المهمةُ الأولى، الفصلُ الرابع: مَظلمةٌ غيرُ مستحقة.

189 30 589
                                    

لا يمكن لأي شخص أن يجعلك تشعر بأنك أقل منه، إلا إن كنتَ موافقًا على ذلك.

إليانور روزفلت.

==========

لا إله إلا أنت سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين.

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.

==========

لقد فكرتُ بجديةٍ في الهربِ بحياتي.

وفكرتُ في تركِ هذه القريةِ المشؤومةِ سريعًا،

لكنْ تفكيريَ ذلكَ انحصرَ في الزاويةِ لحظةَ أن شعرتُ بأنّ ذلكَ لمجردُ تفكيرٍ تافه.

فليكنْ الأمرُ أنني بشعرٍ أسود، وليكن أنني لستُ بمقيمةٍ هنا ولتكن كلُ الحكايةِ مجردُ تراهاتٍ مجتمعيةٍ مريضة... بل ولتكن أمورًا حقيقيةً لهم كل الحقِ في تصديقها.

ما علاقةُ هذا بي؟

لمَ عليّ احترامُ قوانين المكانِ والرضوخُ للواقعِ في حينِ أنني لستُ منه؟

«يا سيدْ فارس،» عدتُ للخلفِ بجلستي بينما أنظرُ إليه مع نصفِ التفاتة. «رويدك، دعني أشربْ شيئًا دافئًا أو بعض المياه على الأقلِ قبلَ أن تقرر جري للخارجِ من شعري.»

نبرتي الكسولةُ غيرُ المباليةِ جعلته يعطيني نظراتٍ محترقةٍ بالغضب. وكأنّ فكرةَ ارتياحي هنا بينَ أهله وحدها فكتْ بعضًا من خلايا عقله وبالكادِ يتماسك.

«لا يوجدُ سببٌ لأسمح لكَ بالبقاءِ دقيقة إضافية!» في خضمِ غضبه كانَ سيدخلُ مباشرةً إلى حيثُ أنا لكن قبل أن يهبط بقدمه على الأرضِ توقفَ بطريقةٍ مفاجئةٍ وكأنّ كهرباءً مسته. ثمّ ودون كلمةٍ عادَ للخلفِ مستعيدًا توازنه.

عبستُ بينما أرى ذلك يحصلُ إذ لم أفهم لثانية، لكن بمجردِ رؤيته يخلع حذائه طويل الرقبةِ عند الباب ليرتدي خفًا منزليًا لم أستطع كبحَ ضحكي.

وحتمًا ضحكتُ ملأ فمي إذ تعبيراته بينما يفعلُ ذلكَ جعلتني أظنه طالبَ ابتدائيةٍ خائفٌ من أمه!

يال الإحترام!

«لا تُغضبه أكثر، جوليوس.» بريما حركت رأسها بينما تزيحُ كرسيها وتقف ناظرةً لابنها وقد دخلَ أخيرًا مغلقًا الباب خلفه «وأنتَ مورجان... هل تُفضلُ النوم في العليةِ اليوم؟ لمَ تعاملُ ضيفي بهذه الطريقة؟»

«أمي! أنتِ ترين-» بدا منفعلًا للغايةِ إلا أنه توقف في النهايةِ ليتنفس، وعندما أكملَ كان صوته قد انخفضَ وتغيرت النبرةُ تمامًا «شعره أسود!»

«أنتَ تعلمُ لمَ تطاردون ذوي الشعر الأسودِ، بُني» وضعت بريما قدرًا كبيرًا على الطاولةِ وأكملت «جوليوس مجردُ مراهقٍ تائه، كيفَ يمكنكَ حتى مقارنته بأولئك لمجردِ أنّ شعره أسود؟»

أرضُ الشياطين.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن