المهمةُ الأولى، الفصل الثاني: مهمةٌ مشؤومة.

202 35 320
                                    

السؤال الكبيرُ هو ما إذا كنت قادرًا على أن تقول لمغامرتك «نعم» من كل قلبك.

جوزيف كامبل.

==========

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

استمتعوا :)

=========

زفيرٌ خافتٌ هربَ من بين شفتيَ ويدي امتدت إلى شعريَ القصيرِ تبعثره...

شيءٌ من شعورٍ مُثقِلٍ راودني مذْ فتحتُ أعيني وجسدي لم يساعدني لذا بقيتُ جالسةً أتأملُ الغابةَ وضوءُ الشمسِ الصباحيُ بالكادِ يمرُ باهتًا إليها.

كانَ يجدرُ بيَ الذهابُ إلى أيِ مكانٍ عدا هذا، وقبلها... ما كان يجدرُ بي أن أهرب!

«يالَ البؤس-» زفيرٌ آخرُ أخرجته بالكادِ بينما أعيدُ رأسي للخلفِ أريحه على جذعِ الشجرةِ خلفي. شعورٌ خشنٌ ورائحةٌ تشبه ما اعتدته مما يبقى بعدَ المطرِ في التربة، كلا... شيءٌ أكثرُ عبقًا وتَشَبُعًا. رائحةٌ جعلتْ حواسي مُخدرةً على إثرها ولم تبدُ لي سيئة.

على غرابتها... بدت لذيذة.

من الواضحِ أنّ عيشيْ خمسَ أيامٍ أو سواها دون طعامٍ قد أثرَ على عقلي.

كما وشعاعٌ أزرقٌ قصيرٌ حالَ مستطيلًا عائمًا أمامي كان أكثرَ من كفيلٍ بجعلي أغمضُ أعيني متمنيةً أن أستيقظَ لأجدَ نفسي على سريرٍ ناعمٍ ما... أيُ سريرٍ عدا الأرضية الترابية.

«يقالُ أنّ المعاناة التي نختارها بأنفسنا أكثرُ رأفةً من تلكَ التي تُرمى علينا...»

أنا الآن أعرفُ أنّ ذلكَ مجردُ تراهاتٍ أكثرُ بلاهةً منها لا أعرف؛ لقد عانيتُ حقًا في المكانِ هناك حيثُ عشتُ واحدًا وعشرين عامًا من حياتي (هذا لا يعني إنكارًا بأنني كنتُ ثريةً مدللةً لديها عائلةٌ تهتمُ بها!)... ثمّ عانيتُ في المقابل خمسَ أيامٍ هنا، ولا داعي للقولِ بأنني أفضلُ المعاناةَ معَ بطاقةٍ مصرفيةٍ سوداءَ ومكانٍ للنومِ أكثرَ من المعاناةِ مع موقفٍ لا طعامٌ فيه ولا بيتٌ ولا ملبس!

«ثمّ لدينا هذا...»

فتحتُ أعيني لتضحَ ثلاثُ شاشاتٍ زرقاءُ شبه شفافةٍ أمامي، غضبٌ منقطعُ النظيرِ ارتفعَ في صدري مع قرائتي للكلماتِ وإن سبقَ ورأيتها فورَ مجيئي.

طالما كرهتُ أن يلعبَ بي أحدهم،

وكرهتُ أنْ تُلقى الأوامرُ عليّ أكثر...

وها أنا يعبثُ بيْ من الجهتينِ سويًا! وكأنني أصبحتُ اللعبة!

المهمةُ الأولى:

الخروجُ من السجن.

المهلةُ المتاحة:

أرضُ الشياطين.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن