المهمةُ الأولى، الفصلُ الثالث: فطيرةُ تفاح.

192 35 204
                                    

لا تظهر كاملًا أكثر مما ينبغي.

=========

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين.

ملاحظة: ملحقات الفصل ستتأخر قليلًا لأنني لم أجد وقتًا لإنهائها في الموعد، ستكون في متناول اليدِ قريبًا بإذن الله.

ملاحظة أخرى: صوفي وماري... هتكونوا أول حد بيشوفه بس صبرًا. ♡

============

إن كنتُ سألتُ نفسي يومًا سؤالًا صريحًا واحدًا، وأجبتُ عليه إجابةً صريحةً واحدة، لكانَ الأمرُ سينتهيَ بيَ إلى أيِ مكانٍ إلا هذا...

لكنني لم أفعل.

سواءَ كانَ سؤالًا واحدًا أو ألفًا... دائمًا ما رميتُ كلَّ شيءٍ مهمٍ إلى أبعدِ جزءٍ من إدراكي حتى نسيته، ودائمًا ما عرفتُ أنني أخطئُ بهذا لكنني لم أتعبْ نفسي بتصحيحه.

أما الآنَ وقد أصبحتُ في موقفٍ فيه من السخافةِ ما فيه، دونَ شيءٍ أو أحد، فقد عرفتُ أنني كنتُ أقتلُ وقتي بكلِ شيءٍ وأيِ شيءٍ وكأنني أهرب.

وسائلُ الهربِ كُلها الآن اختفت، ما يُحتمُ عليّ أحدَ أمرين...

أبحثُ عن وسائلِ هربٍ جديدة.

أو أنصاعَ للأمرِ لأواجهه، وهذا اختيارٌ فيه من القسوةِ ما أكره... فلستُ تائهةً وحسب، ولستُ أقف وحدي في مكانٍ لا أعلمُ اسمه فقط؛ بل وأتاني إدراكٌ مقيتٌ بينما أتمشى وأرى هذا وذاكَ بأنني بائسة.

ليسَ لأنني أتيت،
وليسَ لأنني وحيدة؛

بلْ لأنني دومًا ما ملتْ للتحقيرِ من شأنِ الحوادثِ والأشياءِ حتى اعتدتُ النظرةَ المستهترة عديمةَ المسؤوليةِ التي أرى بها العالمَ... وسواءَ شئتُ أم أبيت، لا أظنني سأصمدُ طويلًا في مكانٍ كهذا بهذه الطريقة ومع هذه النظرة.

في المنزلِ كانَ لي ظَهرٌ مَهيب وأشخاصٌ لا يمكنُ لأيٍ ما كان العبثُ معهم.

و هنا لا أمتلكُ شيئًا بالمُطلقِ وأكادُ لا أعرفُ أحدًا عدا إلفٍ بائسٍ يحتاجُ أحدًا ليساعده. (هذا ولا أعلم مكانه!)

«ليتني لمْ أبدأ التفكير حتى،»

رُقاقةٌ خفيفةٌ من الثلجِ سقطتْ على أنفي موقفةً إيايَ عن إكمالِ سيريَ منعدمِ الهدف... نظري ارتفعَ إلى السماءِ قبلَ أن أخفضه منتبهةً لكونِ الأرضيةِ شبه الاسفلتيةِ قد اكتُسيَ معظمها بياضًا.

لمَ هذه القريةُ كبيرةُ إلى هذه الدرجة؟

تنهدتُ تنهدًا شعرتُ به يخرجُ من قلبي ولمْ أحاولْ إخفاءَ عبوسي بعدها.

هلْ ستثلجُ لوقتٍ طويل؟

إلى أيِ مدًا شتاءُ هذه المناطقِ بارد؟

أرضُ الشياطين.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن