الفصل الرابع: اللعنّة التي حلت بي!

40 5 4
                                    

"ماذا!! ، كيف بحق السماء أحدهم علم بوجودهم؟" صرخ بغضب وعجز، مسك لحيته بقلق متزايد، فهذه طبيعته منذ أيام الصغر؛ دائمًا ما يستخدمه لتهدئة أفكاره وترتيبه.
"لا أعلم، أيها اللورد، كل ما أعرفه أنها فُقدت بالجامعة، عادةً تخرج برفقة صديقتها، لكني لم أرَاها، لذا اضطررت للذهاب إلى الكلية للبحث عنها"، أجاب ويليام بصوت مرتعش، معبرًا عن قلقه وتوتره، حيث يعرف تمامًا ردة فعل سيده ومما سيقوله.
"هذا لن يمر مرور الكرام، إنها مهمتك الوحيدة، وقد فشلت فيها، وأخشى أن يكون لهذا الفشل عواقب وخيمة"، رد اللورد بصوت حاد، معبرًا عن قساوة تجاه الأمر.
"سأبذل قصارى جهدي لإعادتها، أنا أعدك بهذا"، أجاب بصوت متوتر، معربًا عن عزمه على تصحيح الأمر، ولكن يعلم في داخله أن المهمة لم تعد سهلة كما يتصور.
"اذهب من هنا اذا، ولا تُخبر أي أحد أننا فقدناها، حسنًا!"، صرخ اللورد بصوت يعبّر عن تأكيده القاطع على فارسه،
"أعطيتك كلمتي، أيها اللورد"، رد ويليام بصوت هادئ وواثق، وهو ماسك بيده على صدره بتعبير عن صدق التزامه.
"ماذا عن الآخر؟"، سأل اللورد بنبرة مشحونة بالقلق، وهو ينظر بعمق إلى عيني فارسه، يبحث عن مؤشرات على الوضع.
"إنه بخير، نحن نراقبه، لا تقلق"، جاء رد ويليام بصوت مطمئن، معبرًا عن ثقته الكاملة بقدرته على التعامل مع الأمور، وصوته يحمل الطمأنينة والاطمئنان لسيده.
بعد ما أن أكمل المحادثة، طلب ويليام الإذن بالانصراف، ليتمكن من مواصلة مهمته بحذر ويقظة، مستعدًا لمواجهة أي تحدي قد يطرأ في طريقه.
تنهد اللورد بعمق، ليتذكر أحداث تلك الليلة المشؤومة بعد الخبر الذي تلقاه، الذي انزل كالصاعقة على عقله المرتعش، وأثار ذعراً في قلبه المتلهف للسلام والاستقرار.

"قبل أيام"،

بعدما جمع أفكاره شعر اللورد بثقل الواجب الذي يقع على عاتقه وهو يستعد للانطلاق إلى الملك. تغلب على الحيرة والقلق، ووجه نظرة سريعة إلى الخارج، حيث كانت السماء مظلمة والرياح تهب بقوة، وكأن الطبيعة نفسها تعكس حالته الداخلية المضطربة.
بعدما وصل بدأ في السير بخطوات ثقيلة نحو الممرات الضيقة للقصر الملكي، خطواته تصدح بالصمت الملموس، ولكن في داخله الأفكار تتلاطم كالموج في عاصفة عاتمة. يحاول تحليل كل التفاصيل والمعلومات التي حصل عليها، ويبحث عن الحلول المناسبة للموقف الذي قد يواجهه.
مع كل خطوة يقدمها، يشعر بالتوتر المتزايد والضغط النفسي الشديد، ولكن في الوقت نفسه، يكتسب قوة وثقة من عزمه على تقديم الخبر اللازم للملك. يعرف تمامًا أن هذه اللحظة لا تحتمل الضعف أو التردد، بل تتطلب قرارات جريئة وعزمًا قويًا
وبهذا الشعور المتضارب بين الضعف والقوة، وصل اللورد أخيرًا إلى قاعة الملك، حيث كان الملك ينتظره بفارغ الصبر .
وهكذا استحوذ اللورد على انتباه الملك، حيث أدرك الملك بأن الرسالة التي سيلقيها عليها تحمل أهمية فائقة. تمزقت تفكيره بالكلام المرتقب حينما سمع صوت الخادم وهو ينبهه من وراء الباب باحترام : "اللورد كيليان بيرسي فون، سيدخل الآن".
في قاعة القصر الملكي الفخمة، انحنى بكل احترام أمام الملك، الذي يتمتع بشخصية قوية ووجه ينطق بالهيبة. أعينه تنظر إلى الملك بتقدير وتبجيل، مثلما كان يعهده دائمًا.
أعطى الملك إشارة صامتة للورد بأن يقف مستقيمًا، ليبدأ في التحدث دون الحاجة للانحناء بعد الآن.
حمحمة لتنظيف حلقه، ثم نظر بتواضع واحترام إلى الملك، حيث الأنوار تتلألأ حوله، مما أبرز وجهه الذي ينبعث منه الهيبة والسلطة. ثم بدأ في التحدث بصوت متأنٍ ومتجدد.
"جلالة الملك، أسمح لي أن أعرب عن اعتذاري لوجودي هنا في هذا الوقت المتأخر. لكني لم أستطع أن أنتظر حتى شروق الشمس لأحادثك، إذ أحمل خبر ثقيل ومهم جدًا. وأعلم أنك يا ملكي، بحكمتك وفطنتك، الشخص الوحيد الذي أثق به في هذه اللحظة الصعبة."
عباراته تنبعث منها الصدق والاحترام، حيث انعكست تفاصيل الإضاءة على وجهه، مظهرة القليل من التوتر الذي يختبئ وراء كلماته.
ترقب اللورد رداً من الملك، انعكست الضوء على وجهه . صمت الملك لحظة طويلة، ونظر إليه بنظرة فضولية، كما لو كان ينتظر ما سيقوله اللورد.
"حدثني أحد الفرسان،" بدأ اللورد بصوت متزن وثابت، "أنه قد سمع من أفواه الناس بأن التراجيديون حقيقيون، وقد بدأت الشائعات تنتشر من داخل قصر الملكي." توقف للحظة، وكان يشعر بالرعب الخفي يتسلل إلى داخله، مرتجفاً ومتردداً في تقديم هذه الإفصاحات، مخافاً من كيفية استقبال الملك لهذه الأخبار إذا تبين أنها مجرد شائعات.
أغمض الملك عيونه بتعب، يتمتع عادةً بالقوة والثبات. عكس التعب الواقعي في جسده، الذي لم يعد قادراً على إخفاءه
ثم نطق الملك بهدوء، عكس موجة التوتر الذي كان يشعر به اللورد ، . "نعم، صحيح. لا أعلم من بدأ بهذه الشائعات، ولكنها صحيحة."
"وواجبك حماية أحفادي يا كيليان." أكمل بصوت هادئ ورجولي، وأضاف: "لديك دور كبير ومسؤولية كبيرة في الحفاظ على سلامتهم ورعايتهم."
: "ماذا!!!!!" اهتزت قاعات القلعة بصدى صرخته، انطلق صوته بصرخة تعبيرًا عن صدمته العارمة لا يمكن لأحد أن ينكر حالة الدهشة التي أصابت اللورد. "التراجيديون حقيقيون،" تمتم بصوت مرتعش، "ليسوا اسطورة!! وانهم أحفاد الملك!؟." علامات التعجب تحوم حول رأسه كالنجوم المتلألئة في السماء، فاتحة مئة باب من الأسئلة التي تتسلل إلى ذهنه كالغيوم المتقدة في سماء مليئة بالتساؤلات والتحديات.

"الآن"

جلس اللورد في غرفته المظلمة، وقد انعكست على وجهه تعبير الخوف والقلق. "كيف فقدهم؟ ومن اختطفهم؟" تمتم بخوف، ومليون سؤال يدور في عقله دون أن يجد لها إجابة. لكنه تنهد براحة غامرة عندما تذكر وجود ويليام بجانبه، وكيف عهد إليه بحماية أحفاد الملك بحياته.
________________________________

كلما مضت الدقائق، زادت اللغزية في تلك النظرات التي نتبادلها. هل تعابير وجهه تعبيرًا عن الضجر ؟أم تحمل شيئًا من الدهشة؟ أو ربما تخفي خلفها أسرارًا لا يمكن لأحد أن يفهمها ؟ نظراتي تجولت في عينيه، حاولت بجدية فك تلك الرموز، إلا أن كل محاولاتي تبوء بالفشل، وكل ما أجده هو لغز يزيدني فضولًا واستعدادًا لمعرفة الإجابة.
أنظاره تعكس السحر والغموض في آن واحد، كما لو أنها تحمل قصةً لم تروى بعد. ، شعرت بقلقٍ تجاه الشخص الذي كان يقف أمامي، وكأنه يعرف كل شيء عني وأنا لا أعرف شيئًا عنه."

: "هل سيتبادلان النظرات طوال اليوم أم ماذا؟" قاطعنا او بالأحرى تم انقاذي من هذه المعركة التحديق صوت انثوي مليئ بالاستغراب.

"لا أعلم، إنها غريبة، الا يجب أن تصرخ وتهلع؟" رد الرجل بجانبها بهمس، لكن الهمس كان واضحًا للجميع.

"غارفليد، حقا ستذكرها بذلك، يالك من أحمق." قالت الفتاة بسخرية، ثم لم يمر وقت طويل حتى انطلقت يدها بقوة لتصيب مؤخرة رأسه.

"أووه هيلاري، لا تفعلي ذلك!" صرخ غارفليد بألم، وهو يحاول التصرف بشكل يائس لتخفيف الألم.

"ماذا؟ أنا لم أفعل شيئًا." قالت بصوت متصنع، وهي تحاول إظهار اللطافة الزائفة في محاولة لتغطية تصرفها.

ماذا ! جاءني لحظة الإدراك كالصاعقة، انا للتو حدقت في عين أحد الخاطفين، وأحدهم ذكرني بأن أصرخ وأرتاب، !!
قُمت مسرعة نفضت التراب عن يدي وعن ملابسي.
وفي هذه اللحظة، خيالي تجاوز حدود الواقع، هل انا في المنفى؟ أم في عالم آخر؟
تنفست بعمق، وسط الفوضى التي تخيم على ذهني، حاولت تحديد ما حولي لأطمئن قلبي على أنني قريبة لمدينتي ولكن لم أرَ سوى الثلاثة الذين يحدقون بي، كأنني فريسة متواضعة تنتظر للهروب قبل أن يصطادونني.
، حاولت تهدئة نفسي، وبصوت شبه واثق يتخبَّى داخله الجبن والذعر، سألت بتردد: "من أنتم؟"
____________________________________

اهلا بكم اتمنى ان تنال اعجابكم🤍
-آرائكم ؟،
قراءة ممتعة 🤍

  إيفادوكيا || ‏ Evadokia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن