المهمةُ الأولى، الفصلُ الأول: شعبٌ مَذموم.

273 52 311
                                    

من الأشياء الجميلة في هذه الحياة أنه ما من أحدٍ يستطيعُ أن يحاول صدقًا مساعدةَ شخصٍ آخرَ من غير أن يساعد نفسه أيضًا.

رالف إيمرسون.

=============

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

ملاحظة: الملحقات مهمة. (خاصةً جزء الخريطة)

من الأفضل رؤيتهم بعد الفصول دومًا لأنها قد تحوي حرقًا للأحداث (سأكتب ذلك على مقدمة المنشور مسبقًا)

ستجدونهم على حساب الانستا خاصتي غدًا بإذن الله.

المنشور التشويقي للقصة سيكون هناك بالفعل!

استمتعوا وأخبروني بأفكاركم✨️🩵

============

يالَ العجب...

«أيُ خُمِّ دجاجٍ هذا؟ ظننتها دلتني على مَطعم!»

أنفي انكمشَ ما إن وصلته رائحةُ الشرابِ الكثيفة، وخلتني سأتقيأ معدتي بمجردِ استيعابي لرائحةِ اللحومِ المشويةِ والدهونِ في الهواء... وكأنها رائحةٌ لزجة! هذا ولا أدري كيفَ يمكنُ لرائحةٍ أن تمتلكَ هكذا صفةٍ إلا أني لا أجدُ تعبيرًا أكثر بلاغة!

ربما يجدرُ بيَ الذهابُ إلى مكانٍ غيرِ هذا...

«لا مجال،» حركتُ رأسي مشمئزةً من سوءِ الفكرة «رفاهيةُ الاختيارِ منعدمةٌ هنا.»

العجوزُ التي دلتني على المكانِ قالت أنه ضالتي (هذا ولا أعلمُ شخصيًا أيُ شيءٍ أريدُ، لكن لم يكن في الأمرِ خطبٌ كبير)، ثم ليسَ وكأنَّ أحدًا عداها قَبِلَ قولَ حرفٍ لي.

كلهم شحبوا وهربوا ما إن توقفتُ لسؤالهم... وكأنما أنا وحشٌ مع قرونٍ بارزة!

«كيفَ بإمكانِ أحدٍ الخوفُ من شخصٍ لطيفٍ مثلي؟» تمتمتُ عابسةً وقد امتدت يدي أغطي بها أنفي بينما ألجُ المكانَ شحيح الانارةِ الذي يسمى مطعمًا.

أجسادٌ متكدسةٌ حول الطاولات لمِن لا يبدو لي وكأنهم ببنيةٍ معتدلةٍ كبقية أهل القرية، أصواتٌ صاخبةٌ لحديثٍ وضحكاتٍ مزعجةٍ لم ألتقط منها إلا ما هو دليلٌ على ثمولٍ قد تخطى الحدَ المقبول... وأيًا ما كان وضعهم المتأزمُ كنتُ يائسةً دونَ رفاهيةٍ تؤهلني لمحاولةِ ايجادِ مكانٍ أفضلَ لذا سرتُ بضعَ خطواتٍ قبل أن تلتقطَ أعيني طاولةً شبه فارغةٍ في الزاوية.

مكانٌ مثاليٌ لم أتردد في السير نحوه قبل أن أرمي نفسي على الكرسي الفارغِ أتنهدُ بقوة...

الآن يجدرُ بي إطعامُ نفسي كي لا أموتَ جوعًا (لم آكل لخمسِ أيامٍ على التوالي)؛ وفي هذا وحده مشكلةٌ عويصة!

أرضُ الشياطين.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن