الفصل السادس: قصر اللورد كيليان

33 6 4
                                    

في ضواحي مدينة لندن ، بمقاطعة هامرسميث وفولهام تحديدا بيت عائلة " روتشيلد "

جوليانا: "أين هي بحق السماء؟" همست بقلق ملحوظ، ونظرت إلى الساعة على الجدار بعينين مليئتين بالانتظار. "ستغرب الشمس بعد لحظات ولم تأتِ بعد." جلست على الكنب في صالة البيت، مسكت رأسها بيديها، معاناة تنعكس على ملامحها.
شعرت بلمسة خفيفة تلامس كتفيها
"أما زلتِ قلقة؟" قال بصوت هادئ
جوليانا نظرت إليه بعينين ممتلئتين بالقلق. "فرانك، عزيزي، الا ترى أن غيابها مثير للقلق؟ إيفان وصل قبل ساعات، وهو الذي يتأخر عادة." ثم همست: "أتظن أنهم اخذوها؟"
فرانك جلس بجانبها وناولها كوباً من القهوة، محاولة تهدئتها من قلقها الشديد. ثم اردف قائلا: "لا أعتقد ذلك، لم يحن وقتها بعد. وإذا حان الوقت، هل تعتقدين سيتركون إيفان؟ إنها مع أماندا فقط، اهدئي."
_________________________

فتحت عيني ببطء، لأرى الغرفة الكبيرة تظهر أمامي بكل أناقتها وعتيقها، كأنها تعود بي لزمن آخر. "ما زلت أحلم؟" تمتمت بصوت هادئ، مليئة بالطمأنينة تجاه ما قد سيحدث، لا يزال الحلم يتسلل إلى واقعي بتماسك. قمت من السرير ببطء، وأنا أتأمل جمال الغرفة المحيطة بي. "يا إلهي، ما هذا الجمال؟" لم أستطع إلا التعجب، فالأثاث القديم والتفاصيل الرائعة تخلق جوًا ساحرًا لا يمكن وصفه بكلمات،
تحسست بكل تفاصيل من تلك القطع الأثرية، وكأن كل واحدة منها تحمل قصة مختلفة من الزمن القديم. أثاث الغرفة يشع بالتاريخ والأناقة، وكأنه يناديني لأكتشف المزيد من أسراره الخفية.
وقفت أمام المرآة ونظرت إلى ملابسي، وكأنها تأتي مباشرةً من أحد قصص الخيال الساحرة. كل قطعة من ملابسي تتناغم بأناقة وسحر يجعلني أشعر وكأنني خرجت من رواية خيالية مثل قصة أميرات ديزني، حيث الجمال والسحر يتواجدان في كل زاوية، وأنا البطلة الرئيسية في هذه القصة الخيالية.
"ما هذا الحلم؟"، تساءلت بصوت مليء بالحماس، وعيناي تتلألأ ببريق الدهشة والتساؤل. التجربة جديدة بالنسبة لي ،بعد ليالٍ طويلة قضيتها في شرود بين أحلام مزعجة وكوابيس مرعبة. هذا الحلم الأول الذي أحس به بعمق، بعدما غمرتني موجات من الفزع والقلق لفترة طويلة.
البداية كانت غريبة، ولكني لم أفقد شيئاً من حماسي لاستكشاف هذا العالم الجديد الذي ظهر في أحلامي.
في تلك اللحظة الممتعة، قفزت على سرير بنوع من المرح الغير معتاد، وأنا أشعر بالحياة تنبض بقوة داخلي.
سمعت صوت طرقات الباب يترنح في الهواء الهادئ، توقفت عن القفز بحذر وانصرفت نحو الباب، . الأفكار تتلاطم في داخلي تساؤلات عديدة تجتاح عقلي، "لماذا يشبه الحلم الحقيقة؟"
فتحت الباب ببطء، ووجدت فتاة تقف أمام الباب، بلباس الخادمة الأبيض والأسود، وجهها مشرق بابتسامة مليئة بالترحيب. "هل حصلتِ على قسط كافٍ من النوم، سيدتي؟"، سألت بصوت ينبض بالاهتمام والرعاية.
"، لما أنام داخل الحلم؟"، سألت بدهشة، وعيناي تتأملانها بشكل متوتر، في محاولة لفهم المشهد الغريب الذي أشهده الآن.
أحسست بتردد في كلماتها، تظهر وتختفي مع كل تغيير في تعابير وجهها، كأنها تحاول جاهدة اختيار الكلمات المناسبة.
توجه شاب نحونا، في منتصف الثلاثينات، ببشرة بيضاء كاللبن تناسبت تماماً مع شعره البندقي اللون الذي يلتف حول وجهه بأناقة، مما أبرز جمال عيونه الغامضة ، يرتدي ملابس الفارس القديمة بكل تفاصيلها الدقيقة. قميصه المزين بنقوشات ذهبية يتلألأ تحت أشعة الشمس، مع قماش سميك يغطي جسده بتأثير فخامة لا يُضاهى. و على كتفه حمل درعًا مزخرفًا بتفاصيل فنية رائعة،
حدق بالخادمة، ثم ، قال بصوت مستقر وهادئ: "سأتولى الأمر من هنا". أجابت الخادمة بإشارة بسيطة برأسها، ثم انصرفت بخطوات هادئة، تاركة له مجالاً ليتحدث معي.
بعدما رحلت الخادمة، التفت لينظر إلي، ثم أطلق الجملة التالية بوضوح مطمئن: "سأعطيك جولة حول القصر، من فضلك، رافقيني".
لم اتردد قط كنت اشعر بالملل لذا وافقت، رافقته
وأنا أتأمل جدران القصر المليئة باللوحات التي تحمل شخصيات تبدو وكأنها مألوفة نوعا ما. اللوحات تثير فضولي دائما تبدو لي وكأنها تحمل ألغازًا قديمة وقصصًا لم تروى بعد.
حاولت أكسر الصمت الذي ساد بيننا بسؤالي: "ما اسمك؟" قلتها بينما أحدق باللوحات،
"ويليام جونز، أنا أعمل لدى مالك القصر ياسيدتي، كيف كانت رحلتك؟"، سأل ببرودة رسمية، كمن يؤدي دوره بدقة وانسجام.
وقفت من المشي مستغربة من سؤاله، "أي رحلة؟" سألته بعدم فهم.
ابتسم ويليام بصورة غامضة، وتابع ببرود: "الرحلة التي قمت بها إلى هنا، يا سيدتي."
في هذا الوقت، شعرت بالارتباك يتسلل إلى داخلي، : "لم أقم بأي رحلة"
تنهد بعمق ثم أشار إلي، تبعته ببطء ثم اردف قائلا :
"يبدو أنكِ مضطربة قليلاً،" لا داعي للقلق، فكما تعرفين، أنتقلتِ بين مجرتين، وهذا بُعد طويل، الأيام الأولى ستشعرين بالدوار وسيصاحبه شعور الغثيان، وأيضاً..."
"ماذا تقول؟ يفترض أنني أحلم؟ عادةً، الأحلام تكون بسيطة، ما هذه الغاز؟"، قاطعته باستغراب، ثم أكملت بتأكيد: "ستوقظني جوليانا بعد قليل، فأنا عادةً لا أستيقظ بسرعة في قيلولة الظهر، كما يبدو الجامعة متعبة".
تحدثت بصوتٍ مليء بالحماس، وكأنني أتحدث مع أماندا، لكن فجأة تذكرت الأحداث التي حدثت لي منذ خروجي من الجامعة، حلقت عيوني بصدمة.
"لحظة، أنا لم أنم!"، تذكرت الواقع مجددًا، تصاعد الخوف والقلق داخلي. "هل خطفتموني؟"، صرخت به بخوف متزايد.
"سأشرح لكِ كل شيء، سيدتي، اهدئي." قالها بصوت هادئ، ثم أكمل: "عليكِ أن تعلمي أولاً أنكِ لا تحلمين."
استقبلت هذه الكلمات بصدمة، ولكن لم يكن لدي وقت للتفكير بعمق، فأنا في حالة من الذعر والقلق.
"كنتِ في خطر، أنتِ الآن بأمان. ستقابلين اللورد كيليان في ردهة العشاء ياسيدتي، وهو سيشرح لكِ بتفاصيل. تحلي بالصبر." اكمل كلامه ليستأذن بالانصراف تاركاّ بعقلي موجة متراكمة من الاسئلة.
____________________________________
مرحبا بكم من جديد، لقد شعرت قليلًا من الندم لذا كتبت لكم فصل جديد ونزلت  اتمنى ان تستمتعوا في قراءته والمعذرة على اخطاء املائية لم يكن لدي وقت كافي لأدقق فقط كتبته .
قراءه ممتعة 🤍🤍🤍

-ارائكم بالشخصيات؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

  إيفادوكيا || ‏ Evadokia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن