظـرات سـاخِـرة، ثـمّ أفـرج عـن ضـحـكـة و خـطى خـطـوة نـحـو الأمـام فـي تـحـدّ.

- بـوو!

صـات مـتّـخذا حـديـثهـا الـسـابـق هُـزؤاً و تـخصّـر يـظهِـر لـها سـلامـته و خـلُـوّ جـسـده مـن مـا يُـهلِـكُـه.

لـكنـه و عـلى عـكـس تـوقّـعـه وجـدهـا تـضحـك بـينـما تـحـدّق بـسـاقِـه لِـوقـت طـويـل.

لـحـظـتهـا اسـتـشعـر أنـفـه رائـحـة حـريـق مـتبـوعـة بِـبـعـض الـدفّئ الـذي سـاور سـاقـه لـوهـلـة.

لـم يـكـن شـجاعـاً بـما يكـفـي لـينـظُـر حـيـث تـنـظـر هـي، فـما صـوره لـه خـيالـه مـرعـب و رهـيب.

سـاقـه تـحـتـرق، هـو للـتّـو خـطى قـريبـا مـن تـلك الـشعـلـة الـتي الـتصـقـت بـثـيابـه بـغـتـة.

صـرخـة واحـدة أطـلقـهـا فـراح يـرقـص و يـقـفز بـمكـانـه مـحـاولا تـخـلـيص نـفـسه مـن الـشعـلـة الـملتـصقـة بـحـذائـه و سـروالـه.

و إيـسـلا الـتي نَـوت اسـتغـلال الـوضع لـصالـحهـا أخـذت تـقـترب و بِـيدهـا قُـربـة مـاءٍ مـصنـوعة مـن الـجلـد.

تـمسكـت بـها و وسـط كـل ذاك الـنحيـب و الاسـتنـجاد نـبسـت تـحـاول الـتفـاوض مـعـه.

- لا وجـود لِـحـفـنـة تـراب هـنـا بـالـكهـف، و لا أظـنّـك تـستـطيـع الـخروج و الـتـمـرّغ وسـط الـعـشب فـالقـرويـون يـلاحـقـونـك.

لـوّح بـقدمـه هـنـا و هـنـاك و بـينـمـا يـحـاول الـتمـاسُك سـأل فـي تـرجٍّ.

- الـمـاء بـيـن يـديـك.. أنـجـدينـي!

نـظـرت لـه و لِـقدمِـه الـتي تـلتـهِـمُـهـا الـنّار غـيـر مـكـترثـة لـه مـا إن تـأذّى أو حُـرِق، مـا يـهمّـهـا الآن هـو إقـامـة صـفـقـة تُـبعـد أذاهُ عـنـها هـي.

𝐋𝐀𝐕𝐄𝐍𝐃𝐄𝐑//𝐉. 𝐉𝐊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن