الفصل التاسع

387 19 0
                                    


_______________

نزعت هَنا ثيابها من على جسدها نزعًا ، حتى تقطع القماش بين كفيها ..

ثم اندثرت في الفراش وقد قررت الهروب إلى النوم ، وسيكون ربها رحيما بها إن قبضها الآن ولم استيقظ في الصباح ، حتى يتوقف صوته البغيض الذي يتردد في أذنها ، باتهامه الشنيع هذا ..

ولكن طرقات أمها على الباب جعلتها تفتح عينيها دون أن تتحرك قيد أنملة ،

دخلت أمها بقلق وهي تسألها :

- ايه يا بنتي اللي حصل مع ابن خالك

ثم جلست على حافة الفراش ،

وقد شعرت بحيرتها وكأنها تائهة وهي تبحث عنها ،

أحست هَنا بغصة في حلقها على هذه المسكينة أمها ، التي لا تعلم حجم النيران المشتعلة في قلبها وجسدها معًا !

حاولت أمها لم شتات نفسها وبدأت الحديث ،

- انتِ عارفة اني ما بحبش في الدنيا دي حد قدك ، وما يهمنيش في الحياة الا اني اشوفك سعيدة ومرتاحة ومش مهم اموت بعدها ،

رأت هَنا الدموع تترقرق في مقلتي أمها ،

ولكنها ابت ان تستسلم لحزنها الشديد عليها واكملت :

- انا مش عارفه إيه اللي حصلك ومين السبب في وجعك ، بس أنا عارفة انك قوية وهتخرجي من التجربة اللي عيشتيها أيا كانت مؤلمه .. أقوى يا هَنا ، أنتي بنتي وأنا حفظاكِ كويس ..

قاومت هَنا دموعها بأقصى ما استطاعت ،

فأمها تتحدث عن فتاة ماتت منذ عدة اسابيع ولا تعلم ان دموعها هذه طوال هذه الايام كانت على فراقها ،

أمسكت امها بيدها تُقبلها بدموعها ،

مما جعلها تعتدل جالسة و هي تحضنها بثبات قائلة باعتذار وندم كبير :

- أنا أسفه يا امي ..

لقد اعتقدت عالية أن ابنتها تعتذر على انطوائها خلال الفترة السابقة وابتعادها عنها ،

او ربما على انها جعلتها تشعر بهذا الحزن ،

ولكنها بالفعل كانت تعتذر عن أنها خذلتها وخذلت نفسها بدعوة الحب ،

تعجبت عالية لعدم بكائها ، فهي لم تجف دموعها خلال الاسابيع الماضية ..

ولكنها مررت الامر وهي تخبرها :

- انتي سمعتي أبن خالك واعتقد إنك عارفة يحي كويس ..

- فكري بعقلك وقبلك يا هَنا وقرري ، وشوفي مصلحتك وراحتك فين وسيبك من أي اعتبارات تانيه ، انا ما يهمنيش في الدنيا دي كلها غيرك ...

إلى مضجعهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن