09

24 6 7
                                    

بعدَ مدّة طوِيلة ها أنا ذِي قد عدتُ مرّة أخرَى لنفسِ المكَان ، لربمَا بعضكم يتساءَل أين اختفَيت ، مالدّاعي من عدمِ نشرِي لفُصول هذا الكِتاب ؟ و مالسّبب الذِي جعلنِي أتخلّى عنه ، فِي الحقِيقة تساءلتُ أنا الأخرى حولَ كلّ هذا و بعدَ عناءٍ قد دَام بالفعلِ لمدّة طويلَة قد أدركتُ بأنّني لم أستطِع الإتفَاق مع شيَاطيني حولَ نشرِ شيء يخصّهم هنا.

فِي كلّ مرّة حاولتُ نشرَ بعضًا من الكلمَات هنا ، كانت تلكَ القُوة الغريبَة تصدّني عن فعلِ ذلك إلى أن أدركتُ بأنّها شياطِين الجحيم التِي تسكنُ عقلِي ، تمنعنِي عن إخباركُم بما يحدُث معِي ، تَمنعني عن فضحِ جريمَة قتلِها لي ، لحَياتي و لكن مرّة أخرى تأكدْت بأنها ليست هِي سبب ما يحدُث معي و إنما كلّ شيطان كانَ كالمنزِل لي ، فالبيت الذي أعيشُ فيه لم يحتوِ جسدِي الصّغير ، لم يكن البيتَ منزِلا بالنّسبة لي ، و لا سُكّانه موطنًا لِي.

كنتُ وحيدَة في منزل مُمتلئ.
وحيدَة مَع أشخاصٍ لم أشعُر معَهم بالحُب.

المُشكلَة لم تَكن بهم و إنما في فرطِ حساسيّتي اتجاه كلّ شيء يمرّ بِي.
إنّني من النّوع الذِي ينظرُ في أدَقّ التّفاصيل ، يحلّل أتفهَ المشاهِد التي تحدُث معي و يستفسرُ عن كلّ ما هوَ أحمق.

لدَي حساسية مفرطَة قد منعتنِي من التّقربِ ناحيَة البَشر.

يومًا مَا أردتُ الموتَ في مَكان مَا ، يومَ صعدتُ السّطح من أجلِ تنفّس هواءٍ نقِي كدْت أرمِي بِجسدِي من ذلكَ الطّابق ، يوْم قمتُ بكِسر طبَقٍ ما في المطبخ و حينما ذهبتُ لحملِ ذلك الزّجاج المتناثر ، مكثتُ أفكرُ بإنهاء حياتي هذه و بالفعل نظرتُ إلى قطعَة الزّجاج الحادَة تلك لمدّة طويلَة من أجل فعل ذلك ، لكنّني لم أفعل.. يوما مَا أردتُ الموتَ في حوضِ الإستحمام بعدَما حبستُ أنفاسِي لكنّني عدتُ أدراجِي عن ذلك في اللحظَة التي كدتُ أفقدُ أنفاسِي فيها.

لستُ متمسّكة بالحياة بتاتًا و لكن يبدو بأن الحيَاة متمسّكَة بي ، لا... صراحَة ليست الحياة و إنما شياطيني ، في كلّ مرة أكادُ أفقدُ نفسي فيها أتوقفُ عن ذلك ، إن أنهيتُ حياتي مَن سيُنهي شياطيني ؟ بالتأكيد هذا لن ينتهِي بمجرّد موتِي و لربما لن ينتهِي بتاتا ، لكن ما العمَل ؟.

الحيَاة حياتي و الشّياطينُ شياطيني.

بالحَديث عن هذا تأكدتُ بأنّ إيماني قويّ و جدًا ، فالحمدُ لله أولا و أخيرًا لأنني في نقطَة ما لازلتُ أريدُ الموت و لكن يبدو بأنني أؤمنُ بأن الحياة ستكون أفضل ، لأنّني في كل مرّة أثقُ بالله أكثر.

كلّ ما أريدُه هوَ العيشُ في سلامٍ دائم ، ليسَ بعيدًا عن شياطيني ، لا فهي التي تحتوِيني و إنما أعيشُ بسلام بعيد عن المنزلِ الذي وُلدتُ به ، لا يمكنني التّعايش مع أشخاصٍ يظنّونني مريضَة نفسية بينما أنا لستُ كذلك بتاتا.
و إن كنت ؟ فأنتم السّبب في ما حدث لي ، ما يحدُث لي و ما سيحدُث .

𝘓𝘦𝘵𝘵𝘦𝘳𝘴 𝘵𝘰 𝘮𝘺 𝘥𝘦𝘮𝘰𝘯𝘴 Where stories live. Discover now