الفصل الخامس : مملكة غريمور

26 5 4
                                    

في هذا اللحظة الممزوجة بالترقب والتوتر، توقفتُ وسط دوامة الصمت الملتهبة بالتساؤلات والشكوك. لم يكن هناك سوى همسات الهواء الباردة التي تتلاطم حولي، وأصوات ترددت في عقلي كالصدى المتلاطم في الجبال الشاهقة.
"من أنتم، بحق السماء؟" صرخت بهذا السؤال بأملٍ معتلٍّ، محاولة استدراج إجابات منهم ، نظرت إلى وجوههم الغامضة المليئة بالترقب ، تنساب الأفكار في عقلي كالأنهار الجارية، ساعية لكشف الحقيقة وراء وجودهم الغامض في هذا المكان المنسيّ. في ذلك اللحظة، بدت ملامحهم مضطربة، متأملين من ذاك المجهول ان يتحدث لذا حدقت إليه بدوري. بعد التحديق الطويل المُستمر تقدمت الفتاة نحوي بكل جرأة، شعرت بتوتر يسكنني لوهلة ،
"مرحبا، أنا أدعى هيلاري نازميت ، مستئذبة، تشرفت بلقاءك،"  كلماتها انطلقت بثقة ووضوح، وهي تمد يدها نحوي بانتظار المصافحة.
ألقيت نظرة سريعة حولي، آملاً في رؤية أي دليل على وجود كاميرا خفية،
"إيفان، حسنًا، أنت فزت،" تحدثت بصوت متقطع، وأنا أترقب أي حركة تثبت أن كلامي صحيح. بينما تقف هيلاري أمامي بصمت .تقدم الرجل آخر محاولًا تلطيف الجو ووضع يده على كتفها بلطف، . "أعتذر عن ما بدر منها،" قال  بتوتر واضح، "لم يكن من خططنا أن نخبرك ماهيتنا من البداية، لكن احدهم خرب هذه اللحظة."
غارفيلد حاول تهدئة غضبه وحدق بهيلاري، ثم قال بصوت مرتفع: "حقاً! أأنتِ من كنتِ تعطيني توجيهات حيال ما سنفعله عندما نصل للأرض؟"

هيلاري رفعت يديها ، وأجابت بصوت ساخر حادقة بي: "آسفة إذا أثرت عليك بشكلٍ سلبي، لكنني أردت فقط أن أختصر الأمور بالنسبة لك."
ثم نظر إليها بعينين مليئتين بالغضب، ثم صرخ: "هيلاري، اصمتي!"

وسط الضجيج المتزايد في دماغي، والأسئلة التي تلتف حولي كالعواصف، شعرت بالارتباك يتسلل إلى كل خلية في جسدي. "مستئذبين! عندما نصل للأرض؟"  هذه الكلمات تكررت في عقلي بلا توقف، محاولةً فهم السبب وراء هذا التشويش الذي يعتريني.
لم أنتبه ماحدث بعدها ،حاولت جاهدة التركيز، لكن الأفكار تتدافع بسرعة هائلة، ولا يبدو أن هناك حلاً واضحًا في الأفق.شعرت بألم يتصاعد في رأسي، ضغطت على رأسي بقوة في محاولة لإيقاف هذا الضوضاء المؤلمة التي تسكنني.
بدأت اتذكر ألحان جوليانا لتردد في أذني، كالنسيم اللطيف في يوم صيفي هادئ. اللحن الذي كانت تغنيه لي وتلحنه بيديها الناعمتين عندما كنت طفلة صغيرة. كانت هذه اللحن تعطيني الراحة والسكينة، كملاذ يحميني في لحظات الضياع والارتباك.

"اصمتوا للحظة، أنا أحاول ترتيب أفكاري." قلت بصوت مليئًا بالتعب والارتباك، حيث الأسئلة تتدافع في ذهني بشكل متزايد، في حاجة إلى لحظة من السكون لكي أفهم ما يجري حولي.

"هل يمكن أحدكم أن يشرح لي ، من أنتم؟ وما الذي تريدونه ؟ وكيف عرفتم اسمي؟ ولماذا تتحدثون عن الأرض كما لو أنها ليست عالمكم بحق السماء ؟ وهل هذه المرأة مستئذبة؟"  هذه الأسئلة ترددت في عقلي بلا توقف، مما أدى إلى انتشار الارتباك في جميع أنحاء جسمي.
جلست على الأرض براحة، في محاولة لتهدئة أعصابي المشتتة، وفجأة، جاءت الكلمات الساخرة من شفتي، "وماذا عنك؟ هل أنت مصاص دماء؟ وهل يمكنني أن أناديك بسيد غارفليد أم مجرد غارفليد؟" تلك الكلمات كانت مزيجًا بين الضحك والاستفزاز، ولكن في داخلي،  أبحث عن إجابات حقيقية على أسئلتي المحيرة.
أنسدحت على الأرض بعد ذلك، مغلقًا عينيّ ببطء،
وأكملت " هل هذا الرجل ذو العيون الجميله  هو هجين ايضا ؟ ، وهل انا ساحرة " تمتمت بصوت ناعس يصاحبه السخُرية لاغرق في النوم.

هيلاري بصوت متفاجئ، " نامت؟ هذه الفتاة مليئة بالمفاجآت".
وعلى الفور، اقترب الغريب المجهول من إيفلين وحملها على ظهره.

"أراميس، ماذا تفعل؟"، سأل غارفليد بدهشة واضطراب.

"هذه فرصة لا يمكن تفويتها، سننقلها الآن قبل أن نتعرض لصراخها وشتائمها في الطريق"، أجاب أراميس بسرعة

"ولكن هل سيتحمل جسدها؟"، سألت هيلاري بشك وحيرة.

أجاب أراميس بسخرية، ، "إنها منَّا، ستتحمل ذلك". ثم حدق لغارفليد " ماذا تنتظر "
بدأ غارفيلد في تمتمة لبضع ثوانٍ، وفجأة، ظهر أمامهم سور طويل ينتهي بباب، وعليه كتابة تقول: "النهاية"

بخطواتٍ سريعة ومتسارعة، تخطى أراميس رفاقه ،
وصلوا أخيرًا إلى البوابة،  بدأ غارفليد، بتمتمة سلسلة من الأرقام الغامضة، كأنه ينادي بمفاتيح سرية لعالم آخر.
ثم، كما لو أن الليل نفخ روحه في أنفاسهم، انفتحت البوابة بصمت، تاركةً المجال لظهور شيء كبير ومرعب، يتربص في ظلام الليل كأنه جزء من كوابيسه.
وفي هذه اللحظة المليئة بالتوتر، سأل الكائن الضخم، الذي يبدو أنه يحرس المدخل، عن هوية القادمين " أساميكم". بصوتٍ عميق ومخيف، يطالبهم بتقديم أنفسهم.
غارفليد كونراد"

هيلاري نازميت"

حدق الكائن الضخم المرعب باراميس وإيفلين التي كانت نائمة بلا وعي على ظهره.

"آراميس تشابمان، وهي إيفلين روتشليد، تم تصريح دخولها من قبل الملك"، أعلن أراميس بصوتٍ واثق لكن مع تلميحٍ من السخرية.

وبينما الكائن الضخم يحترس بنظراتٍ مراوغة، تمادى أراميس بجرأة وسخرية، قائلاً: "لقد تم تصريحها من قبل الملك، ابتعد".

بلطف واحترام، أبتعد الكائن الضخم جانبًا عن الطريق،  أردف قائلا بصوتٍ مهيب: "مرحباً بكم في مملكة غريمور".
____________________________________

اليوم الفصل جدا قصير اسفه جدا تمنيت اطوله ولكني انشغلت بالجامعة
بكره  سأعوضكم بفصل طويل
قراءه ممتعة🤍🤍

  إيفادوكيا || ‏ Evadokia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن